بسم الله الرحمن الرحيم
فمن عادات الجاهلية والتي لايزال الكثير من المسلمين يعتقدون بأنها تنفع أو تضر ، مايقوم به كثير من الأفراد بل من العائلات المسلمة في بلد "المغرب" خاصٌة ، وهذا على حد معرفتي بذلك وجازم به ، غير جازم بأن هذه العادة السيئة قد توجد في البلدان الإسلامية الأخرى أيضاً ، وهذا عند سكنهم أو تنقٌلهم للسٌكن الجديد ، سواء كان هذا السٌكن قد انتهى من بناءه ، أو سكن بالأجرة أي يدفع ثمن السٌكن في أول الشهر أو آخره ، بمعنى أنه ليس ملكاً لهم " فيقوم أحد أفراد العائلة بشراء أحد أنوع الطيور أو من الماشية ، أمٌا الذي عرف عنهم في المغرب خاصة أنهم يشترون " الدجاج " فينحرونها على عتبة المنزل الجديد هذا ، ظنٌا واعتقاداً منهم أن هذه الذبيحة دافعة للعين ، وواقية من الجن ، ولجعل البيت مباركا بزعمهم ..
وعليه أردت التنبيه على هذا ، لمن لايزال مغتراً بهذه العادة السيئة ، وعلى هذا التفكير الخاظئ ؛ فاعلم أخي المسلم أن الله تعالى هو الضار ، وهو الواقي ، وهو الحافظ سبحانه تعالى ، أيها المسلم لاتصدق مثل هذه الوساوس والظنون الباطلة، فتب إلى الله تعالى من هذا الاعتقاد الفاسد الذي لايقربك إلى الله تعالى ، بل هو وسيلة شرك ولايزيدك إلا بعداً عن التوحيد والعقيدة السليمة.
وأما الكلام في النهي عن هذا فلايكاد يحصر، وعليه سأختصر النقل في النهي عن مثل هذا وهو " الذبح على عتبة المنزل الجديد " بما يلي ، وأسأل الله أن ينفع به.
(*) س: طالعتنا صحيفة الرياض في عددها رقم 6411 بتاريخ 1 \ 5 \ 1406 هـ والمرفق صورة منه تحت عنوان (الذبح على عتبة المنزل الجديد) التي تتساءل المحررة فيه عن مدى صحة هذا الاعتقاد حيث إنها عادة تبعها البعض؛ لذا وددت أن أرسل لسماحتكم صورة من هذا الخبر للاطلاع- الذبح على عتبة الباب- عادة أخرى من العادات التي لم أستطع التوصل إلى معرفة جذورها غير أنه من المتعارف عليه بين الناس أن الذبح على عتبة المنزل الجديد وقبل دخوله من أهم الأسباب لدفع العين، ولجعل البيت مباركا، ولتجنب المآسي والحوادث غير المستحبة، ولأننا نؤمن بأنه لا ينفع حذر من قدر؛ لذا لا ندري بالضبط صحة هذا الاعتقاد غير أن هذه النقطة مناسبة للتوقف عندها.
ج: إذا كانت هذه العادة من أجل إرضاء الجن وتجنب المآسي والأحداث الكريهة فهي عادة محرمة، بل شرك، وهذا هو الظاهر من تقديم الذبح على النزول بالبيت وجعله على العتبة على الخصوص.
وإن كان القصد من الذبح إكرام الجيران الجدد والتعرف عليهم وشكر الله على ما أنعم به من السكن الجديد، وإكرام الأقارب والأصدقاء بهذه المناسبة وتعريفهم بهذا المسكن فهذا خير يحمد عليه فاعله، لكن ذلك إنما يكون عادة بعد نزول أهل البيت فيه لا قبل، ولا يكون ذبح الذبيحة أو الذبائح عند عتبة الباب أو مدخل البيت على الخصوص.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم .
""""""
قال :سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - في هذه الفتوى (**) مختصرة ،" .. لا يجوز لأحد أن يتقرب إلى أحد بذبح أو نذر أو غيرهما من العبادات سوى الله سبحانه وتعالى ؛ لقول الله عز وجل : { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }(1){لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }(2), ولقوله سبحانه وتعالى :{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}(3) {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ }(4), ولقوله عليه الصلاة والسلام : "لعن الله من ذبح لغير الله "(5).
فالذبح للجن أو لأصحاب القبور أو غيرهما من المخلوقات كالأصنام والكواكب ونحوها , يرجو الذابح شفاعتهم أو أنهم ينفعونه أو يدفعون عنه مرضا أو غيره منكر وشرك ، وهكذا من ذبح لجده أو لأبيه , يعتقد فيه أنه ينفعه , أو يشفي مريضه , أو يقربه إلى الله بهذا الذبح , فهو مثل من يذبح للشمس أو للقمر والنجوم كل ذلك شرك . نسأل الله السلامة ." ا.هـ
""""""
*) "فتاوى اللجنة الدائمة " ج 1 ص 214 فتوى رقم ( 9867 ) :
عضو : عبد الله بن غديان
نائب : رئيس اللجنة : عبد الرزاق عفيفي
الرئيس :عبد العزيز بن عبد الله بن باز
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
**) مجلة البحوث الإسلامية [(ج 70 ص -53 / 54 )]
1) سورة الأنعام الآية 162
2) سورة الأنعام الآية 163
3) سورة الكوثر الآية 1
4) سورة الكوثر الآية 2
5) رواه مسلم في الصحيح
فمن عادات الجاهلية والتي لايزال الكثير من المسلمين يعتقدون بأنها تنفع أو تضر ، مايقوم به كثير من الأفراد بل من العائلات المسلمة في بلد "المغرب" خاصٌة ، وهذا على حد معرفتي بذلك وجازم به ، غير جازم بأن هذه العادة السيئة قد توجد في البلدان الإسلامية الأخرى أيضاً ، وهذا عند سكنهم أو تنقٌلهم للسٌكن الجديد ، سواء كان هذا السٌكن قد انتهى من بناءه ، أو سكن بالأجرة أي يدفع ثمن السٌكن في أول الشهر أو آخره ، بمعنى أنه ليس ملكاً لهم " فيقوم أحد أفراد العائلة بشراء أحد أنوع الطيور أو من الماشية ، أمٌا الذي عرف عنهم في المغرب خاصة أنهم يشترون " الدجاج " فينحرونها على عتبة المنزل الجديد هذا ، ظنٌا واعتقاداً منهم أن هذه الذبيحة دافعة للعين ، وواقية من الجن ، ولجعل البيت مباركا بزعمهم ..
وعليه أردت التنبيه على هذا ، لمن لايزال مغتراً بهذه العادة السيئة ، وعلى هذا التفكير الخاظئ ؛ فاعلم أخي المسلم أن الله تعالى هو الضار ، وهو الواقي ، وهو الحافظ سبحانه تعالى ، أيها المسلم لاتصدق مثل هذه الوساوس والظنون الباطلة، فتب إلى الله تعالى من هذا الاعتقاد الفاسد الذي لايقربك إلى الله تعالى ، بل هو وسيلة شرك ولايزيدك إلا بعداً عن التوحيد والعقيدة السليمة.
وأما الكلام في النهي عن هذا فلايكاد يحصر، وعليه سأختصر النقل في النهي عن مثل هذا وهو " الذبح على عتبة المنزل الجديد " بما يلي ، وأسأل الله أن ينفع به.
(*) س: طالعتنا صحيفة الرياض في عددها رقم 6411 بتاريخ 1 \ 5 \ 1406 هـ والمرفق صورة منه تحت عنوان (الذبح على عتبة المنزل الجديد) التي تتساءل المحررة فيه عن مدى صحة هذا الاعتقاد حيث إنها عادة تبعها البعض؛ لذا وددت أن أرسل لسماحتكم صورة من هذا الخبر للاطلاع- الذبح على عتبة الباب- عادة أخرى من العادات التي لم أستطع التوصل إلى معرفة جذورها غير أنه من المتعارف عليه بين الناس أن الذبح على عتبة المنزل الجديد وقبل دخوله من أهم الأسباب لدفع العين، ولجعل البيت مباركا، ولتجنب المآسي والحوادث غير المستحبة، ولأننا نؤمن بأنه لا ينفع حذر من قدر؛ لذا لا ندري بالضبط صحة هذا الاعتقاد غير أن هذه النقطة مناسبة للتوقف عندها.
ج: إذا كانت هذه العادة من أجل إرضاء الجن وتجنب المآسي والأحداث الكريهة فهي عادة محرمة، بل شرك، وهذا هو الظاهر من تقديم الذبح على النزول بالبيت وجعله على العتبة على الخصوص.
وإن كان القصد من الذبح إكرام الجيران الجدد والتعرف عليهم وشكر الله على ما أنعم به من السكن الجديد، وإكرام الأقارب والأصدقاء بهذه المناسبة وتعريفهم بهذا المسكن فهذا خير يحمد عليه فاعله، لكن ذلك إنما يكون عادة بعد نزول أهل البيت فيه لا قبل، ولا يكون ذبح الذبيحة أو الذبائح عند عتبة الباب أو مدخل البيت على الخصوص.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم .
""""""
قال :سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - في هذه الفتوى (**) مختصرة ،" .. لا يجوز لأحد أن يتقرب إلى أحد بذبح أو نذر أو غيرهما من العبادات سوى الله سبحانه وتعالى ؛ لقول الله عز وجل : { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }(1){لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }(2), ولقوله سبحانه وتعالى :{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}(3) {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ }(4), ولقوله عليه الصلاة والسلام : "لعن الله من ذبح لغير الله "(5).
فالذبح للجن أو لأصحاب القبور أو غيرهما من المخلوقات كالأصنام والكواكب ونحوها , يرجو الذابح شفاعتهم أو أنهم ينفعونه أو يدفعون عنه مرضا أو غيره منكر وشرك ، وهكذا من ذبح لجده أو لأبيه , يعتقد فيه أنه ينفعه , أو يشفي مريضه , أو يقربه إلى الله بهذا الذبح , فهو مثل من يذبح للشمس أو للقمر والنجوم كل ذلك شرك . نسأل الله السلامة ." ا.هـ
""""""
*) "فتاوى اللجنة الدائمة " ج 1 ص 214 فتوى رقم ( 9867 ) :
عضو : عبد الله بن غديان
نائب : رئيس اللجنة : عبد الرزاق عفيفي
الرئيس :عبد العزيز بن عبد الله بن باز
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
**) مجلة البحوث الإسلامية [(ج 70 ص -53 / 54 )]
1) سورة الأنعام الآية 162
2) سورة الأنعام الآية 163
3) سورة الكوثر الآية 1
4) سورة الكوثر الآية 2
5) رواه مسلم في الصحيح