من موقع القحطاني على شبكة الانترنت
www.alkahtane.com
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على حبيبنا ورسولنا محمد بن عبد الله خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه اجمعين ,
الحمد لله , نحمده ونستعينه , ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له
واشهد ان محمدا عبده ورسوله
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ,
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك أنت مولانا ونعم الوكيل
اللهم اغفر لمن قرأ هذا , اللهم اغفر لهم ولآبائهم ولأرحامهم
ربِّ اشرحْ لي صدري ويسِّر لي أمري واحلل عُقدةً من لساني يَفقهوا قولي
هنيئا لكم يا من هم من خير امة اخرجت للناس
-----------------------------------------------
تفسير حديث الولي والعلاقة بالخلافة والمهدي -1
المقدمة
نداء لمن يريد المشاركة والمساعدة
تفسير حديث الولي والعلاقة بالخلافة والمهدي
الجزء الاول – الوعد الالهي
الجزء الثاني- تعريف الاولياء
الجزء الثالث – تفسير عبارة " فإذا أحببته"
الجزء الرابع – فضل الله , قدرات الاولياء وتحتوي على ست مميزات
الميزة الاولى - " كنت سمعه الذي يسمع به "
الميزة الثانية - "وبصره الذي يبصر به "
الميزة الثالثة - "ويده الذي يبطش بها "
الميزة الرابعة – " ورجله الذي يمشي بها "
الميزة الخامسة – " وان سألني لأعطينه "
الميزة السادسة – " ولئن استعاذني لاعيذنه"
دليل قدرات الولي من القرآن الكريم
دلائل اخرى لقدرات الولي من القرآن الكريم ومن السنة
------------------------------------------
المقدمة
كلمة عن الكتيب
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اما بعد , ايها الاحبة في الله , نقدم لكم تفسير حديث الولي وصلته بالمهدي
بامكان كل من قرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد الله ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني
www.alkahtane.com
والسلام عليكم
اخوكم في الله الفقير الى الله ابو حسن
--------------------------------------------------
نداء لمن يريد المشاركة والمساعدة
أيها الإخوة والأخوات الكرام الذين يودون المساعدة والمساهمة معنا
فان شاء الله لن نحرمهم من الثواب
ونطلب منكم ما استطعتم من التالي ونكرر ما استطعتم , فلا يكلف الله نفسا الا وسعها
نطلب منكم التوجه الى الله بالدعاء كي يكف ايدي الظالمين عنا ويوفقنا فيما يرضيه
نطلب منكم ان تطبعوا ما استطعتم مما نورده وتوفيره لمن لا يملك جهاز كمبيوتر ولكم الثواب ان شاء الله
كما نطلب منكم ان ترسلوا هذا الكتيب الى كل الاخوة والاخوات عبر البريد الالكتروني
نطلب منكم ان تخبروا الآخرين عن مهمتنا عبر المنتديات وكافة مجالات النقاش في الكمبيوتر وبرامج اخرى
, ولكم الثواب ان شاء الله
نطلب ممن يستطيع الترجمة الى اي لغة ان يساعدنا
نرجوا من المولى عز وجل
ان تكونوا من الفئة الناجية الذي تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله , وان حبيبنا ونبينا عليه افضل الصلاة والسلام
خاتم الانبياء وان تحبوا من حبهم رسولنا وان تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر , وأن تتقربوا من الرحمن وان لا تهنوا ولا تحزنوا
مهما حصل لانكم امة الحبيب ولانكم الأعلون فوالله كفانا تفرق وكفانا خلاف ولقد آن الاوان للصحوة وللوحدة
فلم يبقى من الزمن الا القليل وهذا القليل المظلم يجب ان نستعد له بالتمسك بالسنة والصبر , فسوف يليه الفجر ان شاء الله
فنحن خير أمة ووجب علينا ان نتصرف ونتعامل مع الناس كخير أمة
------------------------------------
الجزء الاول
الحديث القدسي
حدثني محمد بن عثمان بن كرامة ، حدثنا خالد بن مخلد ، حدثنا سليمان بن بلال ، حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ،
قال : قال رسول الله : " إن الله قال :
من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ،
فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ،
وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته
صحيح البخاري
بسم الله الرحمن الرحيم
ربِّ اشرحْ لي صدري ويسِّر لي أمري واحلل عُقدةً من لساني يَفقهوا قولي
وجب علينا ان نفقه الحديث كلمة كلمة ونتدبره وذلك من فضل الله
سنشرح ونبين لكم ان شاء الله ما هو اكثر من ذلك وما يستحقه هذا الحديث القدسي من تدبر وشرح لانه كلام الحي القيوم على لسان
حبيبه المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام , لكن عليكم بالصبر والتأني ورجاء الله ان يشرح صدوركم لما سنبين مما علمنا الله سبحانه وتعالى
لذلك ايها الاحبة اوردنا لكم بعض سبل التقرب من الرحمن , فمن اجتهد في هذه الوسائل وطلب القرب من ملك الملوك آتاه الله من فضله ما يشاء من علم الكتاب والحكمة
فقبل ان تقرأ ما سنورده لك قم للرحمن وصلي ركعتين واطلب من الكريم ان يشرح لك صدرك ثم إقرأ ما سنورده
وعندما تنتهي من القرائه لا تبخل على الاخرين في علمك فانشره قدر استطاعتك واحمد ربك وزد تواضعا وتقربا من الرحمن يزيد علمك
الحديث يتكون من اربعة اجزاء رئيسية
الجزء الاول هو الوعد الالهي ,والجزء الثاني هو تعريف للولي ,والجزء الثالث هو مرحلة فاذا احببته , والجزء الرابع وهو الجزء الاكبر وهو تعريف مميزات وقدرات الولي
الجزء الاول - الوعد الالهي
هو وعد من الله سبحانه وتعالى والله لا يخلف وعده , والوعد هو - من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب
الوعد لكل من فكر ان يكون عدوا لمن يحبهه الله , ووصفه الله سبحانه وتعالى بالولي , وعد المولى عز وجل من يعادي وليه بحرب ,
وذلك يعني تدمير شامل لمن يعادي ولي الله , لانه ليس باستطاعة احد ان يفوز في حرب مع ملك الملوك
ولقد ورد ايضا من اهان لي وليا فقد آذنته بالحرب
لكن ما هي الحرب
الحرب تدبير وترتيب وخدعة واستعمال كل ما وجد للقتال وكل هذا في الحياة الدنيا ولا يحتوي على عقاب الاخرة من نار جهنم
اذا الحرب في الدنيا وقبل الموت , ولم تستعمل كلمة الحرب مع الله سبحانه وتعالى الا في هذا الحديث القدسي وفي القرآن الكريم لوصف من يتعامل بالربا
اذا هناك امران هامان جدا عند العزيز الجبار بعد الشرك بالله , التعامل بالربا بكافة اشكاله لان كلمة الربا وردت بصيغة مطلقة ومعاداة اولياء الله
فمن تعامل بالربا بأي شكل كان , دافعا ام مستفيدا ام شاهدا فهو الان في حرب مع ملك الملوك العزيز الجبار
وكل من عادى ولي من اولياء الله فهو الان في حرب مع ذو العزة والجبروت الذي لا يهزم
ربما يتصور من كان في هذه الحرب مع الله انه بخير , وربما يكسب من المال الكثير , وربما عنده خلفة كثيرة في صحة جيدة
لكن تأكدوا انه ما يحدث له هو اسلوب من اساليب الحرب و ما نعني بذلك
يكسب من المال الكثير – اذا ملك الانسان مئة درهم ثم خسرها يحزن , ولكن اذا ملك الانسان مليون درهم ثم خسرها يحزن اكثر وربما يمرض ,
و اذا ملك الاناس مئة مليون درهم ثم خسرها يحزن وربما يمرض وربما يفقد عقله , فمن عادى ولي من اولياء الله او تعامل بالربا ويظن انه بخير فلا يفرح كثيرا
ولا يكون عنيد احمق , عليه ان يصحوا فورا قبل فوات الاوان
سيخصر الحرب ويهزم لا محالة , ولكن الله يمهل ولا يهمل
الخسارة المالية هي اخف الهزيمة
عنده خلفة كثيرة في صحة جيدة – اذا كان للانسان خلفة وهم صغار وخسرهم او خسر احدهم للمرض او المخدرات او مس الجن تدمرت حياته فيصبح ذليلا
فما ادراك اذا لم يحبه ولده بل عاداه واصبح يكرهه , فيصبح ممن يتمنى الموت ولا يأتيه
هذه الخسارة اكبر من المال ولكنها اصغر مما لا نريد وصفه
هذا معنى كلمة الحرب الناتجة من معاداة اولياء الله او التعامل بالربا
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: “ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ “ فمن كان مقيمًا على الربا لا ينـزع عنه
فحق على إمام المسلمين أن يستتيبه، فإن نـزع وإلا ضرب عنقه.
تفسير ابن كثير
قوله “ بالحرب “
في رواية الكشميهني " بحرب " ووقع في حديث عائشة " من عادى لي وليا " وفي رواية لأحمد " من آذى لي وليا "
وفي أخرى له " من آذى " وفي حديث ميمونة مثله " فقد استحل محاربتي " وفي رواية وهب بن منبه موقوفا
" قال الله من أهان وليي المؤمن فقد استقبلني بالمحاربة "
وفي حديث معاذ " فقد بارز الله بالمحاربة " وفي حديث أبي أمامة وأنس " فقد بارزني "
وقد استشكل وقوع المحاربة وهي مفاعلة من الجانبين مع أن المخلوق في أسر الخالق , والجواب أنه من المخاطبة بما يفهم ,
فإن الحرب تنشأ عن العداوة والعداوة تنشأ عن المخالفة وغاية الحرب الهلاك والله لا يغلبه غالب , فكأن المعنى فقد تعرض لإهلاكي إياه .
فأطلق الحرب وأراد لازمه أي أعمل به ما يعمله العدو المحارب .
قال الفاكهاني : في هذا تهديد شديد , لأن من حاربه الله أهلكه , وهو من المجاز البليغ ,
لأن من كره من أحب الله خالف الله ومن خالف الله عانده ومن عانده أهلكه
وإذا ثبت هذا في جانب المعاداة ثبت في جانب الموالاة , فمن والى أولياء الله أكرمه الله .
وقال الطوفي : لما كان ولي الله من تولى الله بالطاعة والتقوى تولاه الله بالحفظ والنصرة ,
وقد أجرى الله العادة بأن عدو العدو صديق وصديق العدو عدو ,
فعدو ولي الله عدو الله فمن عاداه كان كمن حاربه ومن حاربه فكأنما حارب الله .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
”إن اللّه تعالى قال من عادى” من المعاداة ضد الموالاة ”لي” متعلق بقوله ”ولياً” -المراد بالولي العارف باللّه المواظب على طاعته المخلص في عبادته
وهو من تولي اللّه بالطاعة فتولاه اللّه بالحفظ والنصر، فالولي هنا القريب من اللّه باتباع أمره وتجنب نهيه وإكثار النفل
مع كونه لا يفتر عن ذكره ولا يرى بقلبه سواه
“فقد آذنته بالحرب”
أي أعلمته بأني سأحاربه {فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من اللّه ورسوله} ومن حاربه اللّه أي عامله معاملة المحارب من التجلي عليه
بمظاهر القهر والجلال وهذا في الغاية القصوى من النهديد والمراد عادى ولياً لأجل ولايته لا مطلقاً فخرج نحو محاكمته لخلاص حق أو كشف غامض
فيض القدر – شرح الجامع الصغير
وعن أنس بن مالك عن النبي. عن جبريل، عن ربه عز وجل قال:
" من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة، وما ترددت عن شيء أنا فاعله، ما ترددت قبض نفس مؤمن أكره مساءته ولا بد له منه،
و أن من عبادي المؤمنين من يريد باباً من العبادة فأكفه عنه لئلا يدخله عُجْب فيفسده ذلك، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه،
وما يزال عبدي يتنفل حتى أحبه، ومن أحببته كنت له سمعاً و بصراً ويداً ومؤيداً، دعاني فأجبته، وسألني فأعطيته، ونصح لي فنصحت له.
و إن من عبادي المؤمنين من لا يُصلح إيمانه إلا الفقر، و إن بسطت حاله أفسده ذلك و إن عبادي من لا يُصلح إيمانه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك،
و إن من عبادي المؤمنين من لا يُصلح إيمانه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك، و إن من عبادي المؤمنين من لا يُصلح إيمانه
إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك. إني أُدبّر عبادي بعلمي بقلوبهم إني عليم خبير ".
ورواه عبد الكريم الجزري عن أنس مختصراً وقال فيه:
" إني لأسرع شيء إلى نصرة أوليائي، إني لأغضب لهم أشدّ من غضب الليث الحرب ".
صفوة الصفوة لابن الجوزي
www.alkahtane.com
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على حبيبنا ورسولنا محمد بن عبد الله خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه اجمعين ,
الحمد لله , نحمده ونستعينه , ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له
واشهد ان محمدا عبده ورسوله
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ,
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك أنت مولانا ونعم الوكيل
اللهم اغفر لمن قرأ هذا , اللهم اغفر لهم ولآبائهم ولأرحامهم
ربِّ اشرحْ لي صدري ويسِّر لي أمري واحلل عُقدةً من لساني يَفقهوا قولي
هنيئا لكم يا من هم من خير امة اخرجت للناس
-----------------------------------------------
تفسير حديث الولي والعلاقة بالخلافة والمهدي -1
المقدمة
نداء لمن يريد المشاركة والمساعدة
تفسير حديث الولي والعلاقة بالخلافة والمهدي
الجزء الاول – الوعد الالهي
الجزء الثاني- تعريف الاولياء
الجزء الثالث – تفسير عبارة " فإذا أحببته"
الجزء الرابع – فضل الله , قدرات الاولياء وتحتوي على ست مميزات
الميزة الاولى - " كنت سمعه الذي يسمع به "
الميزة الثانية - "وبصره الذي يبصر به "
الميزة الثالثة - "ويده الذي يبطش بها "
الميزة الرابعة – " ورجله الذي يمشي بها "
الميزة الخامسة – " وان سألني لأعطينه "
الميزة السادسة – " ولئن استعاذني لاعيذنه"
دليل قدرات الولي من القرآن الكريم
دلائل اخرى لقدرات الولي من القرآن الكريم ومن السنة
------------------------------------------
المقدمة
كلمة عن الكتيب
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اما بعد , ايها الاحبة في الله , نقدم لكم تفسير حديث الولي وصلته بالمهدي
بامكان كل من قرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد الله ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني
www.alkahtane.com
والسلام عليكم
اخوكم في الله الفقير الى الله ابو حسن
--------------------------------------------------
نداء لمن يريد المشاركة والمساعدة
أيها الإخوة والأخوات الكرام الذين يودون المساعدة والمساهمة معنا
فان شاء الله لن نحرمهم من الثواب
ونطلب منكم ما استطعتم من التالي ونكرر ما استطعتم , فلا يكلف الله نفسا الا وسعها
نطلب منكم التوجه الى الله بالدعاء كي يكف ايدي الظالمين عنا ويوفقنا فيما يرضيه
نطلب منكم ان تطبعوا ما استطعتم مما نورده وتوفيره لمن لا يملك جهاز كمبيوتر ولكم الثواب ان شاء الله
كما نطلب منكم ان ترسلوا هذا الكتيب الى كل الاخوة والاخوات عبر البريد الالكتروني
نطلب منكم ان تخبروا الآخرين عن مهمتنا عبر المنتديات وكافة مجالات النقاش في الكمبيوتر وبرامج اخرى
, ولكم الثواب ان شاء الله
نطلب ممن يستطيع الترجمة الى اي لغة ان يساعدنا
نرجوا من المولى عز وجل
ان تكونوا من الفئة الناجية الذي تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله , وان حبيبنا ونبينا عليه افضل الصلاة والسلام
خاتم الانبياء وان تحبوا من حبهم رسولنا وان تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر , وأن تتقربوا من الرحمن وان لا تهنوا ولا تحزنوا
مهما حصل لانكم امة الحبيب ولانكم الأعلون فوالله كفانا تفرق وكفانا خلاف ولقد آن الاوان للصحوة وللوحدة
فلم يبقى من الزمن الا القليل وهذا القليل المظلم يجب ان نستعد له بالتمسك بالسنة والصبر , فسوف يليه الفجر ان شاء الله
فنحن خير أمة ووجب علينا ان نتصرف ونتعامل مع الناس كخير أمة
------------------------------------
الجزء الاول
الحديث القدسي
حدثني محمد بن عثمان بن كرامة ، حدثنا خالد بن مخلد ، حدثنا سليمان بن بلال ، حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ،
قال : قال رسول الله : " إن الله قال :
من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ،
فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ،
وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته
صحيح البخاري
بسم الله الرحمن الرحيم
ربِّ اشرحْ لي صدري ويسِّر لي أمري واحلل عُقدةً من لساني يَفقهوا قولي
وجب علينا ان نفقه الحديث كلمة كلمة ونتدبره وذلك من فضل الله
سنشرح ونبين لكم ان شاء الله ما هو اكثر من ذلك وما يستحقه هذا الحديث القدسي من تدبر وشرح لانه كلام الحي القيوم على لسان
حبيبه المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام , لكن عليكم بالصبر والتأني ورجاء الله ان يشرح صدوركم لما سنبين مما علمنا الله سبحانه وتعالى
لذلك ايها الاحبة اوردنا لكم بعض سبل التقرب من الرحمن , فمن اجتهد في هذه الوسائل وطلب القرب من ملك الملوك آتاه الله من فضله ما يشاء من علم الكتاب والحكمة
فقبل ان تقرأ ما سنورده لك قم للرحمن وصلي ركعتين واطلب من الكريم ان يشرح لك صدرك ثم إقرأ ما سنورده
وعندما تنتهي من القرائه لا تبخل على الاخرين في علمك فانشره قدر استطاعتك واحمد ربك وزد تواضعا وتقربا من الرحمن يزيد علمك
الحديث يتكون من اربعة اجزاء رئيسية
الجزء الاول هو الوعد الالهي ,والجزء الثاني هو تعريف للولي ,والجزء الثالث هو مرحلة فاذا احببته , والجزء الرابع وهو الجزء الاكبر وهو تعريف مميزات وقدرات الولي
الجزء الاول - الوعد الالهي
هو وعد من الله سبحانه وتعالى والله لا يخلف وعده , والوعد هو - من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب
الوعد لكل من فكر ان يكون عدوا لمن يحبهه الله , ووصفه الله سبحانه وتعالى بالولي , وعد المولى عز وجل من يعادي وليه بحرب ,
وذلك يعني تدمير شامل لمن يعادي ولي الله , لانه ليس باستطاعة احد ان يفوز في حرب مع ملك الملوك
ولقد ورد ايضا من اهان لي وليا فقد آذنته بالحرب
لكن ما هي الحرب
الحرب تدبير وترتيب وخدعة واستعمال كل ما وجد للقتال وكل هذا في الحياة الدنيا ولا يحتوي على عقاب الاخرة من نار جهنم
اذا الحرب في الدنيا وقبل الموت , ولم تستعمل كلمة الحرب مع الله سبحانه وتعالى الا في هذا الحديث القدسي وفي القرآن الكريم لوصف من يتعامل بالربا
اذا هناك امران هامان جدا عند العزيز الجبار بعد الشرك بالله , التعامل بالربا بكافة اشكاله لان كلمة الربا وردت بصيغة مطلقة ومعاداة اولياء الله
فمن تعامل بالربا بأي شكل كان , دافعا ام مستفيدا ام شاهدا فهو الان في حرب مع ملك الملوك العزيز الجبار
وكل من عادى ولي من اولياء الله فهو الان في حرب مع ذو العزة والجبروت الذي لا يهزم
ربما يتصور من كان في هذه الحرب مع الله انه بخير , وربما يكسب من المال الكثير , وربما عنده خلفة كثيرة في صحة جيدة
لكن تأكدوا انه ما يحدث له هو اسلوب من اساليب الحرب و ما نعني بذلك
يكسب من المال الكثير – اذا ملك الانسان مئة درهم ثم خسرها يحزن , ولكن اذا ملك الانسان مليون درهم ثم خسرها يحزن اكثر وربما يمرض ,
و اذا ملك الاناس مئة مليون درهم ثم خسرها يحزن وربما يمرض وربما يفقد عقله , فمن عادى ولي من اولياء الله او تعامل بالربا ويظن انه بخير فلا يفرح كثيرا
ولا يكون عنيد احمق , عليه ان يصحوا فورا قبل فوات الاوان
سيخصر الحرب ويهزم لا محالة , ولكن الله يمهل ولا يهمل
الخسارة المالية هي اخف الهزيمة
عنده خلفة كثيرة في صحة جيدة – اذا كان للانسان خلفة وهم صغار وخسرهم او خسر احدهم للمرض او المخدرات او مس الجن تدمرت حياته فيصبح ذليلا
فما ادراك اذا لم يحبه ولده بل عاداه واصبح يكرهه , فيصبح ممن يتمنى الموت ولا يأتيه
هذه الخسارة اكبر من المال ولكنها اصغر مما لا نريد وصفه
هذا معنى كلمة الحرب الناتجة من معاداة اولياء الله او التعامل بالربا
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: “ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ “ فمن كان مقيمًا على الربا لا ينـزع عنه
فحق على إمام المسلمين أن يستتيبه، فإن نـزع وإلا ضرب عنقه.
تفسير ابن كثير
قوله “ بالحرب “
في رواية الكشميهني " بحرب " ووقع في حديث عائشة " من عادى لي وليا " وفي رواية لأحمد " من آذى لي وليا "
وفي أخرى له " من آذى " وفي حديث ميمونة مثله " فقد استحل محاربتي " وفي رواية وهب بن منبه موقوفا
" قال الله من أهان وليي المؤمن فقد استقبلني بالمحاربة "
وفي حديث معاذ " فقد بارز الله بالمحاربة " وفي حديث أبي أمامة وأنس " فقد بارزني "
وقد استشكل وقوع المحاربة وهي مفاعلة من الجانبين مع أن المخلوق في أسر الخالق , والجواب أنه من المخاطبة بما يفهم ,
فإن الحرب تنشأ عن العداوة والعداوة تنشأ عن المخالفة وغاية الحرب الهلاك والله لا يغلبه غالب , فكأن المعنى فقد تعرض لإهلاكي إياه .
فأطلق الحرب وأراد لازمه أي أعمل به ما يعمله العدو المحارب .
قال الفاكهاني : في هذا تهديد شديد , لأن من حاربه الله أهلكه , وهو من المجاز البليغ ,
لأن من كره من أحب الله خالف الله ومن خالف الله عانده ومن عانده أهلكه
وإذا ثبت هذا في جانب المعاداة ثبت في جانب الموالاة , فمن والى أولياء الله أكرمه الله .
وقال الطوفي : لما كان ولي الله من تولى الله بالطاعة والتقوى تولاه الله بالحفظ والنصرة ,
وقد أجرى الله العادة بأن عدو العدو صديق وصديق العدو عدو ,
فعدو ولي الله عدو الله فمن عاداه كان كمن حاربه ومن حاربه فكأنما حارب الله .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
”إن اللّه تعالى قال من عادى” من المعاداة ضد الموالاة ”لي” متعلق بقوله ”ولياً” -المراد بالولي العارف باللّه المواظب على طاعته المخلص في عبادته
وهو من تولي اللّه بالطاعة فتولاه اللّه بالحفظ والنصر، فالولي هنا القريب من اللّه باتباع أمره وتجنب نهيه وإكثار النفل
مع كونه لا يفتر عن ذكره ولا يرى بقلبه سواه
“فقد آذنته بالحرب”
أي أعلمته بأني سأحاربه {فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من اللّه ورسوله} ومن حاربه اللّه أي عامله معاملة المحارب من التجلي عليه
بمظاهر القهر والجلال وهذا في الغاية القصوى من النهديد والمراد عادى ولياً لأجل ولايته لا مطلقاً فخرج نحو محاكمته لخلاص حق أو كشف غامض
فيض القدر – شرح الجامع الصغير
وعن أنس بن مالك عن النبي. عن جبريل، عن ربه عز وجل قال:
" من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة، وما ترددت عن شيء أنا فاعله، ما ترددت قبض نفس مؤمن أكره مساءته ولا بد له منه،
و أن من عبادي المؤمنين من يريد باباً من العبادة فأكفه عنه لئلا يدخله عُجْب فيفسده ذلك، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه،
وما يزال عبدي يتنفل حتى أحبه، ومن أحببته كنت له سمعاً و بصراً ويداً ومؤيداً، دعاني فأجبته، وسألني فأعطيته، ونصح لي فنصحت له.
و إن من عبادي المؤمنين من لا يُصلح إيمانه إلا الفقر، و إن بسطت حاله أفسده ذلك و إن عبادي من لا يُصلح إيمانه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك،
و إن من عبادي المؤمنين من لا يُصلح إيمانه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك، و إن من عبادي المؤمنين من لا يُصلح إيمانه
إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك. إني أُدبّر عبادي بعلمي بقلوبهم إني عليم خبير ".
ورواه عبد الكريم الجزري عن أنس مختصراً وقال فيه:
" إني لأسرع شيء إلى نصرة أوليائي، إني لأغضب لهم أشدّ من غضب الليث الحرب ".
صفوة الصفوة لابن الجوزي