[center]عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه – : ( أن جبريل - عليه السلام - أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ! اشتكيت ؟ فقال : ( نعم ) ، فقال جبريل – عليه السلام - : (باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شركل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم والترمذي وابن ماجة والنسائي ) 0
يقول القرطبي في مخطوطة برقم ( 2353 ) نقلاً عن كتاب ( أحكام الرقى والتمائم للدكتور فهد بن ضويان السحيمي ) : ( وهذا الحديث دليل على استحباب الرقية بأسماء الله تعالى ) 0
وعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم : ( يعوذ الحسن والحسين ويقول : إن أباكما كان يعوّذ بها إسماعيل وإسحاق أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام البخاري وأبو داوود والترمذي وابن ماجة والنسائي ) 0
يقول المباركفوري في ( تحفة الأحوذي ) : ( " كلمات الله " : قيل هي القرآن ، وقيل أسماؤه وصفاته ) 0
يقول الحافظ بن حجر في الفتح : ( قوله : " إن أباكما " يريد إبراهيم عليه السلام ، وقوله "بكلمات الله" : قيل : المراد بها كلامه على الاطلاق ) 0
قال الخطابي : كان أحمد يستدل بهذا الحديث على أن كلام الله غير مخلوق ، ويحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستعيذ بمخلوق ) 0
وعن عبدالرحمن بن خنبش - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ! قل قلت : وما أقول؟ قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات ، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق ، وذرأ ، وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، وبرأ ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق يطرق ، إلا طارقا يطرق بخير ، يا رحمن ! ) ( أخرجه الإمام أحمد والطبراني والنسائي والهيثمي وصححه الألباني ) 0
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى رقاه جبريل قال : بسم الله يبريك ، من داء يشفيك ، ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم ) 0
قال ابن كثير في ( تفسير القرآن العظيم ) : ( عن علي – رضي الله عنه - : ( أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فوافقه مغتماً فقال : يا محمد ، ما هذا الغم الذي أراه في وجهك ؟ قال " الحسن والحسين أصابتهما عين " قال : صدِّق بالعين ، فإن العين حق ، أفلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات ؟ قال : " وما هن يا جبريل " قال : قل اللهم ذا السلطان العظيم ، ذا المن القديم ، ذا الوجه الكريم ، ولي الكلمات التامات ، والدعوات المستجابات ، عافِ الحسن والحسين من أنفس الجن وأعين الإنس ، فقالها النبي صلى الله عليه وسلم فقاما يلعبان بين يديه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عوّذوا أنفسكم ونساءكم وأولادكم بهذا التعويذ ، فإنه لم يتعوذ المتعوذون بمثله ) ( أخرجه ابن عساكر ، والهندي في "كنز العمال" ونسبه لابن مندة ، والجرجاني والأصبهاني ) 0
قال الخطيب البغدادي : ( تفرد بروايته أبو رجاء محمد بن عبدالله الحيطي من أهل تستر ذكره ابن عساكر في ترجمة طراد بن الحسين من تاريخه 000 ) 0
قلت : ولم أقف على مدى صحة الحديث إلا أنه لا يرى بأس الدعاء به نظراً لعدم تعارضه مع النصوص النقلية الصحيحة ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( اعرضوا عليّ رقاكم 000 ) ، وكذلك فإنه لا تعارض بينه وبين الأسس والشروط الرئيسة للرقية الشرعية ، مع أن الأولى تركه والدعاء بالمأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم ) 0
قال ابن القيم – رحمه الله – في كتابه الطب النبوي – ص 168 – 170 ) : ( فمن التعوذات والرقى للعين الاكثار من قراءة المعوذتين ، وفاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ، ومنها التعوذات النبوية 0 وذكر جملة من الأدعية والأذكار ) 0
خامساً : النفث ومسح الرأس وما يلي الجسد :
بعد الانتهاء من الرقية الشرعية بشكل عام ، يجمع كفيه وينفث بهما ، ويمسح وجهه وما يلي جسده ، ويفعل ذلك لأهل بيته للانتفاع بالنفث أو التفل المباشر لكلام الله عز وجل 0
سادساً : النفث في الماء والزيت واستخدامه في العلاج 0
سابعاً : وضع اليد مكان الألم أو مسحه والدعاء :
وضع اليد مكان الألم أو مسحه والدعاء بالأدعية المأثورة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو : ( اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن تشفيني ) يقولها سبعا ، أو أن يقول : ( بسم الله ثلاثا ، اعيذ نفسي بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) يقولها سبعا 0
قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – في كتاب ( الفتاوى الذهبية ) : ( ولا بأس أيضا بوضع اليد على موضع الألم ومسحه بعد النفث عليه ، كما أنه يجوز القراءة ثم النفث بعدها على البدن كله وعلى موضع الألم للأحاديث المذكورة ، والمسح هو أن ينفث على الجسد المتألم بعد الدعاء أو القراءة ثم يمر بيده على ذلك الموضع مرارا ، ففي ذلك شفاء وتأثير بإذن الله تعالى ) 0
ثامناً : المحافظة بشكل عام على الأذكار والأدعية النبوية المأثورة :
وبخاصة أذكار الوقاية والحفظ من الشيطان ، وقد ذكرت جملة من الأدعية والأذكار الصحيحة الثابتة في السنة المطهرة وذلك في كتابي ( القول المبين فيما يطرد الجن والشياطين ) ، وليس المقصود ذكر اللسان فحسب إنما الذكر اللساني والقلبي 0
يقول ابن القيم – رحمه الله- في كتاب ( الفوائد ) : ( وليس المراد بالذكر مجرد ذكر اللسان بل الذكر القلبي واللساني وذكره يتضمن ذكر أسمائه وصفاته وذكر أمره ونهيه وذكره بكلامه ، وذلك يستلزم معرفته والإيمان به وبصفات كماله ، ونعوت جلاله ، والثناء عليه بأنواع المدح ، وذلك لا يتم إلا بتوحيده ، فذكره الحقيقي يستلزم ذلك كله ، ويستلزم ذكر نعمه وآلائه وإحسانه إلى خلقه ) 0
تاسعاً : الاهتمام ببعض الأمور العامة قبل الرقية :
كالطهارة ، وخلو المكان من المعاصي على اختلاف أنواعها ، ولا بد من التركيز على قضية البعد عن المعاصي في كل زمان ومكان ، وليس المقصود الاهتمام بهذا الجانب أثناء الرقية فحسب ، إنما المقصود الابتعاد بالكلية عن اقتراف المعاصي والآثام والتوبة والإنابة والعودة الصادقة الى الله سبحانه وتعالى ، وهذا المفهوم لا يتحدد بزمان أو مكان 0
عاشراً : المحافظة على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النوم :
وذلك باتباع الخطوات الهامة التالية :
أ - النوم على طهارة :
أي أن يتوضأ قبل نومه : كما ثبت من حديث البراء بن عازب –رضي الله عنه– قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل " اللهم أسلمت نفسي إليك ، وفوضت أمري إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت مت على الفطرة ) ( متفق عليه ) 0
ب - أن ينفض فراشه بطرف إزاره :
كما ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قام أحدكم من فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره ثلاث مرات فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده وإذا اضطجع فليقل : باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ) ( متفق عليه ) 0
يقول النووي في شرحه لصحيح مسلم : ( " داخله الإزار " طرفه ، ومعناه أنه يستحب أن ينفض فراشه قبل أن يدخل فيه ، لئلا يكون فيه حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات ، ولينفض ويده مستورة بطرف إزاره لئلا يحصل في يده مكروه إن كان هناك ) 0
ج - أن يجمع كفيه وينفث فيهما بالإخلاص والمعوذتين ويمسح وجهه وما استطاع من جسده :
كما ثبت من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما : "قل هو الله أحد" و " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات ) ( أخرجه الإمام البخاري وأبو داوود والنسائي ) 0
يقول النووي في شرحه لصحيح مسلم : ( والظاهر أن المراد النفث ، وهو نفخ لطيف لا ريق معه ) 0
د - أن ينام على شقه الأيمن واضعا كف يده اليمنى تحت خده الأيمن مستقبلا القبلة :
كما ثبت من حديث حفصة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول : اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك " ثلاث مرات " ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي ) 0
يقول المباركفوري في ( تحفة الأحوذي ) : ( " يوم تجمع أو تبعث عبادك " أي يوم القيامة ، ولما كان النوم في حكم الموت والاستيقاظ كالبعث دعا بهذا الدعاء تذكرا لتلك الحالة ) 0
هـ- أن يحصن نفسه قبل النوم :
وذلك بالمحافظة على قراءة بعض الآيات الثابتة كآية الكرسي وأواخر البقرة ، وسور الإخلاص والمعوذتين والمحافظة على أذكار وأدعية النوم المأثورة ، وقد ذكرت في كتابي ( القول المبين فيما يطرد الجن والشياطين ) تحت عنوان ( أذكار النوم ) فلتراجع 0
و- اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والاستعاذة به من الشيطان الرجيم :
كما ثبت من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ، ليجعله في وجهي ، فقلت : أعوذ بالله منك – ثلاث مرات – ثم قلت : العنك بلعنة الله التامة ، فلم يستأخر – ثلاث مرات – ثم أردت أن أخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة ) ( أخرجه الإمام مسلم والنسائي ) 0
يقول النووي في شرحه لصحيح مسلم : ( قوله صلى الله عليه وسلم :" ألعنك بلعنة الله التامة "قال القاضي : يحتمل تسميتها تامة أي لا نقص فيها ، ويحتمل الواجبة له المستحقة عليه ، أو الموجبة عليه العذاب سرمدا ) 0
يتبع
يقول القرطبي في مخطوطة برقم ( 2353 ) نقلاً عن كتاب ( أحكام الرقى والتمائم للدكتور فهد بن ضويان السحيمي ) : ( وهذا الحديث دليل على استحباب الرقية بأسماء الله تعالى ) 0
وعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم : ( يعوذ الحسن والحسين ويقول : إن أباكما كان يعوّذ بها إسماعيل وإسحاق أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام البخاري وأبو داوود والترمذي وابن ماجة والنسائي ) 0
يقول المباركفوري في ( تحفة الأحوذي ) : ( " كلمات الله " : قيل هي القرآن ، وقيل أسماؤه وصفاته ) 0
يقول الحافظ بن حجر في الفتح : ( قوله : " إن أباكما " يريد إبراهيم عليه السلام ، وقوله "بكلمات الله" : قيل : المراد بها كلامه على الاطلاق ) 0
قال الخطابي : كان أحمد يستدل بهذا الحديث على أن كلام الله غير مخلوق ، ويحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستعيذ بمخلوق ) 0
وعن عبدالرحمن بن خنبش - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ! قل قلت : وما أقول؟ قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات ، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق ، وذرأ ، وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، وبرأ ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق يطرق ، إلا طارقا يطرق بخير ، يا رحمن ! ) ( أخرجه الإمام أحمد والطبراني والنسائي والهيثمي وصححه الألباني ) 0
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى رقاه جبريل قال : بسم الله يبريك ، من داء يشفيك ، ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم ) 0
قال ابن كثير في ( تفسير القرآن العظيم ) : ( عن علي – رضي الله عنه - : ( أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فوافقه مغتماً فقال : يا محمد ، ما هذا الغم الذي أراه في وجهك ؟ قال " الحسن والحسين أصابتهما عين " قال : صدِّق بالعين ، فإن العين حق ، أفلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات ؟ قال : " وما هن يا جبريل " قال : قل اللهم ذا السلطان العظيم ، ذا المن القديم ، ذا الوجه الكريم ، ولي الكلمات التامات ، والدعوات المستجابات ، عافِ الحسن والحسين من أنفس الجن وأعين الإنس ، فقالها النبي صلى الله عليه وسلم فقاما يلعبان بين يديه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عوّذوا أنفسكم ونساءكم وأولادكم بهذا التعويذ ، فإنه لم يتعوذ المتعوذون بمثله ) ( أخرجه ابن عساكر ، والهندي في "كنز العمال" ونسبه لابن مندة ، والجرجاني والأصبهاني ) 0
قال الخطيب البغدادي : ( تفرد بروايته أبو رجاء محمد بن عبدالله الحيطي من أهل تستر ذكره ابن عساكر في ترجمة طراد بن الحسين من تاريخه 000 ) 0
قلت : ولم أقف على مدى صحة الحديث إلا أنه لا يرى بأس الدعاء به نظراً لعدم تعارضه مع النصوص النقلية الصحيحة ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( اعرضوا عليّ رقاكم 000 ) ، وكذلك فإنه لا تعارض بينه وبين الأسس والشروط الرئيسة للرقية الشرعية ، مع أن الأولى تركه والدعاء بالمأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم ) 0
قال ابن القيم – رحمه الله – في كتابه الطب النبوي – ص 168 – 170 ) : ( فمن التعوذات والرقى للعين الاكثار من قراءة المعوذتين ، وفاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ، ومنها التعوذات النبوية 0 وذكر جملة من الأدعية والأذكار ) 0
خامساً : النفث ومسح الرأس وما يلي الجسد :
بعد الانتهاء من الرقية الشرعية بشكل عام ، يجمع كفيه وينفث بهما ، ويمسح وجهه وما يلي جسده ، ويفعل ذلك لأهل بيته للانتفاع بالنفث أو التفل المباشر لكلام الله عز وجل 0
سادساً : النفث في الماء والزيت واستخدامه في العلاج 0
سابعاً : وضع اليد مكان الألم أو مسحه والدعاء :
وضع اليد مكان الألم أو مسحه والدعاء بالأدعية المأثورة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو : ( اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن تشفيني ) يقولها سبعا ، أو أن يقول : ( بسم الله ثلاثا ، اعيذ نفسي بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) يقولها سبعا 0
قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – في كتاب ( الفتاوى الذهبية ) : ( ولا بأس أيضا بوضع اليد على موضع الألم ومسحه بعد النفث عليه ، كما أنه يجوز القراءة ثم النفث بعدها على البدن كله وعلى موضع الألم للأحاديث المذكورة ، والمسح هو أن ينفث على الجسد المتألم بعد الدعاء أو القراءة ثم يمر بيده على ذلك الموضع مرارا ، ففي ذلك شفاء وتأثير بإذن الله تعالى ) 0
ثامناً : المحافظة بشكل عام على الأذكار والأدعية النبوية المأثورة :
وبخاصة أذكار الوقاية والحفظ من الشيطان ، وقد ذكرت جملة من الأدعية والأذكار الصحيحة الثابتة في السنة المطهرة وذلك في كتابي ( القول المبين فيما يطرد الجن والشياطين ) ، وليس المقصود ذكر اللسان فحسب إنما الذكر اللساني والقلبي 0
يقول ابن القيم – رحمه الله- في كتاب ( الفوائد ) : ( وليس المراد بالذكر مجرد ذكر اللسان بل الذكر القلبي واللساني وذكره يتضمن ذكر أسمائه وصفاته وذكر أمره ونهيه وذكره بكلامه ، وذلك يستلزم معرفته والإيمان به وبصفات كماله ، ونعوت جلاله ، والثناء عليه بأنواع المدح ، وذلك لا يتم إلا بتوحيده ، فذكره الحقيقي يستلزم ذلك كله ، ويستلزم ذكر نعمه وآلائه وإحسانه إلى خلقه ) 0
تاسعاً : الاهتمام ببعض الأمور العامة قبل الرقية :
كالطهارة ، وخلو المكان من المعاصي على اختلاف أنواعها ، ولا بد من التركيز على قضية البعد عن المعاصي في كل زمان ومكان ، وليس المقصود الاهتمام بهذا الجانب أثناء الرقية فحسب ، إنما المقصود الابتعاد بالكلية عن اقتراف المعاصي والآثام والتوبة والإنابة والعودة الصادقة الى الله سبحانه وتعالى ، وهذا المفهوم لا يتحدد بزمان أو مكان 0
عاشراً : المحافظة على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النوم :
وذلك باتباع الخطوات الهامة التالية :
أ - النوم على طهارة :
أي أن يتوضأ قبل نومه : كما ثبت من حديث البراء بن عازب –رضي الله عنه– قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل " اللهم أسلمت نفسي إليك ، وفوضت أمري إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت مت على الفطرة ) ( متفق عليه ) 0
ب - أن ينفض فراشه بطرف إزاره :
كما ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قام أحدكم من فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره ثلاث مرات فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده وإذا اضطجع فليقل : باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ) ( متفق عليه ) 0
يقول النووي في شرحه لصحيح مسلم : ( " داخله الإزار " طرفه ، ومعناه أنه يستحب أن ينفض فراشه قبل أن يدخل فيه ، لئلا يكون فيه حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات ، ولينفض ويده مستورة بطرف إزاره لئلا يحصل في يده مكروه إن كان هناك ) 0
ج - أن يجمع كفيه وينفث فيهما بالإخلاص والمعوذتين ويمسح وجهه وما استطاع من جسده :
كما ثبت من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما : "قل هو الله أحد" و " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات ) ( أخرجه الإمام البخاري وأبو داوود والنسائي ) 0
يقول النووي في شرحه لصحيح مسلم : ( والظاهر أن المراد النفث ، وهو نفخ لطيف لا ريق معه ) 0
د - أن ينام على شقه الأيمن واضعا كف يده اليمنى تحت خده الأيمن مستقبلا القبلة :
كما ثبت من حديث حفصة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول : اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك " ثلاث مرات " ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي ) 0
يقول المباركفوري في ( تحفة الأحوذي ) : ( " يوم تجمع أو تبعث عبادك " أي يوم القيامة ، ولما كان النوم في حكم الموت والاستيقاظ كالبعث دعا بهذا الدعاء تذكرا لتلك الحالة ) 0
هـ- أن يحصن نفسه قبل النوم :
وذلك بالمحافظة على قراءة بعض الآيات الثابتة كآية الكرسي وأواخر البقرة ، وسور الإخلاص والمعوذتين والمحافظة على أذكار وأدعية النوم المأثورة ، وقد ذكرت في كتابي ( القول المبين فيما يطرد الجن والشياطين ) تحت عنوان ( أذكار النوم ) فلتراجع 0
و- اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والاستعاذة به من الشيطان الرجيم :
كما ثبت من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ، ليجعله في وجهي ، فقلت : أعوذ بالله منك – ثلاث مرات – ثم قلت : العنك بلعنة الله التامة ، فلم يستأخر – ثلاث مرات – ثم أردت أن أخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة ) ( أخرجه الإمام مسلم والنسائي ) 0
يقول النووي في شرحه لصحيح مسلم : ( قوله صلى الله عليه وسلم :" ألعنك بلعنة الله التامة "قال القاضي : يحتمل تسميتها تامة أي لا نقص فيها ، ويحتمل الواجبة له المستحقة عليه ، أو الموجبة عليه العذاب سرمدا ) 0
يتبع