من يدعو إلى إعادة تفسيره تفسيرًا عصريًّا يعني تغير فيه كل شيء ويدخل في هذا أمور التكليف وغيرها ولا يقتصر فقط على الآيات الكونية وإنما يعاد النظر فيه ليفسر بمفهوم الناس اليوم يعني بما يفهمونه من اللغة، وهذا مشكل كبير لأن القرآن جاء بلغة العرب الفصحاء الذين كانوا في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحينما تفسره بأعراف الناس اليوم وبمصطلحات الناس اليوم؛ فإنك تبعده عن مقصده بُعدا كبيرا.
** فمعنى هذا أن الذين سبقونا من الصحابة والتابعين ما فهموا شيئا من هذا القرآن وكل فهمهم كان خاطئا، حينما تقول ينبغي أن نعيد تفسير القرآن تفسيرًا عصريا وهم الحقيقة لم يكتفوا بتفسير القرآن، وإعادة النظر في القرآن لأن القرآن أكثر الذي فيه عمومات ما فيه تفاصيل، وإنما هم يريدون العودة إلى الشريعة كلها لإعادة النظر فيها، وتفسيرها، فما يرون أنه لا يتفق مع عقولهم يؤولونه بما يتفق مع العقول، وهذه الدعاوى هي دعاوى باطلة يردها ما تقدم من كون هذا القرآن عربيا جاء بلغة العرب وأرسل به النبي العربي الأمي إلى الأميين؛ فلا يمكن أن يحمل على ما يعود على فهمهم بالإبطال، يعني حينما نفهم منه شيئا يبطل فهم السابقين جميعا؛ لا شك أن هذا ليس تفسيرًا وإنما هو تغيير وتبديل وليس تفسيرًا.
1-هل استفاد الشاطبي من ابن تيمية ؟
لاشك أنه استفاد من ابن تيمية فهو يوافقه في مواضع كثيرة لكنه ليس تلميذا لابن تيمية ومما يوافقه فيه كلامه عن المقاصد وكلامه في العموم الكلي وأنه أهم من العموم الوضعي وفي مواضع أخرى يخالفه وكلا منهما منهجه منهج أهل السنة و الجماعة.
2-سؤال عن مذهب الشاطبي في الأسماء و الصفات وموافقته للأشاعرة؟
الشاطبي وافق الأشعرية في مسائل في كتابه الموافقات وغيره ولكن ليست الموافقة موافقة في أصل المنهج وإنما اجتهاد منه ربما أخطأ فيه ولا يوجد عالم لم يقع في شيء من الخطأ وكل يؤخذ من قوله ويرد فليس من العدل أن كل من أخطأ في جزئية من جزئيات الاعتقاد ننسبه إلى فرقة، ولكنه صاحب منهج سليم ولا ينبغي أن ننسبه للآشاعرة، يقول ابن تيمية: المخطئ معذور في الأصول والفروع على عكس جمهور الأصوليين الذين يؤثمون من يخطئ في مسائل أصول الدين لكن ابن تيمية وجماعه ومنهم الشاطبي يميلون إلى من أخطأ في أصول الدين فهو معذور.
3-. الشيخ الفاضل قلتم لا يجب الجزم بمقصود الآية فما العمل؟
لا نجزم بالمقصود إذا لم يكن واضحا وجليا بمعنى أنا إذا فسرناه تفسيرا علميا عصريا لم يكن معهودا فلا يجوز أن نؤكد أن هذا هو المراد وهذا هو المقصود ولكن المخرج من هذا أن نقول أن الآية الفلانية تشعر بما توصل له العلم الحديث الآن من كذا و كذا، ويمكن يستفاد منها هذا المعنى ولكن لا نجزم بأن ما توصل له العلم هو كل ما دلت عليه الآية ونحصر مراد الآية عليه وبقية التفسيرات كلها غير صالحة حتى لا نكذب السابقين أو نتهمهم بأنهم لم يفهموا القرآن
س"1: ما معنى قول الشاطبي: هذه الشريعة المباركة شريعة أمية؟
س"2: في ضوء ما تقدم. ما رأيك في الدعوة إلى إعادة تفسير القرآن الكريم وفق منظور عصري ؟
انتهي الدرس العاشر