الإخوة مشرفي وأعضاء وزوار ( مندى الرقية الشرعية ) حفظهم الله ورعاهم
كثيرا ما نسمع عن أحوال غريبة تحصل هنا وهناك من حرق للبيوت ، وعبث في الأثاث ، وسرقة من المحتويات ، أو سماع أصوات غريبة في بعض المنازل ، ونحو ذلك من أشكال الإيذاء التي قد يتعرض له ساكنو تلك البيوت ، وقد ورد في السنة النبوية المطهرة ما يثبت وجود نوع من أنواع الجن يحلون ويظعنون وهم ما يطلق عليهم اسم ( العمار ) ، وهذا الصنف قد يصدر منه بعض المظاهر آنفة الذكر ، فقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه أبي ثعلبة الخشبي - رضي الله عنه - قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( الجن ثلاثة أصناف ، فصنف لهم اجنحة يطيرون بها في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون ) ( صحيح الجامع 3114 ) 0
وقد حكى ابن عقيل في " الفنون " حيث قال : ( كان عندنا بالظفرية يعني من بغداد دار كلما سكنها ناس أصبحوا موتى ، فجاء مرة رجل مقرئ فاكتراها وارتقبناها فبات بها وأصبح سالما فتعجب الجيران ، فأقام مدة ثم انتقل فسئل فقال : لما بت بها صليت بها العشاء وقرأت شيئا من القرآن وإذا شاب قد صعد من البئر فسلم علي فبهت 0 فقال : لا بأس عليك علمني شيئا من القرآن فشرعت أعلمه 0 ثم قلت : هذه الدار كيف حديثها ؟ قال : نحن جن مسلمون نقرأ ونصلي ، وهذه الدار ما يسكن بها إلا الفساق فيجتمعون على الشر فنخنقهم 0 قال : ففي الليل أخافك فتجيء نهارا 0 قال : نعم 0 قال : وكان المصعد من البئر بالنهار وألفته فبينما هو يقرأ إذا بمعزم في الدرب يقول : المرقى من الدبيب ومن العين ومن الجن 0 فقال : أي شيء هذا ؟ قلت : معزم 0 قال : أطلبه فقمت وأدخلته فإذا أنا بالجني قد صار ثعبانا في السقف فعزم الرجل فما زال الثعبان يتدلى حتى سقط في وسط المندل فقام ليأخذه ويضعه في الزنبيل ، فمنعته ، فقال : أتمنعني من صيدي ، فأعطيته دينارا وراح فانتفض الثعبان وخرج الجني وقد ضعف ونحل واصفر وذاب 0 فقلت : مالك ؟ قال : قتلني هذا بهذه التعزيمات الإسلامية وما أظنني أفلح ، فاجعل بالك متى سمعت في البئر صراخا فانهزم : قال : فسمعت في الليل النعي فانهزمت 0
قال ابن عقيل : وامتنع أحد أن يسكن تلك الدار بعدها والله أعلم ) 0
قلت : استوقفني في القصة المذكورة آنفا أمر يتعلق بقصة الجني حيث قال " قتلني هذا بهذه التعزيمات الإسلامية " والذي أعرفه ويعرفه كل معالج متمرس في هذا المجال أن القرآن والتعزيمات الإسلامية لا تؤثر من قريب أو بعيد بالجن المسلم ، بل على العكس من ذلك تماما ، فهي طمأنينة لقلوبهم وراحة لأسماعهم ، وقد حرصوا على سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكون تأثير هذه التعزيمات الإسلامية إلا على شياطين الجن فتحرقهم وتضعفهم وتنال منهم بإذنه سبحانه ، وبكيفية لا يعلمها الا الله عز وجل ، ولذلك نرى بعضا من الشياطين يصرخون ويحترقون من سماع القرآن ، وعند إسلامهم وعودتهم وإنابتهم للحق سبحانه وتعالى تراهم قبل مرحلة مفارقـة الجسد يخشعون ويتفاعلون مع سماع القرآن وتطمئن قلوبهم به ، وقد يذرفون الدموع خوفا وخشية من الله سبحانه وندما على ما ارتكبوا من معاصي وآثام ، وبعض القصص الواردة في هذا الموقع تؤكد على هذه الحقيقة ، والله تعالى أعلم 0
سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء إيذاء الجن والشياطين برمي الحجارة وإغلاق المصباح فأجابت :
( قد يكون هؤلاء نفرا من شياطين الجن اعتدوا عليك وعبثوا بك لتخرج من البيت أو لمجرد العبث بك واللعب عليك وقد يكون منهم انتقاما منك لإيذائك إياهم من حيث لا تعلم ، وعلى كل حال الجأ إلى الله وتحصن بتلاوة كتاب الله في البيت وقراءة آية الكرسي عندما تضطجع في فراشك للنوم أو الراحة ، وتستعيذ بالله من شر ما خلق وتقول : ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات ) ، وتقول كلما دخلت البيت : ( اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج باسم الله ولجنا وباسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا ) ، وتقول عند كل صباح ومساء ثلاث مرات : ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) 0
وبالجملة تحافظ على تلاوة القرآن في البيت وغيره ، وعلى الأذكـار النبوية الثابتة عن النبي فتذكر الله بها في أوقاتها ليلا ونهارا في البيت وغيره وتجدها في كتاب الكلم الطيب لابن تيمية ، وكتاب الوابل الصيب لابن القيم وكتاب الأذكار للنووي وغير ذلك من كتب الحديث ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ) ( مجلة البحوث الإسلامية - العدد 27 - ص 76 - 77 ) 0
ومن هنا فإن حصول أمور وأحداث قريبة من ذلك ونحوها لا تثير الدهشة والاستغراب ، خاصة إذا علم أنه قد حصل من ذلك الكثير قديما وحديثا ، ونقل التواتر بذلك 0
وسوف أستعرض هنا الطريقة أو الكيفية التي يسلكها المعالِج في متابعته لتلك الأحوال وعلاجها بإذن الله سبحانه تعالى ، وقبل ذلك أعرض قصصاً واقعية لحصول هذه الظاهرة :
أولاًُ : بعض القصص الواقعية :
( القصة الأولى )
وتلك قصة ترويها لنا دار اليوم للصحافة والطباعة والنشر عبر ملحقها الأسبوعي ( شواطئ وأقمار ) يوم الجمعة 27 اكتوبر سنة 2000 م الموافق 30 رجب 1421 هـ ، حيث يقول المحرر الصحفي الأخ حمدان راضي : ( اعُتِقدَ في البداية أن الأمر ضرب من المزاح الثقيل من أولاد الجيران وبين الأشقاء في عائلة ــــ ، التي تسكن في عشة متواضعة ـ هذا إذا كانت هناك عشة غير متواضعة ـ وتعتمد على راتب الأب التقاعدي 1500 ريال ، إلا أن تمزيق كتب الطفلة منيرة .. وملابس العائلة باستمرار ، واختفاء الأشياء وانتقالها من مكان لآخر بسرعة وغيرها من المزعجات تجاوز حد المزاح ، وأصبح أمراً يومياً يحدث بشكل مزعج ومريب ، حتى تيقنت الأسرة وبعد استشارة واطلاع بعض مشايخ المدينة أن من يفعل هذه التصرفات الغريبة ليس إنسياً بل جنياً حتى أصبحت عائلة ــــ وقصتها الغريبة وما يحدث لها من الغرائب حديث سكان مدينة عرعر .
( شواطئ وأقمار ) تابعت حالة هذه العائلة المبتلاة عن قرب ، وحاولت استقصاء تفاصيل القصة أبطالها من أفراد الأسرة فماذا قالوا ؟!
تبعنا في منزلنا الجديد
في البداية يحكي عائل الأسرة مأساته وعائلته منذ شهر ربيع الأول الماضي حيث يقول : كنا نعيش في منزل سابق في هدوء وبحالة ميسورة حتى بدأنا في إحدى الليالي نسمع أصواتاً غريبة ومزعجة ونسمع معها أحياناً صوت رمي حجارة على أجزاء من المنزل ، وفي بداية الأمر اعتقدنا أنه نوع من المزاح الثقيل والمزعج من أبناء الجيران ولكن هذه الأصوات المخيفة استمرت معنا لأيام متوالية وحتى ساعات متأخرة من الليل وبعد تأكيدات الجيران لنا أنهم لم يصدروا مثل هذه الأصوات والأحجار وبعد أن نصحني بعض الأقرباء بترك المنزل والانتقال إلى مكان آخر ، حملت أفراد أسرتي وأغراضهم وأدواتنا المنزلية المختلفة ، واخترنا هذا المكان الذي تشاهده بتواضعه وبساطته ، وحدث أن انقطع خبر هذا التضييق والإزعاج ، ولكن ما أن لبثنا في منزلنا الجديد أيام قليلة حتى عادت في المنزل الأصوات العالية والمخيفة والتي أكد عدد من المشايخ ممن زاروا منزلنا أنه من عمل الشيطان .
حكاية منيرة
وعن المواقف الغريبة التي تتعرض لها عائلة ــــ يقول عائلها : ابنتي منيرة هي أكثر المتضررات من هذه الاعتداءات الخفية ، حيث تجد كل يوم كتبها ممزقة عدا القرآن الكريم ، بل وجدت أيضاً حقيبتها المدرسية و (المريول ) مشققة ، .. وأيضاً تتعرض يومياً لسرقة مصروفها المدرسي وهي تعيش حالة عصبية لما يحدث لأغراضها خاصة الدراسية من تخريب ، وأذكر أنه في ذات يوم دراسي وبعد أن مُزقت كتبها صرفت لها مديرة المدرسة كتباً جديدة وهي أي المديرة غير مصدقة لما يحدث لمنيرة ، وللتأكد وضعت المديرة الكتب الجديدة في دولابها الخاص بإدارة المدرسة ، وفي اليوم الدراسي الثاني وحين أرادت المعلمة إعطاء ابنتي منيرة الكتب على أن تعيدها في نهاية اليوم المدرسي وحين فتحت الدولاب كانت المفاجأة المذهلة للمعلمة ، حيث وجدت الكتب ممزقة .. هذا ما يحدث لأحد أفراد العائلة كما حكى بذلك عائلها ــــ ، بل يضيف موقفاً آخر حدث أيضاً لأبنته منيرة وأمام مرأى جميع أشقائها ، فيقول : ذات يوم قامت منيرة بوضع ملابسها على حبل الغسيل وما هي إلا دقائق حتى شاهدنا الملابس تمزق بالكامل وترمى على التراب .
وقد أخذنا عائل الأسرة أيضاً بالكاميرا ليرينا جزءاً من منزله المحروق الذي يَذكُر أنه ليس قريباً من مصادر النار ، ولكن حدث ذات ليلة وهم نيام أن اندلعت النيران في هذا الجزء .
محول كهربائي في الثلاجة
ويحكي سعد أحد أفراد أسرة ــــ موقفاً آخر قد يكون جزءاً من خداع الأفلام السينمائية ، حيث يقول سعد : في أحد الأيام شاهدت المحول الكهربائي الذي احتفظ به في المنزل شاهدته يرتفع إلى الأعلى من حال نفسه دون أن يحمله أحد وبشكل مرعب كدت أفقد عقلي لحظتها حتى اختفى من أمام عيني وفجأة جاءت والدتي مذهولة وكانت في المطبخ وهي تصرخ من هول ما رأته ، لقد فتحت الثلاجة ووجدت محول الكهرباء بداخلها ، ويضيف سعد أيضاً بأنه يشعر بأن أحداً يقوم برمي الحجارة على فراشه ، كما يقول أشعر بأن أحداً يمسك بشعري بقوة وكأنه يريد مزاحمتي في النوم على الفراش .
رسائل من الجن
ويضيف أحمد شقيق سعد موقفاً مر به في ظل هذه المضايقات المريبة حيث يقول في أحد الأيام قامت والدتي بتجهيز وجبة الإفطار ووضعتها في صحن وذهبت لدقيقة واحدة وحين عدتُ سألت الوالدة عما إذا كانت أعدت الوجبة فأجابتني بنعم وأنها وضعتها في هذا المكان ، وعندما ذهبت إلى خارج المنزل وجدت وجبة الإفطار ، كما أني شاهدت أمامي كأس الشاي ذات مساء ينقص بالتدريج حتى فرغ من الشاي دون أن يرتفع عن الأرض.
وسألنا أحمد عن حقيقة الرسائل المكتوبة التي يجدونها في المنزل ويتحدث عنها سكان الحي ، فقال هذه فعلاً حقيقة ( أُعطيّ المحرر نموذجاً منها ) ، فكثيراً ما نجد مثل هذه الرسائل المكتوبة بخط ركيك وبأخطاء إملائية ولغوية كثيرة وملئية بالمطالب منها مثلاً طلب أن نقوم بذبح خروف له ولكننا لم ننفذ له ذلك ، لإيماننا بأن ذلك كفر بالله سبحانه وتعالى ، وطلب آخر مفاده أن تترك أختي منيرة المدرسة وأن هناك من سيذهب بدلاً عنها إلى المدرسة ولكننا أيضاً لم نرضخ لهذه المطالب ولن نرضخ لثقتنا في رحمة الله عز وجل .
المحرر لم يسلم
وعن الأحداث المؤذية يضيف نصيف : أنه كثيراً ما أفقدُ أوراقاً احتفظ بها في محفظتي وأتفاجأ بعد عناء البحث أنها في محفظة أحد أبنائي ، ويحدث مثل ذلك من انتقال الأشياء من مكانها كثيراً ، كما أن قذف الحجارة والأصوات المريبة ما زالت مستمرة في منزلنا وبينما كنا نتحدث مع أفراد العائلة سمعنا أصواتاً يقشعر لها الجسم وحاصرتنا الحجارة من كل جهة .
رأي الدين
في نهاية هذا التحقيق مع أسرة ــــ التي بالكاد تعيش وبمنزلها الهش وحالتها الاجتماعية البسيطة مكابدة ما يحدث لها من إيذاء وابتلاء التقينا بشيخين قرآ القرآن في منزل نصيف وعلى أفراد الأسرة ، وأكدا أن المنزل يسكنه جن وأن ما شاهداه من مواقف وأحداث داخل الموقع يدل على هذه الحقيقة ، ويرجعان السبب إلى احتمال أن العائلة قد أذت أحد الجان وبطريقة غير مقصودة كأن سكبت عليه ماء حاراً أو نحوه ، وبالتالي فإن الجن رد على العائلة بالطريقة نفسها .
ويقول الشيخان لهذه العائلة ومن يعيش ظرفها : عليكم بالإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى والملازمة على أداء فروض الصلاة في وقتها والمداومة على قراءة القرآن الكريم وقراءة أذكار الصباح والمساء استناداً إلى قوله عز وجل في محكم كتابه : (( وَمَنْ يَتَّقِ لله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا )) .
المحرر
حين ننقل مأساة عائلة ــــ نؤكد من خلال ذلك ضرورة المداومة على أداء الواجبات الدينية في أوقاتها والتقرب إلى الله بالعبادة الخالصة ، كما ننقل هنا مناشدة العائلة أصحاب الفضيلة والمشايخ بالمساعدة والمؤازرة على ما هم عليه من بلاء عظيم . انتهى .
( القصة الثانية )
وتلك قصة أسرة عانت من مشكلة تتعلق بعدم انتظام الكهرباء في المنزل الذي تسكنه ، وقام الأخصائيون والفنيون بمعاينة المكان دون تحديد أية أسباب معلومة لتلك الظاهرة ، وطرأت فكرة لإحدى الفتيات ممن يسكن هذا المنزل بقراءة سورة البقرة ، وحال انتهاء الفتاة من ذلك ، بدأت النيران تشتعل في أنحاء المنزل وجوانبه 0
قلت : معلوم أن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يقريه شيطان كما ثبت في الصحيح ، وقراءة هذه السورة العظيمة تؤثر بطريقة تتأذى منها الأرواح الخبيثة فتنصرف هاربة من البيت وفي ذلك دلالة على تأثير ونفع هذه السورة بطبيعة وكنه لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ) ، ومن هنا وبسبب تعرض الأرواح الخبيثة للإيذاء الشديد من جراء هذا الفعل ، بدأ الإيذاء يشتد على أهل البيت وساكنيه ، وعانت تلك الأسرة معاناة شديدة ، وقد تبين بعد ذلك بأن المنزل وأهله قد تعرضا لسحر من قبل الخادمة التي غادرت المملكة منذ فترة وجيزة .
وبدأت مرحلة العلاج في إقامة الحجة بالدليل والبرهان على عمار هذا المنزل ، وطرح كثير من الأمور الاعتقادية ، أو المتعلقة بالشريعة والدين ومن ثم استخدام أسلوب الترهيب والترغيب وقراءة بعض الآيات الدالة على ذلك ، والتركيز على أن هذا الفعل والإيذاء يعتبر من الظلم الذي حرمه الله سبحانه وتعالى ، وبعد فترة هدأ كل شيء بفضل الله سبحانه وكرمه ومنه ، ومن الأمور العجيبة والغريبة التي حصلت بعد ذلك ، أن إحدى الفتيات سمعت بعد منتصف الليل بقليل صوت أذان ، فاعتقدت أنها تتوهم ذلك ، إلى أن سمع أخوها ما سمعت فحمدت الله سبحانه وتعالى وأثنت عليه .
وبعد ذلك وبفضل الله سبحانه وتعالى ثم بصبر هذه العائلة الكريمة ، فرج الله عنهم كربتهم ، وعاد البيت إلى سابق عهده ينعم بالأمن والاطمئنان والسلام ، فلله الحمد والمنة ، والله تعالى أعلم .
ثانياً : الأسباب الرئيسة لتسلط الجن والشياطين :
لا بد للمعالِج من إدراك السبب الرئيسي لمثل تلك الأفعال والتصرفات ، وأوجزها بالأمور التالية :
أ- الإيذاء عن طريق السحر والسحرة :
إن من أكثر الأساليب شيوعا في حصول هذه الظاهرة في البيوت الإسلامية تسلط الجن والشياطين عليها بواسطة السحر والسحرة حيث يقوم السحرة برصد الجن والشياطين فيعبثوا في تلك البيوت ويعمدوا إلى إيذاء أهلها بالحرق أو السرقة أو العبث ونحوه 0
ب- إيذاء عمار تلك البيوت :
قد تتسلط الجن والشياطين على تلك البيوت بسبب إيذاء تتعرض له من قبل ساكنيها كصب ماء حار أو إيذاء بدني ونحو ذلك من أمور أخرى 0
( قصة واقعية )
وأذكر قصة تحت هذا العنوان حدثت منذ فترة من الزمن ، حيث كانت طفلة صغيرة تلعب في أرجاء البيت ، إلى أن شاهدت في زاوية من زوايا المنزل مجموعة من النمل ، ولعدم إدراكها قامت بسكب مواد حارقة على تلك المجموعة فقتلتها ، وبعد فترة وجيزة بدأت أركان المنزل تشتعل نارا ، واحتار أهل البيت ، في ذلك الأمر ، وباتباع الأسلوب الشرعي الذي سوف يتضح لمعالجة تلك الحالات من الله سبحانه وتعالى على ساكني هذا المنزل بالفرج بعد الكربة والضيق ، والله تعالى أعلم 0
ج- الإيذاء عن طريق الاقتران :
قد تلجأ الأرواح الخبيثة المقترنة ببعض الحالات المرضية لأسلوب إيذاء البيت وساكنيه بأفعالها الدنيئة ، نتيجة العدوانية والظلم والسفه والشطط ، ولجبلة تلك النفوس على حب الشر ومقارعته والتلذذ به ، ولذلك تلجأ تلك الأرواح للعبث في المنازل والبيوت بأساليب ووسائل متنوعة كالتسبب في الحرق والسرقة والإتلاف والضرب ونحوه 0
كثيرا ما نسمع عن أحوال غريبة تحصل هنا وهناك من حرق للبيوت ، وعبث في الأثاث ، وسرقة من المحتويات ، أو سماع أصوات غريبة في بعض المنازل ، ونحو ذلك من أشكال الإيذاء التي قد يتعرض له ساكنو تلك البيوت ، وقد ورد في السنة النبوية المطهرة ما يثبت وجود نوع من أنواع الجن يحلون ويظعنون وهم ما يطلق عليهم اسم ( العمار ) ، وهذا الصنف قد يصدر منه بعض المظاهر آنفة الذكر ، فقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه أبي ثعلبة الخشبي - رضي الله عنه - قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( الجن ثلاثة أصناف ، فصنف لهم اجنحة يطيرون بها في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون ) ( صحيح الجامع 3114 ) 0
وقد حكى ابن عقيل في " الفنون " حيث قال : ( كان عندنا بالظفرية يعني من بغداد دار كلما سكنها ناس أصبحوا موتى ، فجاء مرة رجل مقرئ فاكتراها وارتقبناها فبات بها وأصبح سالما فتعجب الجيران ، فأقام مدة ثم انتقل فسئل فقال : لما بت بها صليت بها العشاء وقرأت شيئا من القرآن وإذا شاب قد صعد من البئر فسلم علي فبهت 0 فقال : لا بأس عليك علمني شيئا من القرآن فشرعت أعلمه 0 ثم قلت : هذه الدار كيف حديثها ؟ قال : نحن جن مسلمون نقرأ ونصلي ، وهذه الدار ما يسكن بها إلا الفساق فيجتمعون على الشر فنخنقهم 0 قال : ففي الليل أخافك فتجيء نهارا 0 قال : نعم 0 قال : وكان المصعد من البئر بالنهار وألفته فبينما هو يقرأ إذا بمعزم في الدرب يقول : المرقى من الدبيب ومن العين ومن الجن 0 فقال : أي شيء هذا ؟ قلت : معزم 0 قال : أطلبه فقمت وأدخلته فإذا أنا بالجني قد صار ثعبانا في السقف فعزم الرجل فما زال الثعبان يتدلى حتى سقط في وسط المندل فقام ليأخذه ويضعه في الزنبيل ، فمنعته ، فقال : أتمنعني من صيدي ، فأعطيته دينارا وراح فانتفض الثعبان وخرج الجني وقد ضعف ونحل واصفر وذاب 0 فقلت : مالك ؟ قال : قتلني هذا بهذه التعزيمات الإسلامية وما أظنني أفلح ، فاجعل بالك متى سمعت في البئر صراخا فانهزم : قال : فسمعت في الليل النعي فانهزمت 0
قال ابن عقيل : وامتنع أحد أن يسكن تلك الدار بعدها والله أعلم ) 0
قلت : استوقفني في القصة المذكورة آنفا أمر يتعلق بقصة الجني حيث قال " قتلني هذا بهذه التعزيمات الإسلامية " والذي أعرفه ويعرفه كل معالج متمرس في هذا المجال أن القرآن والتعزيمات الإسلامية لا تؤثر من قريب أو بعيد بالجن المسلم ، بل على العكس من ذلك تماما ، فهي طمأنينة لقلوبهم وراحة لأسماعهم ، وقد حرصوا على سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكون تأثير هذه التعزيمات الإسلامية إلا على شياطين الجن فتحرقهم وتضعفهم وتنال منهم بإذنه سبحانه ، وبكيفية لا يعلمها الا الله عز وجل ، ولذلك نرى بعضا من الشياطين يصرخون ويحترقون من سماع القرآن ، وعند إسلامهم وعودتهم وإنابتهم للحق سبحانه وتعالى تراهم قبل مرحلة مفارقـة الجسد يخشعون ويتفاعلون مع سماع القرآن وتطمئن قلوبهم به ، وقد يذرفون الدموع خوفا وخشية من الله سبحانه وندما على ما ارتكبوا من معاصي وآثام ، وبعض القصص الواردة في هذا الموقع تؤكد على هذه الحقيقة ، والله تعالى أعلم 0
سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء إيذاء الجن والشياطين برمي الحجارة وإغلاق المصباح فأجابت :
( قد يكون هؤلاء نفرا من شياطين الجن اعتدوا عليك وعبثوا بك لتخرج من البيت أو لمجرد العبث بك واللعب عليك وقد يكون منهم انتقاما منك لإيذائك إياهم من حيث لا تعلم ، وعلى كل حال الجأ إلى الله وتحصن بتلاوة كتاب الله في البيت وقراءة آية الكرسي عندما تضطجع في فراشك للنوم أو الراحة ، وتستعيذ بالله من شر ما خلق وتقول : ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات ) ، وتقول كلما دخلت البيت : ( اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج باسم الله ولجنا وباسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا ) ، وتقول عند كل صباح ومساء ثلاث مرات : ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) 0
وبالجملة تحافظ على تلاوة القرآن في البيت وغيره ، وعلى الأذكـار النبوية الثابتة عن النبي فتذكر الله بها في أوقاتها ليلا ونهارا في البيت وغيره وتجدها في كتاب الكلم الطيب لابن تيمية ، وكتاب الوابل الصيب لابن القيم وكتاب الأذكار للنووي وغير ذلك من كتب الحديث ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ) ( مجلة البحوث الإسلامية - العدد 27 - ص 76 - 77 ) 0
ومن هنا فإن حصول أمور وأحداث قريبة من ذلك ونحوها لا تثير الدهشة والاستغراب ، خاصة إذا علم أنه قد حصل من ذلك الكثير قديما وحديثا ، ونقل التواتر بذلك 0
وسوف أستعرض هنا الطريقة أو الكيفية التي يسلكها المعالِج في متابعته لتلك الأحوال وعلاجها بإذن الله سبحانه تعالى ، وقبل ذلك أعرض قصصاً واقعية لحصول هذه الظاهرة :
أولاًُ : بعض القصص الواقعية :
( القصة الأولى )
وتلك قصة ترويها لنا دار اليوم للصحافة والطباعة والنشر عبر ملحقها الأسبوعي ( شواطئ وأقمار ) يوم الجمعة 27 اكتوبر سنة 2000 م الموافق 30 رجب 1421 هـ ، حيث يقول المحرر الصحفي الأخ حمدان راضي : ( اعُتِقدَ في البداية أن الأمر ضرب من المزاح الثقيل من أولاد الجيران وبين الأشقاء في عائلة ــــ ، التي تسكن في عشة متواضعة ـ هذا إذا كانت هناك عشة غير متواضعة ـ وتعتمد على راتب الأب التقاعدي 1500 ريال ، إلا أن تمزيق كتب الطفلة منيرة .. وملابس العائلة باستمرار ، واختفاء الأشياء وانتقالها من مكان لآخر بسرعة وغيرها من المزعجات تجاوز حد المزاح ، وأصبح أمراً يومياً يحدث بشكل مزعج ومريب ، حتى تيقنت الأسرة وبعد استشارة واطلاع بعض مشايخ المدينة أن من يفعل هذه التصرفات الغريبة ليس إنسياً بل جنياً حتى أصبحت عائلة ــــ وقصتها الغريبة وما يحدث لها من الغرائب حديث سكان مدينة عرعر .
( شواطئ وأقمار ) تابعت حالة هذه العائلة المبتلاة عن قرب ، وحاولت استقصاء تفاصيل القصة أبطالها من أفراد الأسرة فماذا قالوا ؟!
تبعنا في منزلنا الجديد
في البداية يحكي عائل الأسرة مأساته وعائلته منذ شهر ربيع الأول الماضي حيث يقول : كنا نعيش في منزل سابق في هدوء وبحالة ميسورة حتى بدأنا في إحدى الليالي نسمع أصواتاً غريبة ومزعجة ونسمع معها أحياناً صوت رمي حجارة على أجزاء من المنزل ، وفي بداية الأمر اعتقدنا أنه نوع من المزاح الثقيل والمزعج من أبناء الجيران ولكن هذه الأصوات المخيفة استمرت معنا لأيام متوالية وحتى ساعات متأخرة من الليل وبعد تأكيدات الجيران لنا أنهم لم يصدروا مثل هذه الأصوات والأحجار وبعد أن نصحني بعض الأقرباء بترك المنزل والانتقال إلى مكان آخر ، حملت أفراد أسرتي وأغراضهم وأدواتنا المنزلية المختلفة ، واخترنا هذا المكان الذي تشاهده بتواضعه وبساطته ، وحدث أن انقطع خبر هذا التضييق والإزعاج ، ولكن ما أن لبثنا في منزلنا الجديد أيام قليلة حتى عادت في المنزل الأصوات العالية والمخيفة والتي أكد عدد من المشايخ ممن زاروا منزلنا أنه من عمل الشيطان .
حكاية منيرة
وعن المواقف الغريبة التي تتعرض لها عائلة ــــ يقول عائلها : ابنتي منيرة هي أكثر المتضررات من هذه الاعتداءات الخفية ، حيث تجد كل يوم كتبها ممزقة عدا القرآن الكريم ، بل وجدت أيضاً حقيبتها المدرسية و (المريول ) مشققة ، .. وأيضاً تتعرض يومياً لسرقة مصروفها المدرسي وهي تعيش حالة عصبية لما يحدث لأغراضها خاصة الدراسية من تخريب ، وأذكر أنه في ذات يوم دراسي وبعد أن مُزقت كتبها صرفت لها مديرة المدرسة كتباً جديدة وهي أي المديرة غير مصدقة لما يحدث لمنيرة ، وللتأكد وضعت المديرة الكتب الجديدة في دولابها الخاص بإدارة المدرسة ، وفي اليوم الدراسي الثاني وحين أرادت المعلمة إعطاء ابنتي منيرة الكتب على أن تعيدها في نهاية اليوم المدرسي وحين فتحت الدولاب كانت المفاجأة المذهلة للمعلمة ، حيث وجدت الكتب ممزقة .. هذا ما يحدث لأحد أفراد العائلة كما حكى بذلك عائلها ــــ ، بل يضيف موقفاً آخر حدث أيضاً لأبنته منيرة وأمام مرأى جميع أشقائها ، فيقول : ذات يوم قامت منيرة بوضع ملابسها على حبل الغسيل وما هي إلا دقائق حتى شاهدنا الملابس تمزق بالكامل وترمى على التراب .
وقد أخذنا عائل الأسرة أيضاً بالكاميرا ليرينا جزءاً من منزله المحروق الذي يَذكُر أنه ليس قريباً من مصادر النار ، ولكن حدث ذات ليلة وهم نيام أن اندلعت النيران في هذا الجزء .
محول كهربائي في الثلاجة
ويحكي سعد أحد أفراد أسرة ــــ موقفاً آخر قد يكون جزءاً من خداع الأفلام السينمائية ، حيث يقول سعد : في أحد الأيام شاهدت المحول الكهربائي الذي احتفظ به في المنزل شاهدته يرتفع إلى الأعلى من حال نفسه دون أن يحمله أحد وبشكل مرعب كدت أفقد عقلي لحظتها حتى اختفى من أمام عيني وفجأة جاءت والدتي مذهولة وكانت في المطبخ وهي تصرخ من هول ما رأته ، لقد فتحت الثلاجة ووجدت محول الكهرباء بداخلها ، ويضيف سعد أيضاً بأنه يشعر بأن أحداً يقوم برمي الحجارة على فراشه ، كما يقول أشعر بأن أحداً يمسك بشعري بقوة وكأنه يريد مزاحمتي في النوم على الفراش .
رسائل من الجن
ويضيف أحمد شقيق سعد موقفاً مر به في ظل هذه المضايقات المريبة حيث يقول في أحد الأيام قامت والدتي بتجهيز وجبة الإفطار ووضعتها في صحن وذهبت لدقيقة واحدة وحين عدتُ سألت الوالدة عما إذا كانت أعدت الوجبة فأجابتني بنعم وأنها وضعتها في هذا المكان ، وعندما ذهبت إلى خارج المنزل وجدت وجبة الإفطار ، كما أني شاهدت أمامي كأس الشاي ذات مساء ينقص بالتدريج حتى فرغ من الشاي دون أن يرتفع عن الأرض.
وسألنا أحمد عن حقيقة الرسائل المكتوبة التي يجدونها في المنزل ويتحدث عنها سكان الحي ، فقال هذه فعلاً حقيقة ( أُعطيّ المحرر نموذجاً منها ) ، فكثيراً ما نجد مثل هذه الرسائل المكتوبة بخط ركيك وبأخطاء إملائية ولغوية كثيرة وملئية بالمطالب منها مثلاً طلب أن نقوم بذبح خروف له ولكننا لم ننفذ له ذلك ، لإيماننا بأن ذلك كفر بالله سبحانه وتعالى ، وطلب آخر مفاده أن تترك أختي منيرة المدرسة وأن هناك من سيذهب بدلاً عنها إلى المدرسة ولكننا أيضاً لم نرضخ لهذه المطالب ولن نرضخ لثقتنا في رحمة الله عز وجل .
المحرر لم يسلم
وعن الأحداث المؤذية يضيف نصيف : أنه كثيراً ما أفقدُ أوراقاً احتفظ بها في محفظتي وأتفاجأ بعد عناء البحث أنها في محفظة أحد أبنائي ، ويحدث مثل ذلك من انتقال الأشياء من مكانها كثيراً ، كما أن قذف الحجارة والأصوات المريبة ما زالت مستمرة في منزلنا وبينما كنا نتحدث مع أفراد العائلة سمعنا أصواتاً يقشعر لها الجسم وحاصرتنا الحجارة من كل جهة .
رأي الدين
في نهاية هذا التحقيق مع أسرة ــــ التي بالكاد تعيش وبمنزلها الهش وحالتها الاجتماعية البسيطة مكابدة ما يحدث لها من إيذاء وابتلاء التقينا بشيخين قرآ القرآن في منزل نصيف وعلى أفراد الأسرة ، وأكدا أن المنزل يسكنه جن وأن ما شاهداه من مواقف وأحداث داخل الموقع يدل على هذه الحقيقة ، ويرجعان السبب إلى احتمال أن العائلة قد أذت أحد الجان وبطريقة غير مقصودة كأن سكبت عليه ماء حاراً أو نحوه ، وبالتالي فإن الجن رد على العائلة بالطريقة نفسها .
ويقول الشيخان لهذه العائلة ومن يعيش ظرفها : عليكم بالإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى والملازمة على أداء فروض الصلاة في وقتها والمداومة على قراءة القرآن الكريم وقراءة أذكار الصباح والمساء استناداً إلى قوله عز وجل في محكم كتابه : (( وَمَنْ يَتَّقِ لله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا )) .
المحرر
حين ننقل مأساة عائلة ــــ نؤكد من خلال ذلك ضرورة المداومة على أداء الواجبات الدينية في أوقاتها والتقرب إلى الله بالعبادة الخالصة ، كما ننقل هنا مناشدة العائلة أصحاب الفضيلة والمشايخ بالمساعدة والمؤازرة على ما هم عليه من بلاء عظيم . انتهى .
( القصة الثانية )
وتلك قصة أسرة عانت من مشكلة تتعلق بعدم انتظام الكهرباء في المنزل الذي تسكنه ، وقام الأخصائيون والفنيون بمعاينة المكان دون تحديد أية أسباب معلومة لتلك الظاهرة ، وطرأت فكرة لإحدى الفتيات ممن يسكن هذا المنزل بقراءة سورة البقرة ، وحال انتهاء الفتاة من ذلك ، بدأت النيران تشتعل في أنحاء المنزل وجوانبه 0
قلت : معلوم أن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يقريه شيطان كما ثبت في الصحيح ، وقراءة هذه السورة العظيمة تؤثر بطريقة تتأذى منها الأرواح الخبيثة فتنصرف هاربة من البيت وفي ذلك دلالة على تأثير ونفع هذه السورة بطبيعة وكنه لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ) ، ومن هنا وبسبب تعرض الأرواح الخبيثة للإيذاء الشديد من جراء هذا الفعل ، بدأ الإيذاء يشتد على أهل البيت وساكنيه ، وعانت تلك الأسرة معاناة شديدة ، وقد تبين بعد ذلك بأن المنزل وأهله قد تعرضا لسحر من قبل الخادمة التي غادرت المملكة منذ فترة وجيزة .
وبدأت مرحلة العلاج في إقامة الحجة بالدليل والبرهان على عمار هذا المنزل ، وطرح كثير من الأمور الاعتقادية ، أو المتعلقة بالشريعة والدين ومن ثم استخدام أسلوب الترهيب والترغيب وقراءة بعض الآيات الدالة على ذلك ، والتركيز على أن هذا الفعل والإيذاء يعتبر من الظلم الذي حرمه الله سبحانه وتعالى ، وبعد فترة هدأ كل شيء بفضل الله سبحانه وكرمه ومنه ، ومن الأمور العجيبة والغريبة التي حصلت بعد ذلك ، أن إحدى الفتيات سمعت بعد منتصف الليل بقليل صوت أذان ، فاعتقدت أنها تتوهم ذلك ، إلى أن سمع أخوها ما سمعت فحمدت الله سبحانه وتعالى وأثنت عليه .
وبعد ذلك وبفضل الله سبحانه وتعالى ثم بصبر هذه العائلة الكريمة ، فرج الله عنهم كربتهم ، وعاد البيت إلى سابق عهده ينعم بالأمن والاطمئنان والسلام ، فلله الحمد والمنة ، والله تعالى أعلم .
ثانياً : الأسباب الرئيسة لتسلط الجن والشياطين :
لا بد للمعالِج من إدراك السبب الرئيسي لمثل تلك الأفعال والتصرفات ، وأوجزها بالأمور التالية :
أ- الإيذاء عن طريق السحر والسحرة :
إن من أكثر الأساليب شيوعا في حصول هذه الظاهرة في البيوت الإسلامية تسلط الجن والشياطين عليها بواسطة السحر والسحرة حيث يقوم السحرة برصد الجن والشياطين فيعبثوا في تلك البيوت ويعمدوا إلى إيذاء أهلها بالحرق أو السرقة أو العبث ونحوه 0
ب- إيذاء عمار تلك البيوت :
قد تتسلط الجن والشياطين على تلك البيوت بسبب إيذاء تتعرض له من قبل ساكنيها كصب ماء حار أو إيذاء بدني ونحو ذلك من أمور أخرى 0
( قصة واقعية )
وأذكر قصة تحت هذا العنوان حدثت منذ فترة من الزمن ، حيث كانت طفلة صغيرة تلعب في أرجاء البيت ، إلى أن شاهدت في زاوية من زوايا المنزل مجموعة من النمل ، ولعدم إدراكها قامت بسكب مواد حارقة على تلك المجموعة فقتلتها ، وبعد فترة وجيزة بدأت أركان المنزل تشتعل نارا ، واحتار أهل البيت ، في ذلك الأمر ، وباتباع الأسلوب الشرعي الذي سوف يتضح لمعالجة تلك الحالات من الله سبحانه وتعالى على ساكني هذا المنزل بالفرج بعد الكربة والضيق ، والله تعالى أعلم 0
ج- الإيذاء عن طريق الاقتران :
قد تلجأ الأرواح الخبيثة المقترنة ببعض الحالات المرضية لأسلوب إيذاء البيت وساكنيه بأفعالها الدنيئة ، نتيجة العدوانية والظلم والسفه والشطط ، ولجبلة تلك النفوس على حب الشر ومقارعته والتلذذ به ، ولذلك تلجأ تلك الأرواح للعبث في المنازل والبيوت بأساليب ووسائل متنوعة كالتسبب في الحرق والسرقة والإتلاف والضرب ونحوه 0