دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي
وهواني على الناس ياأرحم الراحمين
...
أنت أرحم الراحمين
أنت رب المستضعفين وأنت ربي
إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني...ا
أم إلى صديق مكلته إمري؟
...
إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي
...ولكن عافيتك هي أوسع لي
...
أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له السموات و الأرض
وأشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والأخرة
أن ينزل بي غضبك أو يحل علي سخطك
لك العتبى حتى ترضى ولاحول ولاقوة إلا بك.
دعاء إبراهيم عليه السلام
انظر إلى دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام وتخيله يقف وسط الصحراء ، لا زرع ، ولا ماء ، لا شراب ، ولا حياة ، كأنه فى كون ليس فيه معنى الكون ، وفى حياة ليس فيها معنى الحياة ، فما كان منه إى أن دعا ربه قائلاً: ( رب أجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات) فأحيا الله هذه الأرض بعد موات … مكة ، ورزق أهلها رزقاً واسعاً من حيث لا تدرى ، استجابة لدعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام.
وصية إلى كل إنسان يحب وطنه .. إلى كل إنسان يعشق بلده ، أوصيكم بأن تدعو الله بدعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام ، فإننا اليوم فى أشد الحاجة إلى هذا الدعاء .. هيا ماذا تنتظرون ؟
دعاء سيدنا سليمان عليه السلام
انظر إلى دعاء سيدنا سليمان عليه السلام وهو فى الأمم الحسيقة قبل التقدم العلمى الرهيب ، وقبل التكنولوجيا ، وقبل كل شئ يقول : (رب أغفر لى وهب لى ملكاً لا ينبغى لأحد من بعدى إنك أنت الوهاب).
طالما كان هناك دعاء لا بد من إجابة ، فهل سمعتم بملك من الملوك أوتى ربع ما أوتى سليمان حتى تاريخنا المعاصر ، ورغم التكونولوجيا ، ورغم كل شئ فلن يكون هناك إنسان عنده ملك سليمان ، هكذا كانت الدعوة ، ولقد تحققت ، وهى ماضية إلى يوم الدين فلقد قال : ( لاينبغى لأحد من بعدى).
ستجد الشعورين هنا أيضاً ..إحساس عجيب ، فبالدعاء تشعر بالضعف والقوة ، بالذلة والعزة ، بالفقر والغنى ، أحاسيس تجعل قلب المؤمن حياً ، طاهراً ونقياً .. إنها أحاسيس تتناغم معها ذرات الكون المؤمن.
دعاء زكريا عليه السلام
أنظر إلى سيدنا زكريا عليه السلام ، وقد حرم الولد وامرأته عاقر ، وقد كبر فى السن فماذا كان دعاؤه؟ ( رب لا تذرنى فرداً وأنت خير الوارثين).. هيا أخى الحبيب استنبط الشعورين الآن ، وكانت الإجابة : ( فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه)..
أخى الحبيب : إن الابن الشرعى للدعاء هو الإجابة . إن الكثيرين يتمنون أن يرزقهم الله الذرية الصالحة ، خاصة إذا تأخرت ، وهى فطرة النفس البشرية .. فتجد الواحد منهم يأخذ بالأسباب ، ويذهب إلى الطبيب ، وكذلك زوجته ، ويطرق كل الأبواب إى باباً واحداً مكتوباً عليه (كن فيكون ) أخى الحبيب لا تنس الدعاء
دعاء نوح
وكما طلب أبو البشر وزوجه المغفرة من الله طلبها نوح عليه السلام له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات، وقبل ذلك دعا على قومه الذين كذبوا دعوة الحق ولم يستجيبوا لها بالهلاك، واستجاب له ربه في هذه وفي تلك، لأنه جاهد في الدعوة ألف سنة إلا خمسين عاماً وهو عمر طويل في حسابات الزمن، ولكنه في نهاية الأمر أحس بأنه مغلوب وان الله وحده سبحانه هو ناصره. وجاء دعاء نوح عليه السلام في عدد من سور القرآن الكريم، في هود وفي الشعراء والمؤمنون والصافات والأنبياء والقمر وفي سورة نوح، ونستعرض دعاء نوح كما ورد في القرآن الكريم، حسب ترتيب السور في المصحف الشريف:
قال تعالى: “وأوحي الى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون. واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا انهم مغرقون” (سورة هود- الآيتان 36 و37) إذاً دعاؤه عليه السلام على قومه لم يأت تسرعاً وإنما هو بوحي، بعد ان أوحى له ربه بأن القوم لن يؤمن منهم أكثر من الذين آمنوا فلا يبتئس بفعلهم وليبدأ بفعل أسباب النجاة بمن معه، وهو صناعة السفينة بأمر الله.
وهذا درس لنا- نحن معشر المسلمين- بأن الدعاء يكون متبوعاً بعمل فاعل لا استسلام معه وطلب العون من الله فهو المستعان سبحانه.
ويتكرر الأمر من المولى عز وجل بصناعة الفلك في آيات من سورة “المؤمنون” قال تعالى: “قال رب انصرني بما كذبون. فأوحينا إليه ان اصنع الفلك بأعيننا ووحينا، فإذا جاء أمرنا وفار التنور، فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك، إلا من سبق عليه القول منهم، ولا تخاطبني في الذين ظلموا انهم مغرقون. فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك، فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين. وقل رب انزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين” (سورة المؤمنون الآيات 26 29). وانها لدعوة وارشاد لنا جميعاً ألا ننسى ان نثني على الله بما هو أهله ان نجونا بأمره ونصره على القوم الظالمين فهذا أمر مهم للغاية، فلا يلهينا النصر، ولا تشغلنا فرحة النجاة عن التوجه بالحمد لله رب العالمين.
وقبل ما ورد في “المؤمنون” هناك ما جاء في سورة “الأنبياء” قال تعالى: “ونوحاً إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم. ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا انهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين” (الأنبياء- الآيتان 76 و77).
ولم ينته الأمر بقوم نوح عند حد التكذيب فقط وإنما تعدوه بتهديده بالرجم بالحجارة. ويوضح القرآن ذلك في قوله تعالى: “قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين. قال رب إن قومي كذّبون. فافتح بيني وبينهم فتحاً ونجني ومن معي من المؤمنين. فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون. ثم أغرقنا بعد الباقين” (سورة الشعراء- الآيات 116 120).
الابن الكافر
وثمة أمر لا بد ان نقف عنده، وذلك عقوق ابن نوح، الذي انضم الى صفوف الكافرين، ولم يستجب لدعوة أبيه، فقد أراد أبوه بعاطفة الأبوة ان ينجيه من الكفر ومن النار ومن الغرق في الدنيا فعصاه، لأن الأم كافرة ، وهذا يؤكد تأثير الأم على الأبناء أكثر من الأب، خاصة الذكور منهم، لأن الإناث غالباً ما تكون ميولهن للأب لأنهن يجدن الحماية في كنفه. ومما يقوي هذه الحجة، على الصعيد الآخر ان اسماعيل عليه السلام تربى في حجر أمه الصالحة التي امتثلت لأمر ربها وبقيت مع طفلها بواد غير ذي زرع فنشأ ابنها صالحاً فاصطفاه ربه نبياً، ونجد هذا الابن يدعوه أبوه ليذبحه لرؤيا فيمتثل لأمر أبيه، وتجيء استجابته بكل أدب وتوقير للأب وكذلك فعلت الأم ولم تعارض ومن هنا يتضح جلياً أثر الأمهات في الأبناء، ومع عقوق ابن نوح له إلا انه ومن منطلق العاطفة الأبوية الجياشة، يتوجه الى ربه بالدعاء لنجاة ابنه من الغرق فيجيئه الجواب الحاسم من ربه قال تعالى: “ونادى نوح ربه فقال رب ان ابني من أهلي وان وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين. قال يا نوح إنه ليس من أهلك انه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم اني أعظك ان تكون من الجاهلين” (هود- الآيتان 45 و46) والمقصود في الآية الكريمة على ما ذكر علماؤنا المفسرون بقوله تعالى: “انه عمل غير صالح” بمعنى انه كفر بالله ورسوله، ولا ولاية بين مؤمن وكافر مهما كان والدليل على ذلك في قوله تعالى: “قد كانت لكم أسوة في ابراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم” (الممتحنة: 4) إذاً فابن نوح ليس من أهله الذين وعده المولى بنجاتهم. انه استثناء منهم لأنه كافر ومصيره مع القوم الكافرين، وينبغي ان نعي نحن المسلمين هذا الأمر فلا ولاية بيننا وبين من يكفر بالله ورسوله مهما كان.
محمد الطيب عربي
منقول من جريدة الخليج