بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البرنامج الإسلامي الرمضاني
أخي في الله...هل ترغب في تحصيل الملايين من الحسنات؟... هل تطمع في مغفرة الذنوب وتكفير السيئات؟... هل ترجو رحمة باري البريات؟... هل تشتهى بيوتاً وقصوراً وحوراً في الجنات؟
إن أردت هذا... فسأدلك على الطريق أخي في الله... بعرض برنامج رمضاني إسلامي، من التزم به ابتغاء وجه ربه العلي، نال أعظم الأجور، وحظي برحمة الرحيم ومغفرة الغفور، وفي الآخرة له نعيم مقيم في الجنة وحور.
والآن مع البرنامج الرمضاني والذي يشتمل على شقين: فعل الخيرات وترك المنكرات.
أولاً: فعل الخيرات: ومنها:
(1) إقامة الصلوات الخمس في أول أوقاتها، في الجماعة، في الصف الأول مع إدراك تكبيرة الإحرام، والمحافظة على أذكار ختام الصلاة، والسنن الرواتب، والنوافل:
* أما عن فضل الصلاة في الجماعة فقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين" (حسن: صحيح الترغيب"320)
* وأما فضل الصلاة في أول أوقاتها فمنه ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل: أي العمل أفضل؟ قال: " أفضل العمل الصلاة لوقتها وبر الوالدين والجهاد" (صحيح: صحيح الترغيب"398)
* وأما فضل الصف الأول، فقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " إن هاتين الصلاتين (يعنى العشاء والفجر) أثقل الصلوات على المنافقين ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموها ولو حبوا على الركب وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وكل ما كثر فهو أحب إلى الله - عز وجل - " (حسن لغيره: صحيح الترغيب"411)
* وأما فضل تكبيرة الإحرام والمحافظة عليها، فقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق " (حسن لغيره: صحيح الترغيب"409) (والتكبيرة الأولى هي تكبيرة الإحرام)
* وأما فضل أذكار ختام الصلاة، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالُوا ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلاَ وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا، وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجَاهِدُونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ قَالَ « أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ بِأَمْرٍ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ، إِلاَّ مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ، وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ ». فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا فَقَالَ بَعْضُنَا نُسَبِّحُ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ، وَنَحْمَدُ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ، وَنُكَبِّرُ أَرْبَعاً وَثَلاَثِينَ. فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: « تَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ » (متفق عليه، واللفظ للبخاري)
- وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت " (صحيح: صحيح الجامع"6464")
* تنبيه: للجمعة فضائل خاصة، فقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: - " من غسل يوم الجمعة و اغتسل ثم بكر و ابتكر و مشى و لم يركب و دنا من الإمام و استمع و أنصت و لم يلغ كان له بكل خطوة يخطوها من بيته إلى المسجد عمل سنة أجر صيامها وقيامها" (صحيح: صحيح الجامع"6405")
(فمن التزم يالشروط السابقة وهي يسيرة- لو فُرض أنه مشى من بيته إلى بيت الله مائة خطوة فقط، سيكتب له بإذن الله- عمل مائة سنة، أجر صيام أيامها كلها، وقيام لياليها كلها، ومن زاد زاده الله خيراً وأجراً)
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " مَنْ اغْتَسَلَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى وَفَضْلُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ " (رواه مسلم)
- وقَال - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى" (رواه البخاري)
* وأما عن السنن الرواتب: فمنها المؤكدة، وغير المؤكدة:
- فأما المؤكدة فهي اثنتا عشرة ركعة في كل يوم وليلة، من صلاها بني له بيت في الجنة، لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السُنة بنى الله له بيتاً في الجنة: أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر)). [صحيح الجامع: 6183]
- إضافة إلى فضل سنة الفجر، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها" (رواه مسلم)
- ومن فضل سنة الظهر أيضا، ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " أربع ركعات قبل الظهر يعدلن بصلاة السحر" (حسن: صحيح الجامع"882")
- وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أربع قبل الظهر ليس فيهن تسليم تفتح لهن أبواب السماء" (حسن: صحيح الجامع"885")
- وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر و أربع بعدها حرم على النار" (صحيح: صحيح الجامع"6195")، وعن حسان بن عطية قال: لما نزل بعنبسة جعل يتضور فقيل له فقال أما إني سمعت أم حبيبة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - تحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال من ركع أربع ركعات قبل الظهر وأربعا بعدها حرم الله - عز وجل - لحمه على النار فما تركتهن منذ سمعتهن "(صحيح: صحيح ابن ماجة "1160")
- وأما السنن غيرالمؤكدة، فمنها سنة العصر، التي قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في فضلها: " رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا " (حسن: صحيح أبى داود"1132").
- وأما النوافل فمن أهمها صلاة الضحى وصلاة القيام:
* أما صلاة الضحى، فأقلها ركعتان، وأكثرها ثمان، ووقتها يبدأ من ارتفاع الشمس بعد طلوعها قدر رمح، و يمتد إلى قبيل الزوال، وأفضل الأوقات
إذا اشتد الحر، ومن فضلها ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
- " لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب و هي صلاة الأوابين " (حسن: السلسلة الصحيحة" 2 / 324 ")
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى الضحى أربعاً وقبل الأولى أربعاً بُنى له بيتٌ في الجنة" (حسن: الصحيحة" 2349") و المراد بـ (الأولى) صلاة الظهر.
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين ومن صلى أربعاً كتب من العابدين ومن صلى ستاً كفى ذلك اليوم ومن صلى ثمانياً كتبه الله من القانتين ومن صلى اثنتي عشرة بنى الله له بيتاً في الجنة، وما من يوم وليلة إلا لله من يمن به على عباده وصدقة، وما منّ الله على أحد من عباده أفضل من أن يلهمه ذكره " (حسن: صحيح الترغيب)
* وأما صلاة القيام فأقلها ركعة، وأكثرها ثلاث عشرة ركعة، ووقتها من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر، ومن فضائلها:
- قيام الليل دأب الصالحين، وقد قال النبي الأمين - صلى الله عليه وسلم -: " عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، و هو قربة إلى ربكم، و مكفرة للسيئات و منهاة عن الإثم " (حسن: الإرواء" 2/200 ")
- قيام الليل سبب لرحمة الله، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" رحم الله رجلا قام من الليل فصلى و أيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء, و رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت و أيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء " (صحيح: صحيح الجامع" 3494 ")
- قيام الليل سبب لمحبة الله، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم: الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله - تعالى - فإما أن يقتل وإما أن ينصره الله ويكفيه، فيقول: انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه! ؟ والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم من الليل فيقول: يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد، والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا فقام من السحر في ضراء سراً " (صحيح: المسند"3949" بتحقيق أحمد شاكر)
- قيام الليل سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات، وقد قال سيد البريات - صلى الله عليه وسلم -:" من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه)
- قيام الليل سبب لدخول الجنة، وقد قال سيد الأمة - صلى الله عليه وسلم -: (إن في الجنة غرفاً تُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ فقال: لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام) (حسن: صحيح الجامع"2123")
- قيام الليل يكتب صاحبه في الذاكرين والذاكرات، وقد قال سيد البريات - صلى الله عليه وسلم -: " إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعا كتبا في الذاكرين و الذاكرات " (صحيح: رياض الصالحين" 356/1 ")
- من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، من قام بمائة كتب من القانتين، ومن قام بمائتين كتب من القانتين المخلصين، ومن قام بألف كتب من المقنطرين(والقنطار خير من الدنيا وما فيها)، ولم لا؟! وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين و من قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين " (صحيح: الصحيحة "642")، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين، ومن صلى بمائتي آية كتب من القانتين المخلصين" (حسن: صحيح الجامع6439")
- من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة " (صحيح: الإرواء"2/193")
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البرنامج الإسلامي الرمضاني
أخي في الله...هل ترغب في تحصيل الملايين من الحسنات؟... هل تطمع في مغفرة الذنوب وتكفير السيئات؟... هل ترجو رحمة باري البريات؟... هل تشتهى بيوتاً وقصوراً وحوراً في الجنات؟
إن أردت هذا... فسأدلك على الطريق أخي في الله... بعرض برنامج رمضاني إسلامي، من التزم به ابتغاء وجه ربه العلي، نال أعظم الأجور، وحظي برحمة الرحيم ومغفرة الغفور، وفي الآخرة له نعيم مقيم في الجنة وحور.
والآن مع البرنامج الرمضاني والذي يشتمل على شقين: فعل الخيرات وترك المنكرات.
أولاً: فعل الخيرات: ومنها:
(1) إقامة الصلوات الخمس في أول أوقاتها، في الجماعة، في الصف الأول مع إدراك تكبيرة الإحرام، والمحافظة على أذكار ختام الصلاة، والسنن الرواتب، والنوافل:
* أما عن فضل الصلاة في الجماعة فقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين" (حسن: صحيح الترغيب"320)
* وأما فضل الصلاة في أول أوقاتها فمنه ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل: أي العمل أفضل؟ قال: " أفضل العمل الصلاة لوقتها وبر الوالدين والجهاد" (صحيح: صحيح الترغيب"398)
* وأما فضل الصف الأول، فقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " إن هاتين الصلاتين (يعنى العشاء والفجر) أثقل الصلوات على المنافقين ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموها ولو حبوا على الركب وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وكل ما كثر فهو أحب إلى الله - عز وجل - " (حسن لغيره: صحيح الترغيب"411)
* وأما فضل تكبيرة الإحرام والمحافظة عليها، فقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق " (حسن لغيره: صحيح الترغيب"409) (والتكبيرة الأولى هي تكبيرة الإحرام)
* وأما فضل أذكار ختام الصلاة، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالُوا ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلاَ وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا، وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجَاهِدُونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ قَالَ « أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ بِأَمْرٍ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ، إِلاَّ مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ، وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ ». فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا فَقَالَ بَعْضُنَا نُسَبِّحُ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ، وَنَحْمَدُ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ، وَنُكَبِّرُ أَرْبَعاً وَثَلاَثِينَ. فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: « تَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ » (متفق عليه، واللفظ للبخاري)
- وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت " (صحيح: صحيح الجامع"6464")
* تنبيه: للجمعة فضائل خاصة، فقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: - " من غسل يوم الجمعة و اغتسل ثم بكر و ابتكر و مشى و لم يركب و دنا من الإمام و استمع و أنصت و لم يلغ كان له بكل خطوة يخطوها من بيته إلى المسجد عمل سنة أجر صيامها وقيامها" (صحيح: صحيح الجامع"6405")
(فمن التزم يالشروط السابقة وهي يسيرة- لو فُرض أنه مشى من بيته إلى بيت الله مائة خطوة فقط، سيكتب له بإذن الله- عمل مائة سنة، أجر صيام أيامها كلها، وقيام لياليها كلها، ومن زاد زاده الله خيراً وأجراً)
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " مَنْ اغْتَسَلَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى وَفَضْلُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ " (رواه مسلم)
- وقَال - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى" (رواه البخاري)
* وأما عن السنن الرواتب: فمنها المؤكدة، وغير المؤكدة:
- فأما المؤكدة فهي اثنتا عشرة ركعة في كل يوم وليلة، من صلاها بني له بيت في الجنة، لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السُنة بنى الله له بيتاً في الجنة: أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر)). [صحيح الجامع: 6183]
- إضافة إلى فضل سنة الفجر، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها" (رواه مسلم)
- ومن فضل سنة الظهر أيضا، ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " أربع ركعات قبل الظهر يعدلن بصلاة السحر" (حسن: صحيح الجامع"882")
- وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أربع قبل الظهر ليس فيهن تسليم تفتح لهن أبواب السماء" (حسن: صحيح الجامع"885")
- وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر و أربع بعدها حرم على النار" (صحيح: صحيح الجامع"6195")، وعن حسان بن عطية قال: لما نزل بعنبسة جعل يتضور فقيل له فقال أما إني سمعت أم حبيبة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - تحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال من ركع أربع ركعات قبل الظهر وأربعا بعدها حرم الله - عز وجل - لحمه على النار فما تركتهن منذ سمعتهن "(صحيح: صحيح ابن ماجة "1160")
- وأما السنن غيرالمؤكدة، فمنها سنة العصر، التي قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في فضلها: " رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا " (حسن: صحيح أبى داود"1132").
- وأما النوافل فمن أهمها صلاة الضحى وصلاة القيام:
* أما صلاة الضحى، فأقلها ركعتان، وأكثرها ثمان، ووقتها يبدأ من ارتفاع الشمس بعد طلوعها قدر رمح، و يمتد إلى قبيل الزوال، وأفضل الأوقات
إذا اشتد الحر، ومن فضلها ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
- " لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب و هي صلاة الأوابين " (حسن: السلسلة الصحيحة" 2 / 324 ")
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى الضحى أربعاً وقبل الأولى أربعاً بُنى له بيتٌ في الجنة" (حسن: الصحيحة" 2349") و المراد بـ (الأولى) صلاة الظهر.
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين ومن صلى أربعاً كتب من العابدين ومن صلى ستاً كفى ذلك اليوم ومن صلى ثمانياً كتبه الله من القانتين ومن صلى اثنتي عشرة بنى الله له بيتاً في الجنة، وما من يوم وليلة إلا لله من يمن به على عباده وصدقة، وما منّ الله على أحد من عباده أفضل من أن يلهمه ذكره " (حسن: صحيح الترغيب)
* وأما صلاة القيام فأقلها ركعة، وأكثرها ثلاث عشرة ركعة، ووقتها من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر، ومن فضائلها:
- قيام الليل دأب الصالحين، وقد قال النبي الأمين - صلى الله عليه وسلم -: " عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، و هو قربة إلى ربكم، و مكفرة للسيئات و منهاة عن الإثم " (حسن: الإرواء" 2/200 ")
- قيام الليل سبب لرحمة الله، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" رحم الله رجلا قام من الليل فصلى و أيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء, و رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت و أيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء " (صحيح: صحيح الجامع" 3494 ")
- قيام الليل سبب لمحبة الله، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم: الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله - تعالى - فإما أن يقتل وإما أن ينصره الله ويكفيه، فيقول: انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه! ؟ والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم من الليل فيقول: يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد، والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا فقام من السحر في ضراء سراً " (صحيح: المسند"3949" بتحقيق أحمد شاكر)
- قيام الليل سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات، وقد قال سيد البريات - صلى الله عليه وسلم -:" من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه)
- قيام الليل سبب لدخول الجنة، وقد قال سيد الأمة - صلى الله عليه وسلم -: (إن في الجنة غرفاً تُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ فقال: لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام) (حسن: صحيح الجامع"2123")
- قيام الليل يكتب صاحبه في الذاكرين والذاكرات، وقد قال سيد البريات - صلى الله عليه وسلم -: " إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعا كتبا في الذاكرين و الذاكرات " (صحيح: رياض الصالحين" 356/1 ")
- من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، من قام بمائة كتب من القانتين، ومن قام بمائتين كتب من القانتين المخلصين، ومن قام بألف كتب من المقنطرين(والقنطار خير من الدنيا وما فيها)، ولم لا؟! وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين و من قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين " (صحيح: الصحيحة "642")، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين، ومن صلى بمائتي آية كتب من القانتين المخلصين" (حسن: صحيح الجامع6439")
- من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة " (صحيح: الإرواء"2/193")