إن المستقبل لهذا الدين، مهما بذل أعداء الإسلام من مكر وخبث ودهاء لزحزحة الإسلام عن
مركز الصدارة والقيادة. هذا اليقين الراسخ الذي لا يخالجه شك بأن النصر للإسلام وأن
الغلبة للمسلمين مهما طال الزمان أو قصر، وأنه سبحانه تعالى لن يتخلى عن عباده
المؤمنين رغم ما أحاط بهم من مكر وضيق وشدة، فمبشرات بزوغ فجر جديد قاب قوسين
أو أدنى، قال (صلى الله عليه وسلم): " بشر هذه الأمة بالسنا والرفعة والتمكين في
الأرض، فمن عمل منهم من عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب " رواه
أحمد والحاكم.
وقال (صلى الله عليه وسلم) " لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم فيه
بطاعته إلى يوم القيامة " رواه أحمد وابن ماجة.
فبشريات النصر في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة كثيرة، وسنحاول في هذا المقال
أن نتناول طرفاً منها علَّها تكون تثبيتاً لأفئدة المسلمين وبلسماً شافياً لنفوسهم ونبراساً مضيئاً
لغد مشرق قريب ترفرف راية الحق خفاقة فوق ربوع المعمورة وما ذلك على الله بعزيز.
قال تعالى: " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا
اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا
يعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " النور آية 55.
يقول الشهيد سيد قطب في ظلاله معقباً على هذه الآية: " 4/2529 " لقد تحقق وعد الله
مرَّة فظل متحققاً وواقعاً ما قام المسلمون على شرط الله، ووعد الله مذخور لكل من يقوم على
الشرط من هذه الأمة إلى يوم القيامة، إنما يبطئ النصر والاستخلاف والتمكين والأمن
لتخلف شرط الله في جانب من جوانبه الفسيحة، أو تكليف من تكاليفه الضخمة، حتى إذا
انتفعت الأمة بالبلاء وجازت الابتلاء وخافت فطلبت الأمن، وذلت فطلبت العزة .. كل ذلك
بوسائلها التي أرادها الله وبشروطه التي قررها الله، تحقيق وعد الله الذي لا يتخلف، ولا تقف
في طريقه قوة من قوى الأرض جميعاً"
ومن مبشرات النصر أن الأمة الإسلامية فوق الأمم في الدنيا والآخرة قال تعالى " وَجَاعِلُ
الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ
تَخْتَلِفُونَ" آل عمران آية 55. وقوله تعالى: " زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ
الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ " البقرة آية 212
.
ومن المبشرات أن المؤمن هو الأعلى " وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ " آل عمران 139. فالمؤمن هو أعلى سنداً ومصدراً، وهو الأعلى إدراكا وتصوراً، وهو الأعلى ضميراً وشعوراً ، وخلقاً وسلوكاً، وهو الأعلى شريعة ونظاماً،
ومن مبشرات النصر أن معية الله للمؤمنين ووعده بالدفاع عنهم قال تعالى: " وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ " الأنفال آية 19. " لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " التوبة آية 40. " فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ " محمد 35. " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " العنكبوت 69. " إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ " النحل 128. " إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ " الحج 38.
ومن المبشرات أيضاً أن الله ولي الذين آمنوا وهو ناصرهم قال تعالى : " اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " البقرة آية 257. " وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ " الروم آية 47.
لقد أوجب سبحانه على نفسه نصر المؤمنين وجعله لهم حقاً فضلاً وكرماً، وأكده لهم في هذه
الصيغة الجازمة وهو أصدق القائلين، وهو القوي العزيز الجبار المتكبر القاهر فوق عباده
وهو الحكيم الخبير، لا ترد إرادته ولا تتخلف سنته.
ومن مبشرات النصر أن الله وعد بإحباط كيد الكافرين ومكرهم " وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ
خَيْرُ الْمَاكِرِينَ " الأنفال 30 " إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا* وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ
رُوَيْدًا " الطارق 15-17 " إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ " المجادلة 20
أما المبشرات في السنة فهي كثيرة نذكر منها : قال صلى الله عليه وسلم في الحديث
الصحيح : ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله
الله هذا الدين بعز عزيز ، أو بذل ذليل ، عزاً يعز الله به الإسلام ، وذلاً يذل به الكفر "
رواه أحمد
مركز الصدارة والقيادة. هذا اليقين الراسخ الذي لا يخالجه شك بأن النصر للإسلام وأن
الغلبة للمسلمين مهما طال الزمان أو قصر، وأنه سبحانه تعالى لن يتخلى عن عباده
المؤمنين رغم ما أحاط بهم من مكر وضيق وشدة، فمبشرات بزوغ فجر جديد قاب قوسين
أو أدنى، قال (صلى الله عليه وسلم): " بشر هذه الأمة بالسنا والرفعة والتمكين في
الأرض، فمن عمل منهم من عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب " رواه
أحمد والحاكم.
وقال (صلى الله عليه وسلم) " لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم فيه
بطاعته إلى يوم القيامة " رواه أحمد وابن ماجة.
فبشريات النصر في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة كثيرة، وسنحاول في هذا المقال
أن نتناول طرفاً منها علَّها تكون تثبيتاً لأفئدة المسلمين وبلسماً شافياً لنفوسهم ونبراساً مضيئاً
لغد مشرق قريب ترفرف راية الحق خفاقة فوق ربوع المعمورة وما ذلك على الله بعزيز.
قال تعالى: " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا
اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا
يعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " النور آية 55.
يقول الشهيد سيد قطب في ظلاله معقباً على هذه الآية: " 4/2529 " لقد تحقق وعد الله
مرَّة فظل متحققاً وواقعاً ما قام المسلمون على شرط الله، ووعد الله مذخور لكل من يقوم على
الشرط من هذه الأمة إلى يوم القيامة، إنما يبطئ النصر والاستخلاف والتمكين والأمن
لتخلف شرط الله في جانب من جوانبه الفسيحة، أو تكليف من تكاليفه الضخمة، حتى إذا
انتفعت الأمة بالبلاء وجازت الابتلاء وخافت فطلبت الأمن، وذلت فطلبت العزة .. كل ذلك
بوسائلها التي أرادها الله وبشروطه التي قررها الله، تحقيق وعد الله الذي لا يتخلف، ولا تقف
في طريقه قوة من قوى الأرض جميعاً"
ومن مبشرات النصر أن الأمة الإسلامية فوق الأمم في الدنيا والآخرة قال تعالى " وَجَاعِلُ
الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ
تَخْتَلِفُونَ" آل عمران آية 55. وقوله تعالى: " زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ
الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ " البقرة آية 212
.
ومن المبشرات أن المؤمن هو الأعلى " وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ " آل عمران 139. فالمؤمن هو أعلى سنداً ومصدراً، وهو الأعلى إدراكا وتصوراً، وهو الأعلى ضميراً وشعوراً ، وخلقاً وسلوكاً، وهو الأعلى شريعة ونظاماً،
ومن مبشرات النصر أن معية الله للمؤمنين ووعده بالدفاع عنهم قال تعالى: " وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ " الأنفال آية 19. " لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " التوبة آية 40. " فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ " محمد 35. " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " العنكبوت 69. " إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ " النحل 128. " إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ " الحج 38.
ومن المبشرات أيضاً أن الله ولي الذين آمنوا وهو ناصرهم قال تعالى : " اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " البقرة آية 257. " وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ " الروم آية 47.
لقد أوجب سبحانه على نفسه نصر المؤمنين وجعله لهم حقاً فضلاً وكرماً، وأكده لهم في هذه
الصيغة الجازمة وهو أصدق القائلين، وهو القوي العزيز الجبار المتكبر القاهر فوق عباده
وهو الحكيم الخبير، لا ترد إرادته ولا تتخلف سنته.
ومن مبشرات النصر أن الله وعد بإحباط كيد الكافرين ومكرهم " وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ
خَيْرُ الْمَاكِرِينَ " الأنفال 30 " إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا* وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ
رُوَيْدًا " الطارق 15-17 " إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ " المجادلة 20
أما المبشرات في السنة فهي كثيرة نذكر منها : قال صلى الله عليه وسلم في الحديث
الصحيح : ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله
الله هذا الدين بعز عزيز ، أو بذل ذليل ، عزاً يعز الله به الإسلام ، وذلاً يذل به الكفر "
رواه أحمد