إن الذي يثير الدهشة والاستغراب تصدر بعض الجهلة للأساليب والممارسات والمؤلفات لأسباب مادية بحتة أو حب الظهور والشهرة والسمعة وانتهاك الأعراض ، وبطبيعة الحال فهذه الفئة أبعد ما يكون عن العلم الشرعي وأصوله وقواعده ، وهذه الفئة لن تتوانى عن نفث سمومهـا وأباطيلها وخرافاتها بين الناس ، وإطلاق الفتاوى يمنة ويسرى ، حتى أصبحنا نرى من يطلق على نفسه ( قاهر الجن ) والآخر ( قاهر السرطان ) والثالث ( قاهر العفاريت ) ونحو ذلك من مسميات أخرى وكأنما الأمر أصبح بيد هؤلاء الجهلة الذين لا يرقبون في مسلم إلاً ولا ذمة ، ناهيك عن أمر خطير وقع فيه بعض من يتوسم فيه الخير ، ومنشأ الخطورة في هذه القضية ، هو التوسع والإفراط في مسائل الرقية وأحوالها ، من حيث المؤلفات والممارسات ، والأخطر من ذلك كله البدع المحدثة التي فاقت التخيل والوصف 0
يقول صاحبا كتاب " النصح والبيان في علاج العين والسحر ومس الجان " الدكتور محمد بن عبد القادر هنادي والشيخ إسماعيل بن عبدالله اسماعيل العمري في مقدمة هذا الكتاب : ( ولهذا رأينا أن نكتب في هذا الموضوع وذلك لتحقيق جملة من الأهداف والأغراض ، ومنها تحذير المسلمين جميعا من الكتب والمؤلفات التي تناولت هذا الموضوع بأسلوب لا يتفق مع منهج علماء المسلمين سلفا وخلفا ، لما احتوته من أوهام وخرافات ، أو بدع وضلالات ) ( النصح والبيان في علاج العين والسحر ومس الجان – باختصار - ص 4 – 5 ) 0
وكافة تلك الممارسات والمؤلفات وانتشار البدع والمحدثات أدى لانتشار الأوهام والوساوس والخوف والهلع بين الناس ، فأصبحت النظرة إلى الرقية وأهلها نظرة يشوبها الشك ، بل قد تعدت ذلك في بعض الأحوال لدرجة الاتهام والقذف 0
يقول الدكتور قيس بن محمد مبارك استاذ الفقه والعقيدة الإسلامية بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك فيصل بالأحساء :
( إن شرط إباحة العمل الطبي هو أن يقصد علاج المريض وشفاءه مما يعانيه ، جلبا لمصلحة الصحة التي بها يسعد الإنسان ، ودفعا لمشقة الأمراض والأسقام 0
ولا يكون العمل الطبي مستوفيا هذا الشرط ، بأن يحقق تلك المصلحة المرجوة ، أو بأن يدفع تلك المفسدة عن المريض ، إلا إذا كان موافقا للأصول والقواعد العلمية المعتبرة عند أصحاب هذا الفن 0
ذلك أن إقدام الطبيب على معالجة الناس ، والتصدي لجراحة أبدانهم على غير الأصول العلمية المعتبرة في علم الطب ، يحيل عمله من عمل مشروع ومندوب اليه ، إلى عمل محرم يعاقب عليه ، لأنه أصبح عملا عدوانيا فهو أشبه بالجناية الصادرة من غير الطبيب 0
وقد ذكر الدكتور " أسامة قايد " تعريفا حسنا لهذه الأصول المعتبرة عند الأطباء فقال : " هي الأصول الثابتة والقواعد المتعارف عليها نظريا وعمليا بين الأطباء ، والتي يجب أن يلم بها كل طبيب وقت قيامه بالعمل الطبي " { المسؤولية الجنائية للأطباء – ص 160 ، نقلا عن مصادر أجنبية } ) ( التداوي والمسؤولية الطبية في الشريعة الإسلامية – ص 168 ) 0
قلت : وإن كان الكلام عام في هذه الجزئية ، ويتحدث عن المسؤولية المهنية الطبية بشكل عام ، فإن المعالج طبيب يحتاج لمعايير وقواعد وأصول ضابطة لتحقيق المصلحة المرجوة ودرء المفسدة ، وقد تكلمت بشرح وإسهاب تفصيلي عن تلك القواعد والأصول في كتابي الموسوم ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) فلتراجع 0
يقول الدكتور عبدالحميد هنداوي المدرس بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة : ( ولعلنا نفصل طريقة العلاج الصحيحة الخالية من البدع والتي يجوزها الفقه الصحيح في كتاب مستقل ، نعلم فيه المرضى كيف يعالجون أنفسهم بأنفسهم ، بعيدا عن ابتزاز الدجالين وأدعياء العلم في هذا الأمر لأموالهم ، مع ما يقع في هذا العلاج من مخالفات ، وانتهاك للأعراض تندى الجبين خجلا ، وقد أخبرني من لا أتهم من الممارسين لهذا العلاج أنه قد وقف بنفسه على حالات زنى صريح قام به بعض هؤلاء المعالجين
لمرضاهم من النساء ؛ لأنها في هذه الحالة تكون في غيبة عن الشعور ، ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى ، وأسأل الله تعالى أن يهدي المسلمين لدينه القويم ، وأنصح المعالجين أن يتقوا الله تعالى في هذا الأمر ، ويدعوا كل بدعة تخالف الكتاب والسنة ، فإن المريض لن يشفى إلا بإذن الله ، وإذا كنت تريد شفاءه بطريقة البدعة فلم تحرم عليه إذن أن يذهب الى ساحر أو دجال ؟!
كما أنصح عموم المرضى والمبتلين بهذا الأمر وأنصح أهليهم وذويهـم باللجوء إلى الله تعالى والتضرع إليه فإنه لا سبيل للخلاص من هذا البلاء إلا باللجوء إلى الله تعالى حتى يأذن في الشفاء ، وإنما يصيب الله تعالى أغلب العباد بذلك لنقص في إيمانهم ، أو ابتلاء ليسمع تضرعهم ، ويقبلوا على طاعته وعبادته ، فليفطن المريض الى ذلك ، وليلجأ إلى ربه في هذا الأمر فهو سبحانه أرحم الراحمين ) ( الدليل والبرهان على دخول الجان بدن الانسان – ص 113 – 114 ) 0
يقول الأستاذ خليل بن ابراهيم أمين : ( ولهذا الموضوع – يعني الرقية – أهميته البالغة في ذاته وفي زمنه 0
في ذاته لصلته بأصل الدين وعقيدة المسلمين التي يجب علينا أن نصونها من غلو الغالين وجفاء الجافين 0
وفي زمنه لانتشار الأعداد الكثيرة من الرقاة مما أوجد بينهم صنفا صاحب هوى فوقع كثير من مظاهر الإفراط في تحصيل المال وارتكاب المحظورات والمخالفات الشرعية التي قد تصل أحيانا إلى حد البدعة في الدين 000
وحفظ الله الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد ، إذ يقول : " ومن الغبن الفاحش أن يكون ( صاحب القرآن ) متلبساً ببدعة ، فكيف إذا كانت من المحدثات في القرآن !؟ " { بدع القراء للشيخ : بكر بن عبدالله أبو زيد } ) ( الرقية والرقاة بين المشروع والممنوع – ص 8 – 9 ) 0
قلت تعقيباً على كلام الأخ الفاضل الأستاذ خليل بن ابراهيم أمين : ( ليس ذلك فحسب إنما وصل الأمر ببعض الرقاة والمعالجين إلى درجة الشرك والكفر ، فمنهم من أوصى بالذبح لغير الله ومنهم من اعتقد بالخواتم المتنوعة في تحصيل المنافع ودفع المضار ، ومنهم من اعتقد بأنواع الخرز لتحصيل المطلوب ودفع المقدور ، وقس على ذلك كثير مما فيه مخالفة للعقيدة الصحيحة ، وما كان ذلك إلا بسبب الجهل بالشريعة وأحكامها ، وعدم استشارة العلماء وطلبة العلم عن كثير من المسائل التي يواجهها المعالج في حياته العملية ) 0
إن ما نراه اليوم على الساحة من تخبط وادعاء للرقية والتطبب دون معرفة وفهم لأصول الرقية والطب والعلاج ، وبعد عن العلم الشرعي ، وجهل لا نقل في الفروع المتعلقة بالأحكام الشرعية بل الأصول ، حتى تصدر كل جاهل هذا الأمر وأصبح يتكلم في مسائله دون علم أو مستند شرعي ، وكأنما ينطق بحاله قول الشاعر :
تصـدر للتطبب كل مهــــــوس0000بليـد يسمى بالفقيـه المــــدرسِ
وحُقَ لأهلِ العلـمِ أن يتمثلـــوا0000ببيت قديم شاع في كل مجلسِ
لقد هزُلت حتى بدا من هُزالِها0000كُلاها وحتى سامها كُلُ مُفلــِسِ
ناهيك عن بعض المؤلفات التي اتسع فيها الخرق على الراقع 0
ولقد طالعتنا كتب كثيرة متعلقة بالرقية الشرعية وعالم الجن والشياطين ، وبعض هذه الكتب قيم في محتواه ومعلوماته ، والبعض الآخر سيئ في فكره ومضمونه ، ومنها ما جمع بين الغث والسمين ، ولأهمية الوقوف على الحق ومعرفة طريقه ، وتميزه عن الباطل ومسلكه ، كان لا بد من التنويه لبعض الأخطاء الواردة من جهة التأليف والممارسة ، والتي كان لأصحابها اجتهادات خاصة لم تصب الحق وابتعدت عن المنهجية الحقة والمتمثلة بالكتاب والسنة في المسائل المتعلقة بالرقية الشرعية 0
والأمر الذي أكدت عليه سابقا ، وأؤكد عليه تحت هذا العنوان ، هو الالتزام بالرقية الشرعية قالبا ومضمونا لارتباطها بالعقيدة والأخلاق ، وعدم مخالفة ذلك في أي جزئية من جزئياتها ، كما ثبت في حديث عوف بن مالك - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله : ( اعرضوا علي رقاكم ، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 64 ) - برقم 2200 ) 0
قال شمس الحق العظيم أبادي : ( " رقاكم " بضم الراء جمع رقية " ما لم تكن شركا " وهذا هو وجه التوفيق بين النهي عن الرقية والإذن فيها والحديث فيه دليل على جواز الرقى والتطبب بما لا ضرر فيه ولا منع من جهة الشرع وإن كان بغير أسماء الله وكلامه ولكن إذا كان مفهوما لأن ما لا يفهم لا يؤمن أن يكون فيه شيء من الشرك ) ( عون المعبود - 10 / 266 ) 0
وقد أكدت من خلال هذه السلسلة العلمية وفي أكثر من موضع على أن القضايا المتعلقة بالرقية الشرعية أمور توقيفية تعبدية لا يجوز الإخلال بجزئياتها أو إحداث تأويلات باطلة مبنية على أحاديث واهية أو موضوعة ، وفي هذا المقام أذكر كلاما جميلا لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - حيث يقول :
( وليس للعبد أن يدفع كل ضرر بما شاء ولا يجلب كل نفع بما يشاء ؛ بل لا يجلب النفع إلا بما فيه تقوى الله ولا يدفع الضرر إلا بما فيه تقوى الله ، فإن كان ما يفعله في العزائم والأقسام ، ونحو ذلك مما أباحه الله ورسوله - فلا بأس به ، وإن كان مما نهى الله عنه ورسوله لم يفعله ) ( مجموع الفتاوى - 24 / 280 ) 0
وقال أيضا : ( 00 ومن جوز أن يفعل الإنسان بما رآه مؤثرا من هذه الأمور من غير أن يزن ذلك بشريعة الإسلام - فيفعل ما أباحه الله ، ويترك ما حرم الله - وقد دخل فيما حرمه الله ورسوله ، إما من الكفر ، وإما من الفسوق وإما العصيان ، بل على كل أحد أن يفعل ما أمر الله به ورسوله ، ويترك ما نهى الله عنه ورسوله ) ( مجموع الفتاوى - 24 / 280 - 281 ) 0
وقال - رحمه الله - : ( 000 فقد جمع العلماء من الأذكار والدعوات التي يقولها العبد إذا أصبح ، وإذا أمسى ، وإذا نام ، وإذا خاف شيئا ، وأمثال ذلك من الأسباب ما فيه بلاغ 0 فمن سلك مثل هذه السبيل ، فقد سلك سبيل أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، ومن دخل في سبيل أهل الجبت والطاغوت الداخلة في الشرك والسحر فقد خسر الدنيا والآخرة ، وبذلك ذم الله من ذمه من مبدلة أهل الكتاب 0 حيث قال : { وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ*وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ } - إلى قوله- : { وَلَبئئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } " سورة البقرة – الآية 101 – 102 " والله سبحانه وتعالى أعلم ) ( مجموع الفتاوى - 24 / 281 - 282 ) 0
بهذه الكلمات المعبرة المتزنة يضع شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - الأمور في نصابها الصحيح ، ويعطي الفكرة الواضحة الناصعة عن الرقية الشرعية ومضمونها وما يجب أن تكون عليه 0
يقول الأخ الفاضل فتحي الجندي في كتابه القيم ( النذير العريان ) تحت عنوان هل الرقى توقيفية أم اجتهادية :
( إن النبي لم يصادر ما كان موجودا من الرقى ولم يسد الباب ابتداء ليقدم لهم بعد ذلك ما يراه جائزا من تلك الرقى ، ولكنه ترك الباب مفتوحا ليمارس المسلمون بأنفسهم عملية التمحيص ، وليقبلوا من الرقى ما لم يحو شركا أو محرما ، أو يؤدي إلى محرم ، كما يفهم من سائر نصوص الشريعة ) ( النذير العريان - ص 186 ) 0
ويقول تحت عنوان ( هل يجوز ادخال الاجتهاد على الرقى التوقيفية المأثورة :
( لا لأن ذلك يعد بمثابة الاستدراك على النبي والمخالفة له 0
فإذا قال مثلا : قل ثلاثا فليس لقائل أن يقول : قل عشرا 0 فلا يجوز تغيير عدد منصوص أو هيئة أو صفة أو زمان بدون مبرر شرعي 0
أما الرقى المأثورة فهي مباحة ما لم تحو محذورا شرعيا سيما إذا جربت وصح نفعها بقدر الله ، أما أن يحتج لرقية ما بأنها جربت وصح نفعها بمجرد التجريب فقط فهذا وحده لا يكفي كما سبق تقريره 0
فالرقية التي تكون على هيئة غامضة وأوامر متعسفة بحيث تشبه أفعال السحرة والمشعوذين وطقوسهم ، مثل هذه الرقية لا تجوز وإن زعموا أنها قد جربت ونفعت 0
والمسلم يجب أن يكون على بصيرة من أمره في كل ما يأتي أو يذر فيزن كل ما يعرض له بميزان الشرع 0 وأن يتريث قبل العمل بمثل هذه الأمور التي لا يوجد فيها نقل صحيح صريح 0
فهذه الأشياء التي لا يعقل معناها ، إذا لم نتأكد أنها من الأسباب الشرعية أو العادية التجريبية ؛ فلا يجوز التسليم بها أو تعاطيها ، لأن هذا يفتح بابا عظيما من الفتن ، إذ أنه ذريعة إلى تصديق السحرة والدجالين وتلبيس أمرهم على العامة ) ( النذير العريان – ص 193 ) 0
قلت : وليس المقصود فقط ألفاظ الرقية فحسب إنما يندرج تحت ذلك كافة الوسائل والأساليب المتبعة في الرقية والعلاج والتي تحتاج إلى قواعد وضوابط ، ولا يخفى علينا مطلقا أن العلماء الأجلاء هم الذين يحددون سلامة كافة تلك الوسائل والأساليب المتبعة واعتبارها من الأسباب الشرعية أو العادية التجريبية ، ويقومون بدورهم بتمحيص ذلك وتقديم السمين دون الغث ، لا كما يفعل كثير من مدعي علم الرقية والعلاج حيث يستخدمون كل ما هب ودب مما تمليه عليهم أفكارهم وعقولهم الواهية أو توسوس لهم به شياطينهم لاستخدامه اداة لتمييع العقائد بل قد يصل الأمر إلى تدميرها بالكلية ، وهذا يحتم على كافة المسلمين في شتى بقاع الأرض العودة لعلماء الأمة والاسترشاد بفتاواهم وتوجيهاتهم 0
ونتيجة لعدم التقيد بكافة تلك الضوابط ظهر وبشكل ملفت للنظر هؤلاء المدعين ، وتهافتوا على هذا العلم من كل حدب وصوب ، قائدهم في ذلك الأهواء والنزوات والشهوات فضلوا وأضلوا ، ومن أجل ذلك كله ولأهمية ذلك الأمر أفردت جزءا خاصا في الموسوعة الشرعية تحجت عنوان ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) يتحدث عن معظم تلك التجاوزات التي أدخلت على الرقية من أوسع أبوابها فما عادت الرؤية واضحة جلية ، ولحق بالرقية ما لحقها من غبش وشوائب ورواسب ، فأصبحت النظرة العامة للبعض تجاه الرقية على أنها من الشعوذة والدجل والسحر ، ولا يخفى على القارئ الكريم أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال كتابة كل ما يسمع أو يرى على الساحة اليوم ، فربما سمعنا اليوم بصاحب الفأس ذو القطار وقد يطل علينا غدا صاحب الحمار أو الحذوة أو الفأر ، ولا ندري بعد ذلك ماذا سيكون الحال وإلى أين سيؤول المآل ، ومن هنا فلا بد أن تكون هناك قواعد وأصول عامة ضابطة لكل ذلك ، ومن أهمها موافقة تلك الممارسات والأساليب لنصوص الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم الأجلاء ، أو ما ثبت نفعه من الناحية الحسية وكانت له نتيجة مطردة مع المعاناة والألم بعد موافقة أهل العلم على ذلك 0
بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية
يقول صاحبا كتاب " النصح والبيان في علاج العين والسحر ومس الجان " الدكتور محمد بن عبد القادر هنادي والشيخ إسماعيل بن عبدالله اسماعيل العمري في مقدمة هذا الكتاب : ( ولهذا رأينا أن نكتب في هذا الموضوع وذلك لتحقيق جملة من الأهداف والأغراض ، ومنها تحذير المسلمين جميعا من الكتب والمؤلفات التي تناولت هذا الموضوع بأسلوب لا يتفق مع منهج علماء المسلمين سلفا وخلفا ، لما احتوته من أوهام وخرافات ، أو بدع وضلالات ) ( النصح والبيان في علاج العين والسحر ومس الجان – باختصار - ص 4 – 5 ) 0
وكافة تلك الممارسات والمؤلفات وانتشار البدع والمحدثات أدى لانتشار الأوهام والوساوس والخوف والهلع بين الناس ، فأصبحت النظرة إلى الرقية وأهلها نظرة يشوبها الشك ، بل قد تعدت ذلك في بعض الأحوال لدرجة الاتهام والقذف 0
يقول الدكتور قيس بن محمد مبارك استاذ الفقه والعقيدة الإسلامية بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك فيصل بالأحساء :
( إن شرط إباحة العمل الطبي هو أن يقصد علاج المريض وشفاءه مما يعانيه ، جلبا لمصلحة الصحة التي بها يسعد الإنسان ، ودفعا لمشقة الأمراض والأسقام 0
ولا يكون العمل الطبي مستوفيا هذا الشرط ، بأن يحقق تلك المصلحة المرجوة ، أو بأن يدفع تلك المفسدة عن المريض ، إلا إذا كان موافقا للأصول والقواعد العلمية المعتبرة عند أصحاب هذا الفن 0
ذلك أن إقدام الطبيب على معالجة الناس ، والتصدي لجراحة أبدانهم على غير الأصول العلمية المعتبرة في علم الطب ، يحيل عمله من عمل مشروع ومندوب اليه ، إلى عمل محرم يعاقب عليه ، لأنه أصبح عملا عدوانيا فهو أشبه بالجناية الصادرة من غير الطبيب 0
وقد ذكر الدكتور " أسامة قايد " تعريفا حسنا لهذه الأصول المعتبرة عند الأطباء فقال : " هي الأصول الثابتة والقواعد المتعارف عليها نظريا وعمليا بين الأطباء ، والتي يجب أن يلم بها كل طبيب وقت قيامه بالعمل الطبي " { المسؤولية الجنائية للأطباء – ص 160 ، نقلا عن مصادر أجنبية } ) ( التداوي والمسؤولية الطبية في الشريعة الإسلامية – ص 168 ) 0
قلت : وإن كان الكلام عام في هذه الجزئية ، ويتحدث عن المسؤولية المهنية الطبية بشكل عام ، فإن المعالج طبيب يحتاج لمعايير وقواعد وأصول ضابطة لتحقيق المصلحة المرجوة ودرء المفسدة ، وقد تكلمت بشرح وإسهاب تفصيلي عن تلك القواعد والأصول في كتابي الموسوم ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) فلتراجع 0
يقول الدكتور عبدالحميد هنداوي المدرس بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة : ( ولعلنا نفصل طريقة العلاج الصحيحة الخالية من البدع والتي يجوزها الفقه الصحيح في كتاب مستقل ، نعلم فيه المرضى كيف يعالجون أنفسهم بأنفسهم ، بعيدا عن ابتزاز الدجالين وأدعياء العلم في هذا الأمر لأموالهم ، مع ما يقع في هذا العلاج من مخالفات ، وانتهاك للأعراض تندى الجبين خجلا ، وقد أخبرني من لا أتهم من الممارسين لهذا العلاج أنه قد وقف بنفسه على حالات زنى صريح قام به بعض هؤلاء المعالجين
لمرضاهم من النساء ؛ لأنها في هذه الحالة تكون في غيبة عن الشعور ، ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى ، وأسأل الله تعالى أن يهدي المسلمين لدينه القويم ، وأنصح المعالجين أن يتقوا الله تعالى في هذا الأمر ، ويدعوا كل بدعة تخالف الكتاب والسنة ، فإن المريض لن يشفى إلا بإذن الله ، وإذا كنت تريد شفاءه بطريقة البدعة فلم تحرم عليه إذن أن يذهب الى ساحر أو دجال ؟!
كما أنصح عموم المرضى والمبتلين بهذا الأمر وأنصح أهليهم وذويهـم باللجوء إلى الله تعالى والتضرع إليه فإنه لا سبيل للخلاص من هذا البلاء إلا باللجوء إلى الله تعالى حتى يأذن في الشفاء ، وإنما يصيب الله تعالى أغلب العباد بذلك لنقص في إيمانهم ، أو ابتلاء ليسمع تضرعهم ، ويقبلوا على طاعته وعبادته ، فليفطن المريض الى ذلك ، وليلجأ إلى ربه في هذا الأمر فهو سبحانه أرحم الراحمين ) ( الدليل والبرهان على دخول الجان بدن الانسان – ص 113 – 114 ) 0
يقول الأستاذ خليل بن ابراهيم أمين : ( ولهذا الموضوع – يعني الرقية – أهميته البالغة في ذاته وفي زمنه 0
في ذاته لصلته بأصل الدين وعقيدة المسلمين التي يجب علينا أن نصونها من غلو الغالين وجفاء الجافين 0
وفي زمنه لانتشار الأعداد الكثيرة من الرقاة مما أوجد بينهم صنفا صاحب هوى فوقع كثير من مظاهر الإفراط في تحصيل المال وارتكاب المحظورات والمخالفات الشرعية التي قد تصل أحيانا إلى حد البدعة في الدين 000
وحفظ الله الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد ، إذ يقول : " ومن الغبن الفاحش أن يكون ( صاحب القرآن ) متلبساً ببدعة ، فكيف إذا كانت من المحدثات في القرآن !؟ " { بدع القراء للشيخ : بكر بن عبدالله أبو زيد } ) ( الرقية والرقاة بين المشروع والممنوع – ص 8 – 9 ) 0
قلت تعقيباً على كلام الأخ الفاضل الأستاذ خليل بن ابراهيم أمين : ( ليس ذلك فحسب إنما وصل الأمر ببعض الرقاة والمعالجين إلى درجة الشرك والكفر ، فمنهم من أوصى بالذبح لغير الله ومنهم من اعتقد بالخواتم المتنوعة في تحصيل المنافع ودفع المضار ، ومنهم من اعتقد بأنواع الخرز لتحصيل المطلوب ودفع المقدور ، وقس على ذلك كثير مما فيه مخالفة للعقيدة الصحيحة ، وما كان ذلك إلا بسبب الجهل بالشريعة وأحكامها ، وعدم استشارة العلماء وطلبة العلم عن كثير من المسائل التي يواجهها المعالج في حياته العملية ) 0
إن ما نراه اليوم على الساحة من تخبط وادعاء للرقية والتطبب دون معرفة وفهم لأصول الرقية والطب والعلاج ، وبعد عن العلم الشرعي ، وجهل لا نقل في الفروع المتعلقة بالأحكام الشرعية بل الأصول ، حتى تصدر كل جاهل هذا الأمر وأصبح يتكلم في مسائله دون علم أو مستند شرعي ، وكأنما ينطق بحاله قول الشاعر :
تصـدر للتطبب كل مهــــــوس0000بليـد يسمى بالفقيـه المــــدرسِ
وحُقَ لأهلِ العلـمِ أن يتمثلـــوا0000ببيت قديم شاع في كل مجلسِ
لقد هزُلت حتى بدا من هُزالِها0000كُلاها وحتى سامها كُلُ مُفلــِسِ
ناهيك عن بعض المؤلفات التي اتسع فيها الخرق على الراقع 0
ولقد طالعتنا كتب كثيرة متعلقة بالرقية الشرعية وعالم الجن والشياطين ، وبعض هذه الكتب قيم في محتواه ومعلوماته ، والبعض الآخر سيئ في فكره ومضمونه ، ومنها ما جمع بين الغث والسمين ، ولأهمية الوقوف على الحق ومعرفة طريقه ، وتميزه عن الباطل ومسلكه ، كان لا بد من التنويه لبعض الأخطاء الواردة من جهة التأليف والممارسة ، والتي كان لأصحابها اجتهادات خاصة لم تصب الحق وابتعدت عن المنهجية الحقة والمتمثلة بالكتاب والسنة في المسائل المتعلقة بالرقية الشرعية 0
والأمر الذي أكدت عليه سابقا ، وأؤكد عليه تحت هذا العنوان ، هو الالتزام بالرقية الشرعية قالبا ومضمونا لارتباطها بالعقيدة والأخلاق ، وعدم مخالفة ذلك في أي جزئية من جزئياتها ، كما ثبت في حديث عوف بن مالك - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله : ( اعرضوا علي رقاكم ، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 64 ) - برقم 2200 ) 0
قال شمس الحق العظيم أبادي : ( " رقاكم " بضم الراء جمع رقية " ما لم تكن شركا " وهذا هو وجه التوفيق بين النهي عن الرقية والإذن فيها والحديث فيه دليل على جواز الرقى والتطبب بما لا ضرر فيه ولا منع من جهة الشرع وإن كان بغير أسماء الله وكلامه ولكن إذا كان مفهوما لأن ما لا يفهم لا يؤمن أن يكون فيه شيء من الشرك ) ( عون المعبود - 10 / 266 ) 0
وقد أكدت من خلال هذه السلسلة العلمية وفي أكثر من موضع على أن القضايا المتعلقة بالرقية الشرعية أمور توقيفية تعبدية لا يجوز الإخلال بجزئياتها أو إحداث تأويلات باطلة مبنية على أحاديث واهية أو موضوعة ، وفي هذا المقام أذكر كلاما جميلا لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - حيث يقول :
( وليس للعبد أن يدفع كل ضرر بما شاء ولا يجلب كل نفع بما يشاء ؛ بل لا يجلب النفع إلا بما فيه تقوى الله ولا يدفع الضرر إلا بما فيه تقوى الله ، فإن كان ما يفعله في العزائم والأقسام ، ونحو ذلك مما أباحه الله ورسوله - فلا بأس به ، وإن كان مما نهى الله عنه ورسوله لم يفعله ) ( مجموع الفتاوى - 24 / 280 ) 0
وقال أيضا : ( 00 ومن جوز أن يفعل الإنسان بما رآه مؤثرا من هذه الأمور من غير أن يزن ذلك بشريعة الإسلام - فيفعل ما أباحه الله ، ويترك ما حرم الله - وقد دخل فيما حرمه الله ورسوله ، إما من الكفر ، وإما من الفسوق وإما العصيان ، بل على كل أحد أن يفعل ما أمر الله به ورسوله ، ويترك ما نهى الله عنه ورسوله ) ( مجموع الفتاوى - 24 / 280 - 281 ) 0
وقال - رحمه الله - : ( 000 فقد جمع العلماء من الأذكار والدعوات التي يقولها العبد إذا أصبح ، وإذا أمسى ، وإذا نام ، وإذا خاف شيئا ، وأمثال ذلك من الأسباب ما فيه بلاغ 0 فمن سلك مثل هذه السبيل ، فقد سلك سبيل أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، ومن دخل في سبيل أهل الجبت والطاغوت الداخلة في الشرك والسحر فقد خسر الدنيا والآخرة ، وبذلك ذم الله من ذمه من مبدلة أهل الكتاب 0 حيث قال : { وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ*وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ } - إلى قوله- : { وَلَبئئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } " سورة البقرة – الآية 101 – 102 " والله سبحانه وتعالى أعلم ) ( مجموع الفتاوى - 24 / 281 - 282 ) 0
بهذه الكلمات المعبرة المتزنة يضع شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - الأمور في نصابها الصحيح ، ويعطي الفكرة الواضحة الناصعة عن الرقية الشرعية ومضمونها وما يجب أن تكون عليه 0
يقول الأخ الفاضل فتحي الجندي في كتابه القيم ( النذير العريان ) تحت عنوان هل الرقى توقيفية أم اجتهادية :
( إن النبي لم يصادر ما كان موجودا من الرقى ولم يسد الباب ابتداء ليقدم لهم بعد ذلك ما يراه جائزا من تلك الرقى ، ولكنه ترك الباب مفتوحا ليمارس المسلمون بأنفسهم عملية التمحيص ، وليقبلوا من الرقى ما لم يحو شركا أو محرما ، أو يؤدي إلى محرم ، كما يفهم من سائر نصوص الشريعة ) ( النذير العريان - ص 186 ) 0
ويقول تحت عنوان ( هل يجوز ادخال الاجتهاد على الرقى التوقيفية المأثورة :
( لا لأن ذلك يعد بمثابة الاستدراك على النبي والمخالفة له 0
فإذا قال مثلا : قل ثلاثا فليس لقائل أن يقول : قل عشرا 0 فلا يجوز تغيير عدد منصوص أو هيئة أو صفة أو زمان بدون مبرر شرعي 0
أما الرقى المأثورة فهي مباحة ما لم تحو محذورا شرعيا سيما إذا جربت وصح نفعها بقدر الله ، أما أن يحتج لرقية ما بأنها جربت وصح نفعها بمجرد التجريب فقط فهذا وحده لا يكفي كما سبق تقريره 0
فالرقية التي تكون على هيئة غامضة وأوامر متعسفة بحيث تشبه أفعال السحرة والمشعوذين وطقوسهم ، مثل هذه الرقية لا تجوز وإن زعموا أنها قد جربت ونفعت 0
والمسلم يجب أن يكون على بصيرة من أمره في كل ما يأتي أو يذر فيزن كل ما يعرض له بميزان الشرع 0 وأن يتريث قبل العمل بمثل هذه الأمور التي لا يوجد فيها نقل صحيح صريح 0
فهذه الأشياء التي لا يعقل معناها ، إذا لم نتأكد أنها من الأسباب الشرعية أو العادية التجريبية ؛ فلا يجوز التسليم بها أو تعاطيها ، لأن هذا يفتح بابا عظيما من الفتن ، إذ أنه ذريعة إلى تصديق السحرة والدجالين وتلبيس أمرهم على العامة ) ( النذير العريان – ص 193 ) 0
قلت : وليس المقصود فقط ألفاظ الرقية فحسب إنما يندرج تحت ذلك كافة الوسائل والأساليب المتبعة في الرقية والعلاج والتي تحتاج إلى قواعد وضوابط ، ولا يخفى علينا مطلقا أن العلماء الأجلاء هم الذين يحددون سلامة كافة تلك الوسائل والأساليب المتبعة واعتبارها من الأسباب الشرعية أو العادية التجريبية ، ويقومون بدورهم بتمحيص ذلك وتقديم السمين دون الغث ، لا كما يفعل كثير من مدعي علم الرقية والعلاج حيث يستخدمون كل ما هب ودب مما تمليه عليهم أفكارهم وعقولهم الواهية أو توسوس لهم به شياطينهم لاستخدامه اداة لتمييع العقائد بل قد يصل الأمر إلى تدميرها بالكلية ، وهذا يحتم على كافة المسلمين في شتى بقاع الأرض العودة لعلماء الأمة والاسترشاد بفتاواهم وتوجيهاتهم 0
ونتيجة لعدم التقيد بكافة تلك الضوابط ظهر وبشكل ملفت للنظر هؤلاء المدعين ، وتهافتوا على هذا العلم من كل حدب وصوب ، قائدهم في ذلك الأهواء والنزوات والشهوات فضلوا وأضلوا ، ومن أجل ذلك كله ولأهمية ذلك الأمر أفردت جزءا خاصا في الموسوعة الشرعية تحجت عنوان ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) يتحدث عن معظم تلك التجاوزات التي أدخلت على الرقية من أوسع أبوابها فما عادت الرؤية واضحة جلية ، ولحق بالرقية ما لحقها من غبش وشوائب ورواسب ، فأصبحت النظرة العامة للبعض تجاه الرقية على أنها من الشعوذة والدجل والسحر ، ولا يخفى على القارئ الكريم أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال كتابة كل ما يسمع أو يرى على الساحة اليوم ، فربما سمعنا اليوم بصاحب الفأس ذو القطار وقد يطل علينا غدا صاحب الحمار أو الحذوة أو الفأر ، ولا ندري بعد ذلك ماذا سيكون الحال وإلى أين سيؤول المآل ، ومن هنا فلا بد أن تكون هناك قواعد وأصول عامة ضابطة لكل ذلك ، ومن أهمها موافقة تلك الممارسات والأساليب لنصوص الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم الأجلاء ، أو ما ثبت نفعه من الناحية الحسية وكانت له نتيجة مطردة مع المعاناة والألم بعد موافقة أهل العلم على ذلك 0
بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية