جمال بن عبد العزيز الربيعي
(أبو عاصم السّلفي)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد
فقد من الله علينا أن بين لنا الدين ووضحه لنا ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيا من حيّ عن بينة ، فقال عز وجل : { وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }[ الأنعام :55]
قال العلامة السعدي –رحمه الله تعالى- في تفسيره (ص:236-237):"" وكذلك نفصل الآيات "
أي : نوضحها ونبينها ، ونميز بين طريق الهدى من الضلال ، والغي والرشاد ، ليهتدي بذلك المهتدون ، ويتبين الحق الذي ينبغي سلوكه . " ولتستبين سبيل المجرمين "
الموصلة إلى سخط الله وعذابه . فإن سبيل المجرمين إذا استبانت واتضحت ، أمكن اجتنابها ، والبعد منها . بخلاف ما لو كانت مشتبهة ملتبسة ، فإنه لا يحصل هذا المقصود الجليل "اهـ
فالحمد لله من قبل ومن بعد
ومن تلكم الطرق الضالة التي حذرنا منها ربنا عز وجل أن نسلكها هي اتباع غير سبيل المؤمنين ، قال عز وجل : { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } [ النساء:115] ، قال العلامة السعدي –رحمه الله- في تفسيره (ص:181): " " ويتبع غير سبيل المؤمنين " وسبيلهم هو : طريقهم في عقائدهم وأعمالهم ."اهـ
ولهذا فوجب على كل مسلم أن يتبع سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين وتابعيهم الذين يعدون خير القرون ، فعن عبد الله –رضي الله عنه- عن النبي قال : (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم....)[ رواه البخاري ومسلم]
وهؤلاء القرون الثلاثة المفضلة حذروا من الفرق بجميع معتقداتها ومختلف أسمائها ولم يرضوا إلا بمعتقد أهل السنة والجماعة ، لهذا كان لزما عليّ أن أتّبعهم ، كيف لا وهم خيرة الناس بعد الأنبياء .
قال شيخ الإسلام إبن تيمية –رحمه الله- في مجموعة الفتاوى (4/149) : " لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقًا،"اهـ
ومن الفرق التي خالفت معتقد أهل السنة والجماعة " فرقة المرجئة "
لهذا وجب عليّ أن أترك هذا المذهب لأنه مخالف ومصادم لما عليه القرآن والسنة وسلف الأمة .
فاليوم أقولها : لهذا تركت معتقد المرجئة .
وقبل أن أذكر الأسباب التي تركت من أجلها معتقد المرجئة.
أود أن أُعرّف بالمرجئة وأذكر أصنافهم ، من باب معرفة الشر وسبيل المجرمين،
قال العلامة إبن القيم (الفوائد ص : 108) : " والله تعالى قد بين في كتابه سبيل المؤمنين مفصّلة, وسبيل المجرمين مفصّلة, وعاقبة هؤلاء مفصّلة, وأعمال هؤلاء وأعمال هؤلاء وأولياء هؤلاء, وأولياء هؤلاء وخذلانه لهؤلاء وتوفيقه لهؤلاء, والأسباب التي وفق بها هؤلاء, والأسباب التي خذل بها هؤلاء, وجلا سبحانه الأمرين في كتابه وكشفهما وأوضحهما, وبيّنهما غاية البيان, حتى شاهدتهما البصائر كمشاهدة الأبصار للضياء والظلام.
فالعالمون بالله وكتابه ودينه عرفوا سبيل المؤمنين معرفة تفصيلية, وسبيل المجرمين معرفة تفصيلية, فاستبانت لهم السبيلان كما يستبين للسالك الطريق الموصل إلى مقصوده, والطريق الموصل إلى الهلكة. فهؤلاء أعلم الخلق وأنفعهم للناس وأنصحهم لهم, وهم الأدلاء الهداة" اهـ .
وكما قال الأوزاعي –رحمه الله-
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيـــه ومن لم يعرف الخير من الشر يقع فيه.
وقال آخر :
ومعرف الخيرمفصل عندهم كذلك التفصيل في البطـلان
- أي أهل السنة والجماعة-
تعريف الإرجاء :
لغة : يأتي الإرجاء في اللغة بمعنيين ، الأول بمعنى التأخير كما في قوله تعالى : { قالوا اٍرجِه وأًخَاه } أي : أمهله وأخره .
والثاني : إعطاء الرجاء .( أنظر القاموس المحيط : 1/16)
إصطلاحا : فقد عرفهم الإمام أحمد بقوله : " هم الذين يزعمون أن الإيمان هو مجرد النطق باللسان وأن الناس لا يتفاضلون في الإيمان ، وأن إيمانهم وإيمان الملائكة والأنبياء صلوات الله وسلامهم عليه واحد ، وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص وأن الإيمان ليس فيه استثناء وأن من آمن بلسانه ولم يعمل فهو مؤمن حقا" ( طبقات الحنابة 1/31-32)
وجاء في التعريفات للجرجاني (ص:207) : " قوم يقولون : لا يضر مع الإيمان معصية ، كما لا ينفع مع الكفر طاعة " .
والمرجئة ثلاثة أصناف :
" الصنف الأول : الذين يقولون الإيمان مجرد ما في القلب ، ثم من هؤلاء من يدخل فيه أعمال القلوب ، وهم أكثر فرق المرجئة ، ومنهم من لا يدخلها في الإيمان كجهم بن صفوان وأتباعه .
الصنف الثاني : من يقول : هو مجرد قول اللسان وهو قول الكرامية .
الصنف الثالث : من يقول : الإيمان تصديق القول وقول اللسان وهذا قول مرجئة الفقهاء ." اهـ ( مجموعة الفتاوى 7/213 من الحاشية ).
تنبيه :
لقد اقتصرت في ما سأذكره إن شاء الله على نصوص الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة لأموراللهم في بعض المواضع وهي قليلة جدا :
الأول : أن الكتاب والسنة هما أصل التشريع والإستدلال وأقوال السلف الصالح جاءت موافقة لهما ، لأنهم خير الناس كما دل عليه حديث : ( خير الناس ).
الثاني : قبول جميع الناس لكلام الله عز وجل وكلام النبي وكلام السلف الصالح
الثالث : إنعدام الخطأ والزلل أو التقليل منهما لأن المصادر مصادر معصومة .
الرابع : لو ذكرت أقوال أهل العلم بعد القرون الثلاثة المفضلة لطال البحث ولربما مل القارئ .
والأسباب هي :
السبب الأول :مخالفتهم لنصوص الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة
-1- مخالفتهم لنصوص الكتاب :
- فهم يزعمون أن العمل خارج عن مسمى الإيمان أو أن الإيمان مجرد ما في القلب ( راجع الإيمان الكبير لشيخ الإسلام ص:195)
والله عز وجل جعل العمل من الإيمان فقال : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ }[ البقرة :143] أي : صلاتكم (أنظر تفسير إبن كثير –رحمه الله-) .
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله- في شرح العقيدة الواسطسة (ص:439) : "سمى الله تعالى الصلاة إيمانا ، عمل جوارح وعمل قلب وقول لسان" اهـ .وقال تبارك وتعالى : { وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [ التوبة : 105]
والله عز وجل يحاسب الناس على أعمالهم قال عز وجل : { إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }[ الطور :16]
وقال تعالى : { فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[الكهف:110].
وقال عز وجل : { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }[ السجدة : 17-18-19]
وقال تبارك وتعالى : { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [ الزلزلة :7-8]
وقد عد بعضهم كلمة "العمل إعملوا يعملون عملوا...." فوجدها ثلاث مئة وستون ، أي بعدد أيام السنة.
فكما قيل الجزاء من جنس العمل ، فمن لم يعمل فكيف يجازى ؟
- قولهم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص ، والله عز وجل أثبت في كتابه أن الإيمان يزيد وينقص .
قال تعالى : { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [ آل عمران :173]
وقال أيضا عز وجل : { وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [ الأحزاب :22]
قال عز وجل : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }[ الأنفال :2]
وقال أيضا تبارك وتعالى : { وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }[ التوبة :124]
وقال سبحانه : { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } [الفتح : 4]
وقال سبحانه وتعالى : { وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا } [ مريم : 76].
قال العلامة السعدي –رحمه الله- في تفسيره ( ص:476) : " ...وفي هذا دليل على زيادة الإيمان ونقصه"اهـ .
وقال عز وجل : { وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا ....}[المدثر : 31]
-2- مخالفتهم لأحاديث النبي :
- فهم يزعمون أن العمل خارج عن مسمى الإيمان أو أن الإيمان مجرد ما في القلب
والنبي جعل الأعمال من الإيمان
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
سئل النبي : أي الأعمال أفضل؟ قال: (إيمان بالله ورسوله). قيل: ثم ماذا؟ قال (جهاد في سبيل الله). قيل: ثم ماذا؟ قال: (حج مبرور).( رواه البخاري1447 وغيره)
فجعل الإيمان بالله ورسوله أفضل الأعمال .
وعن أبي هريرة قال:
قال رسول الله : "الإيمان بضع وستون شعبة- وفي رواية بضع وسبعون-. فأفضلها قول لا إله إلا الله. وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان".(مسلم: 58)
فالحديث صريح على أن القول كقول "لا إله إلا الله " ، والعمل "كإماطة الأذى عن الطريق "، والاعتقاد "كالحياء" من الإيمان ( أنظر رسالة :" الإمام الألباني وموقفه من الإرجاء"للشيخ عبد العزيز الريس ).
2 -قولهم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، والنبي أثبت أنه يزيد أن ينقص :
فعن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- أن النبي قال (.... مارأيت ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن )( البخاري (304) مسلم(80) )
قال الشخ العثيمين –رحمه الله-:" فأثبت نقص الدين "( شرح الواسطية ص:440-441)
"وأيضا إثبات الزيادة متلزمة للنقص ، فتقول : كل نص يدل على زيادة الإيمان ، فإنه متضمن للدلالة على نقصه "( نفس المصدر السابق ص:441)
عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي قال : ( إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر ، صقل منه قلبه ، فإذا زاد زادت حتى تعلو قلبه ، فذلك الران الذي قال الله تعالى : { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }[ المطففون :14] ) رواه الترمذي وغيره وحسنه الألباني "صحيح الترمذي 2654)
-3-مخالفتهم للسلف الصالح :
سأذكر إن شاء الله طرفا من أقوال السلف الصالح في أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
قال أبو جعفر محمد بن سليمان : سمعت سفيان بن عيينة يقول غير مرة : " الإيمان قول وعمل " ، قال ابن عيينة : "فأخذناه ممن قبلنا : قول وعمل ، وإنه لا يكون قول إلا بعمل"، قيل له : يزيد وينقص ؟ قال : " أي شيء إذا ؟
(الشريعة للآجري 263)
وجاء في اعتقاد أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري –رضي الله عنه- ما يليل : " والإيمان قول وعمل ونية ، يزيد وينقص ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية " (شرح أصول الإعتقاد رقم 314)
وجاء في اعتقاد الإمام أحمد –رحمه الله- : " والإيمان قول وعمل يزيد وينقص كما جاء في الخبر ( أكمل المؤمنين إيمانا ، أحينهم أخلاقا)"(شرح أصول الإعتقاد رقم : 317)
وجاء في اعتقاد علي بن المديني –رحمه الله- : " الإيمان قول وعمل على سنة وإصابة ونية والإيمان يزيد وينقص "[ شرح أصول الإعتقاد رقم : 318)
وعن عبد الرزاق قال : سمعت معمرا ، وسفيان الثوري ومالك بن أنس وابن جريج وسفيان بن عيينة يقولون : الإيمان قول وعمل ، يزيد وينقص " [الشريعة برقم : 267]
قال عبد الله بن المبارك –رحمه الله- : " ومن قال الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فقد خرج من الإرجاء أوله وآخره "( شرح السنة للبربهاري).
قال أحمد بن يونس : " كان سفيان الثوري وأبو بكر بن عياش وزهير بن معاوية وزائدة ومالك بن مغول ومفضل بن مهلهل وفضيل بن عياض وأبو شهاب عبد ربه بن نافع وأبو زبيد عبثر بن القاسم يقولون : " الإيمان قول وعمل يزيد وينقص " "[ شرح أصول الإعتقاد رقم : 1744]
وقال الإيمام البخاري-رحمه الله- في صحيحه : " باب الإيمان، وقول النبي : (بني الإسلام على خمس).
وهو قول وفعل، ويزيد وينقص "
وهذا يعد عشر المعشار من أقوال السلف في أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص
ومن شاء الإستزادة فليرجع إلى : شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي والإبانة لابن بطة والشريعة للآجري وشرح السنة للبغوي وشرح السنة للبربهاري والسبنة لعبد الله بن أحمد والسنة لإبن أبي عاصم وعيرها .
السبب الثاني :
تحذير الله عز وجل منهم في كتابه والنبي في سنته والسلف الصالح في أقوالهم :
(أبو عاصم السّلفي)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد
فقد من الله علينا أن بين لنا الدين ووضحه لنا ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيا من حيّ عن بينة ، فقال عز وجل : { وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }[ الأنعام :55]
قال العلامة السعدي –رحمه الله تعالى- في تفسيره (ص:236-237):"" وكذلك نفصل الآيات "
أي : نوضحها ونبينها ، ونميز بين طريق الهدى من الضلال ، والغي والرشاد ، ليهتدي بذلك المهتدون ، ويتبين الحق الذي ينبغي سلوكه . " ولتستبين سبيل المجرمين "
الموصلة إلى سخط الله وعذابه . فإن سبيل المجرمين إذا استبانت واتضحت ، أمكن اجتنابها ، والبعد منها . بخلاف ما لو كانت مشتبهة ملتبسة ، فإنه لا يحصل هذا المقصود الجليل "اهـ
فالحمد لله من قبل ومن بعد
ومن تلكم الطرق الضالة التي حذرنا منها ربنا عز وجل أن نسلكها هي اتباع غير سبيل المؤمنين ، قال عز وجل : { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } [ النساء:115] ، قال العلامة السعدي –رحمه الله- في تفسيره (ص:181): " " ويتبع غير سبيل المؤمنين " وسبيلهم هو : طريقهم في عقائدهم وأعمالهم ."اهـ
ولهذا فوجب على كل مسلم أن يتبع سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين وتابعيهم الذين يعدون خير القرون ، فعن عبد الله –رضي الله عنه- عن النبي قال : (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم....)[ رواه البخاري ومسلم]
وهؤلاء القرون الثلاثة المفضلة حذروا من الفرق بجميع معتقداتها ومختلف أسمائها ولم يرضوا إلا بمعتقد أهل السنة والجماعة ، لهذا كان لزما عليّ أن أتّبعهم ، كيف لا وهم خيرة الناس بعد الأنبياء .
قال شيخ الإسلام إبن تيمية –رحمه الله- في مجموعة الفتاوى (4/149) : " لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقًا،"اهـ
ومن الفرق التي خالفت معتقد أهل السنة والجماعة " فرقة المرجئة "
لهذا وجب عليّ أن أترك هذا المذهب لأنه مخالف ومصادم لما عليه القرآن والسنة وسلف الأمة .
فاليوم أقولها : لهذا تركت معتقد المرجئة .
وقبل أن أذكر الأسباب التي تركت من أجلها معتقد المرجئة.
أود أن أُعرّف بالمرجئة وأذكر أصنافهم ، من باب معرفة الشر وسبيل المجرمين،
قال العلامة إبن القيم (الفوائد ص : 108) : " والله تعالى قد بين في كتابه سبيل المؤمنين مفصّلة, وسبيل المجرمين مفصّلة, وعاقبة هؤلاء مفصّلة, وأعمال هؤلاء وأعمال هؤلاء وأولياء هؤلاء, وأولياء هؤلاء وخذلانه لهؤلاء وتوفيقه لهؤلاء, والأسباب التي وفق بها هؤلاء, والأسباب التي خذل بها هؤلاء, وجلا سبحانه الأمرين في كتابه وكشفهما وأوضحهما, وبيّنهما غاية البيان, حتى شاهدتهما البصائر كمشاهدة الأبصار للضياء والظلام.
فالعالمون بالله وكتابه ودينه عرفوا سبيل المؤمنين معرفة تفصيلية, وسبيل المجرمين معرفة تفصيلية, فاستبانت لهم السبيلان كما يستبين للسالك الطريق الموصل إلى مقصوده, والطريق الموصل إلى الهلكة. فهؤلاء أعلم الخلق وأنفعهم للناس وأنصحهم لهم, وهم الأدلاء الهداة" اهـ .
وكما قال الأوزاعي –رحمه الله-
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيـــه ومن لم يعرف الخير من الشر يقع فيه.
وقال آخر :
ومعرف الخيرمفصل عندهم كذلك التفصيل في البطـلان
- أي أهل السنة والجماعة-
تعريف الإرجاء :
لغة : يأتي الإرجاء في اللغة بمعنيين ، الأول بمعنى التأخير كما في قوله تعالى : { قالوا اٍرجِه وأًخَاه } أي : أمهله وأخره .
والثاني : إعطاء الرجاء .( أنظر القاموس المحيط : 1/16)
إصطلاحا : فقد عرفهم الإمام أحمد بقوله : " هم الذين يزعمون أن الإيمان هو مجرد النطق باللسان وأن الناس لا يتفاضلون في الإيمان ، وأن إيمانهم وإيمان الملائكة والأنبياء صلوات الله وسلامهم عليه واحد ، وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص وأن الإيمان ليس فيه استثناء وأن من آمن بلسانه ولم يعمل فهو مؤمن حقا" ( طبقات الحنابة 1/31-32)
وجاء في التعريفات للجرجاني (ص:207) : " قوم يقولون : لا يضر مع الإيمان معصية ، كما لا ينفع مع الكفر طاعة " .
والمرجئة ثلاثة أصناف :
" الصنف الأول : الذين يقولون الإيمان مجرد ما في القلب ، ثم من هؤلاء من يدخل فيه أعمال القلوب ، وهم أكثر فرق المرجئة ، ومنهم من لا يدخلها في الإيمان كجهم بن صفوان وأتباعه .
الصنف الثاني : من يقول : هو مجرد قول اللسان وهو قول الكرامية .
الصنف الثالث : من يقول : الإيمان تصديق القول وقول اللسان وهذا قول مرجئة الفقهاء ." اهـ ( مجموعة الفتاوى 7/213 من الحاشية ).
تنبيه :
لقد اقتصرت في ما سأذكره إن شاء الله على نصوص الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة لأموراللهم في بعض المواضع وهي قليلة جدا :
الأول : أن الكتاب والسنة هما أصل التشريع والإستدلال وأقوال السلف الصالح جاءت موافقة لهما ، لأنهم خير الناس كما دل عليه حديث : ( خير الناس ).
الثاني : قبول جميع الناس لكلام الله عز وجل وكلام النبي وكلام السلف الصالح
الثالث : إنعدام الخطأ والزلل أو التقليل منهما لأن المصادر مصادر معصومة .
الرابع : لو ذكرت أقوال أهل العلم بعد القرون الثلاثة المفضلة لطال البحث ولربما مل القارئ .
والأسباب هي :
السبب الأول :مخالفتهم لنصوص الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة
-1- مخالفتهم لنصوص الكتاب :
- فهم يزعمون أن العمل خارج عن مسمى الإيمان أو أن الإيمان مجرد ما في القلب ( راجع الإيمان الكبير لشيخ الإسلام ص:195)
والله عز وجل جعل العمل من الإيمان فقال : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ }[ البقرة :143] أي : صلاتكم (أنظر تفسير إبن كثير –رحمه الله-) .
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله- في شرح العقيدة الواسطسة (ص:439) : "سمى الله تعالى الصلاة إيمانا ، عمل جوارح وعمل قلب وقول لسان" اهـ .وقال تبارك وتعالى : { وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [ التوبة : 105]
والله عز وجل يحاسب الناس على أعمالهم قال عز وجل : { إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }[ الطور :16]
وقال تعالى : { فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[الكهف:110].
وقال عز وجل : { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }[ السجدة : 17-18-19]
وقال تبارك وتعالى : { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [ الزلزلة :7-8]
وقد عد بعضهم كلمة "العمل إعملوا يعملون عملوا...." فوجدها ثلاث مئة وستون ، أي بعدد أيام السنة.
فكما قيل الجزاء من جنس العمل ، فمن لم يعمل فكيف يجازى ؟
- قولهم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص ، والله عز وجل أثبت في كتابه أن الإيمان يزيد وينقص .
قال تعالى : { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [ آل عمران :173]
وقال أيضا عز وجل : { وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [ الأحزاب :22]
قال عز وجل : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }[ الأنفال :2]
وقال أيضا تبارك وتعالى : { وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }[ التوبة :124]
وقال سبحانه : { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } [الفتح : 4]
وقال سبحانه وتعالى : { وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا } [ مريم : 76].
قال العلامة السعدي –رحمه الله- في تفسيره ( ص:476) : " ...وفي هذا دليل على زيادة الإيمان ونقصه"اهـ .
وقال عز وجل : { وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا ....}[المدثر : 31]
-2- مخالفتهم لأحاديث النبي :
- فهم يزعمون أن العمل خارج عن مسمى الإيمان أو أن الإيمان مجرد ما في القلب
والنبي جعل الأعمال من الإيمان
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
سئل النبي : أي الأعمال أفضل؟ قال: (إيمان بالله ورسوله). قيل: ثم ماذا؟ قال (جهاد في سبيل الله). قيل: ثم ماذا؟ قال: (حج مبرور).( رواه البخاري1447 وغيره)
فجعل الإيمان بالله ورسوله أفضل الأعمال .
وعن أبي هريرة قال:
قال رسول الله : "الإيمان بضع وستون شعبة- وفي رواية بضع وسبعون-. فأفضلها قول لا إله إلا الله. وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان".(مسلم: 58)
فالحديث صريح على أن القول كقول "لا إله إلا الله " ، والعمل "كإماطة الأذى عن الطريق "، والاعتقاد "كالحياء" من الإيمان ( أنظر رسالة :" الإمام الألباني وموقفه من الإرجاء"للشيخ عبد العزيز الريس ).
2 -قولهم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، والنبي أثبت أنه يزيد أن ينقص :
فعن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- أن النبي قال (.... مارأيت ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن )( البخاري (304) مسلم(80) )
قال الشخ العثيمين –رحمه الله-:" فأثبت نقص الدين "( شرح الواسطية ص:440-441)
"وأيضا إثبات الزيادة متلزمة للنقص ، فتقول : كل نص يدل على زيادة الإيمان ، فإنه متضمن للدلالة على نقصه "( نفس المصدر السابق ص:441)
عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي قال : ( إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر ، صقل منه قلبه ، فإذا زاد زادت حتى تعلو قلبه ، فذلك الران الذي قال الله تعالى : { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }[ المطففون :14] ) رواه الترمذي وغيره وحسنه الألباني "صحيح الترمذي 2654)
-3-مخالفتهم للسلف الصالح :
سأذكر إن شاء الله طرفا من أقوال السلف الصالح في أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
قال أبو جعفر محمد بن سليمان : سمعت سفيان بن عيينة يقول غير مرة : " الإيمان قول وعمل " ، قال ابن عيينة : "فأخذناه ممن قبلنا : قول وعمل ، وإنه لا يكون قول إلا بعمل"، قيل له : يزيد وينقص ؟ قال : " أي شيء إذا ؟
(الشريعة للآجري 263)
وجاء في اعتقاد أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري –رضي الله عنه- ما يليل : " والإيمان قول وعمل ونية ، يزيد وينقص ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية " (شرح أصول الإعتقاد رقم 314)
وجاء في اعتقاد الإمام أحمد –رحمه الله- : " والإيمان قول وعمل يزيد وينقص كما جاء في الخبر ( أكمل المؤمنين إيمانا ، أحينهم أخلاقا)"(شرح أصول الإعتقاد رقم : 317)
وجاء في اعتقاد علي بن المديني –رحمه الله- : " الإيمان قول وعمل على سنة وإصابة ونية والإيمان يزيد وينقص "[ شرح أصول الإعتقاد رقم : 318)
وعن عبد الرزاق قال : سمعت معمرا ، وسفيان الثوري ومالك بن أنس وابن جريج وسفيان بن عيينة يقولون : الإيمان قول وعمل ، يزيد وينقص " [الشريعة برقم : 267]
قال عبد الله بن المبارك –رحمه الله- : " ومن قال الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فقد خرج من الإرجاء أوله وآخره "( شرح السنة للبربهاري).
قال أحمد بن يونس : " كان سفيان الثوري وأبو بكر بن عياش وزهير بن معاوية وزائدة ومالك بن مغول ومفضل بن مهلهل وفضيل بن عياض وأبو شهاب عبد ربه بن نافع وأبو زبيد عبثر بن القاسم يقولون : " الإيمان قول وعمل يزيد وينقص " "[ شرح أصول الإعتقاد رقم : 1744]
وقال الإيمام البخاري-رحمه الله- في صحيحه : " باب الإيمان، وقول النبي : (بني الإسلام على خمس).
وهو قول وفعل، ويزيد وينقص "
وهذا يعد عشر المعشار من أقوال السلف في أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص
ومن شاء الإستزادة فليرجع إلى : شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي والإبانة لابن بطة والشريعة للآجري وشرح السنة للبغوي وشرح السنة للبربهاري والسبنة لعبد الله بن أحمد والسنة لإبن أبي عاصم وعيرها .
السبب الثاني :
تحذير الله عز وجل منهم في كتابه والنبي في سنته والسلف الصالح في أقوالهم :