تذكر بعض المراجع التاريخية بصفة عاجلة ان العبرانيين الذين هاجموا فلسطين كانوا من الساميين الذين خرجوا من جزيرة العر بين سنتي 1500و1200ق.م ويقول المؤرخ فيليب حتي انهم من الناحية الجغرافية جيران العرب الاقربين وانهم من الناحية الجنسية أقرب الشعوب نسبا للعرب ......ويقول ايضا (الشعب العبري القديم كان مزيجا من شعبين سامين الواحد منهما قدم من مصر والصحراءالسورية ،والثاني من الشمال بقيادة ابراهيم وقد دحل في هذا المزيج البشري عناصر اخري غير سامية من حيثين وحوريين وتشير التوراة الي ان اصلهم من الخلاء او القفر او من البرية ونشير انها تقول ان ابراهيم (عبراني)
ويظن بعض المؤرخين ان اسم (العبرانين )مشتق من عابر بن شالح الذي ترده التورة الي سام بن نوح وتعتبر سام ابا لكل بني عامر اي العبرانيين. ولعل من هنا القول بأن اليهود ساميون غير ان الوثائق لاثرية الحديثة والدرسات تدل علي ان العبرانيين المذكورين في التوراة هم جماعة من العبيرو وان نسبة الجنس السامي فيهم ضئيلة .
ويري ويسنبرج انه كان قد تشكل في العصور التاريخية مزيج من الانسان الارمنوي ولانسان لابيض وقد تشكل هذا المزيج في القوقاس لا في فلسطين وان هناك صنفين من اليهود صنف يشبة لأرمن ،وهو أبيض اللون ضخم الأنف ، وصنف (سامي) زو أنف دقيق .
ويقول والتر ميتشل ان تاريخ اليهود يبدأ بين الشعوب التي تشغل البلاد الواقعة بين النيل من جهة ودجلة والفرات من جهة اخرى ,وان تركيبهم العرقي قد أدي الي وجول كبير .
ويقول جون برايت ان العبرانيين من حيث الأصل (يتألفون من عناصر ذات أصول مختلفة للغاية )
ويقول نوث ان اليهود ظاهرة فريدة بين الأمم التاريخية الأخرى , وانة لا يمكن اطلاق معني (الأمة )عليهم ، وانهم يرجعون الي اصزل متنوعة جدا وهو يوجد مابين العبرانيين والعبيرو.
من هم العبيرو؟
يكاد الباحثون يجمعون علي ان العبرانيين الذين تشيراليهم التوراة هم من العبيرو الذين اشارت اليهم رسائل تل العمارنة ووثائق اوغاريت وماري وغيرها من الوثائق الدول و المماليك
ويقول الدكتور كنيون ان ترادف كلمات عبراني وعبيرو وخيبرو وهيبرو وتطابقها في المعني لا يثير أي اعتراض لغوي ............. وان العبيرو في راي معضم العلماء لا يمكن لاعتراف بيهم كجماعة تنتسب الي جنس واحد ،لاننا لا نري لهم أسماء خاصة تدل عليهم هذة ولا يمكن أن نتقول انهم يحترفون حرفة محددة لأننا نراهم أحيانا جنود محترفين واحيانا عمالا عاديين واحيانا عبيدا مستخدمين والصفة الوحيدة المشتركة بينهم هي انهم اجانب او غرباء وان انسب مايمكن ان نطبق عليهم منالتفاسير انهم عصابات مغامرة وجنود تسعي وراء الكسب وانهم يظهرون في الأماكن المضطربة غزاة للمدن غير محصنة ويتجندون كمرتزقة في جيوش الدولالقوية وانهم في ايام السلم يبيعون خدماتهم كعمال وعبيد الحكومات القوية ومثل هذة الجماعات يمكن أن تجند من مصادر متنوعة :من اشخاص الذين لا مأوي لهم ومن العصابات المغامرة التي تفتش عن أراض غنية تغزوها مثل الحورين ومن العصاة الخارجين عن القانون ممن خرجو من ديارهم ...............................
واذا اعدنا النظر جملة الي المصادر التاريخية والحفريات الأثرية نجد ان قسما من العبيرو وهولاء دخل الي فلسطين مع ابراهيم علية السلام سنة1900ق.م وبقي فيها وقسما ارتحل الي مصر مع الغزو الهكسوس سنة1300ق.م وجماعة موسي هذة هي التي يمكن اعتبارها اصل ما اصبح بعدئذ اسرائيل وهذا وجماعية يشوع الذين هلجموا اريحا سنة 1260ق.م وهم ايضا من العبيرو وليس العكس فان جماعات من الاسرائيليين تالفوا في الغالب من العبيرو علي وليس العكس فان جماعات من العبيرو وظهرت واختلفت دون ان تكون لها علاقة بالاسرائيليين وفي جميع هذة الحالات بما فيها غزو فلسطين لا نستغرب العنف والهمجية والشراسة التي اتصف بها سائر غزوات العبرانيين ويبدو لنا ان الذين كتبوا التوراة بعد نهاية أحداث الغزوات بوقف طويل في القرن الثامن الي الخامس قبل الميلاد راوا أو احبو ان يروا ان ذلك انما تم باومر من ربهم يهوه ولا شك انة كان نصوص التوراة اثر كبير علي اجيالهم المتعاقبة التي امنت بها كابرا عن كابر حتي انحدرت الينا في هذا الزمان كما رأينا .
واخيرا لخص ف.ف.بروس موضوع العبيرو فيقول
ان العبرانيين التي تصفهم التوراة جماعة من العبيرو ترابط بينهم اواصر دينية قوية وقدتخلو عن حياتهم البدوية السابقة ونزلوا في كنعان مع جماعات اخري ملتحقة بهم في نهاية العصر البرونزي الاخير
وقد وردت اشارة حديثة الي جماعات العبيرو في الواح عثير عليها في الحفريات التي تقوم بها منذ سنة 1963م الي اليوم بعثة المانية تحت اشراف الاستاذ رولف اخمان في قرية كامد اللوز في سهل لبقاع في لبنان ااذا كشف ثلاث لوحات من الطين محترقة تحمل كتابات بالحروف المسماري كما عثر علي جزء من لوحة رابعة وبين هذة اللوحات الأربع رسالتان هما من ضمن مراسلات تل العمارنة وتشير ان الي قبائل الحبيرو وهي قبائل ........... كان افرادها من جنسيات مختلفة اعتبروا بصورة عامة جنودا يدفع بهم للحرب احيانا والقيام بثورات ضد أسيادهم والاستيلاء علي الحكم في المدن احيانا اخرى .