من المنتظر أن يكون هناك صراعاً ثلاثياً على بطاقتي التأهل في المجموعة الأولى من النسخة السادسة والعشرين من كأس أمم أفريقيا لكرة القدم التي تنطلق في العشرين من كانون الثاني/يناير الجاري.
حيث تواجه غانا صاحبة الأرض والإنجازات التاريخية منافسة قوية من المغرب التي تسعى للعودة بقوة إلى المنافسة على العرش الأفريقي ومن غينيا التي تضم بين صفوفها عدة لاعبين قادرين على تقديم مستوى جيد، في الوقت الذي ستحاول فيه غينيا لعب دور الحصان الأسود.
غانا
سيكون المنتخب الغاني مرشحا بقوة لإحراز لقب البطولة حيث يراوده الحنين لمعانقة اللقب القاري الغائب عن خزائنه منذ عام 1982 في ليبيا عندما توج بطلا على حساب منتخب البلد المضيف بركلات الترجيح.
وهو يسعى إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور للظفر به للمرة الخامسة ومعادلة الرقم القياسي المسجل بحوزة المنتخب المصري.
ونال المنتخب الغاني اللقب القاري 4 مرات، وذلك في أعوام 1963 و1965 و1978 و1982، وهو يتقاسم هذا الرقم مع الكاميرون أعوام 1984 و1988 و2000 و2002، فيما نالته مصر أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006.
ويطمح المنتخب الغاني أيضا إلى محو خيبة أمل العرس القاري في مصر قبل عامين عندما خرج من الدور الأول بفوز على السنغال 1-صفر وخسارتين أمام نيجيريا صفر-1 وزيمبابوي 1-2، وتعويض الإخفاقات التي شهدتها الكرة الغانية في السنوات الـ 17 الأخيرة بجيل ذم نجوم أمثال لاعب الوسط عبيدي بيليه الذي اختير أفضل لاعب في القارة الأفريقية ثلاث مرات، والمهاجم الشهير أنطوني ييبوا.
ولم يبتسم الحظ لغانا سنوات 1992 و1994 و1996 على التوالي، حيث خسرت النهائي في الأولى أمام ساحل العاج بركلات الترجيح في مباراة ماراثونية، وخرجت أمام ساحل العاج بالذات في ربع نهائي الثانية، وأمام جنوب أفريقيا في نصف نهائي الثالثة.
وخرجت غانا من الدور الأول في بوركينا فاسو عام 1998 وحلت في المركز الثاني عشر، وهو أسوأ ترتيب لها في النهائيات الأفريقية، ثم فشلت في تخطي الدور ربع النهائي عندما استضافت النهائيات مشاركة مع نيجيريا عام 2000، والأمر ذاته في مالي عام 2002، فيما عجزت عن التأهل إلى النهائيات عام 2004 في تونس بحلولها ثانية في التصفيات خلف رواندا التي فجرت المفاجأة بتأهلها للمرة الأولى في تاريخها إلى نهائيات أمم أفريقيا.
وتعول غانا، الساعية إلى إحراز اللقب الثالث على أرضها بعد عامي 1963 و1978، على خبرة لاعبيها المحترفين في القارة العجوز والذين ابلوا البلاء الحسن في مونديال ألمانيا 2006 عندما حجزوا بطاقتهم إليه للمرة الأولى في تاريخهم، ثم ضربوا بقوة بالتأهل إلى الدور ثمن النهائي للمرة الأولى أيضا عندما خسروا أمام ايطاليا صفر-2 وفازوا على تشيكيا 2-صفر ثم الولايات المتحدة 2-1، قبل ان يسقطوا أمام البرازيلي صفر-3 في الدور الثاني.
وتدخل غانا النهائيات بقيادة نجم ولاعب وسط تشلسي مايكل إيسيان الذي غاب عن نهائيات النسخة الخامسة والعشرين في مصر بسبب الإصابة.
ومن بين الأسلحة الأخرى التي تعقد عليها أملاً كبيراً صانع ألعاب بورتسموث الإنكليزي سولي مونتاري وهداف أودينيزي الإيطالي أسامواه جيان، ومدافع رين الفرنسي جون منساه ومدافع وست هام الانكليزي جون بانتسيل ولاعب وسط إيندهوفن الهولندي اريك أدو ونجم مرسيليا الفرنسي إيوو بيليه ابن عبيدي بيليه.
ويقود الإدارة الفنية للغانيين مدرب متمرس في القارة السمراء هو الفرنسي كلود لوروا الملقب ب"المشعوذ الأبيض" والذي سيخوض النهائيات القارية للمرة الخامسة.
ويسعى لوروا إلى إحراز اللقب القاري الثاني في مسيرته بعد الأول مع الكاميرون عام 1988 في المغرب علما بأنه خسر مع المنتخب ذاته نهائي عام 1986 في القاهرة.
وسبق للوروا، الطامح لأن يصبح المدرب الوحيد الذي يحرز اللقب مرتين ويقترب من الرقم القياسي الموجود بحوزة الغاني تشارلز غيامفي الذي نال اللقب 3 مرات أعوام 1963 و1965 و1978، أن اشرف على تدريب السنغال والكونغو الديموقراطية في النهائيات القارية.
بيد أن المنتخب الغاني يدرك جيدا أن المهمة لن تكون سهلة في النهائيات اقلها في الدور الأول حيث يلعب في المجموعة الأولى إلى جانب المغرب وغينيا وناميبيا، إلا ان الجميع متفائل وقادر على تقديم الأفضل وتخطي الدور الأول على الأقل.
وتشارك غانا في النهائيات للمرة السادسة عشرة وسبق لها ان خاضت 60 مباراة فازت في 32 وتعادلت في 13 وخسرت 15 سجلت 80 هدفا ودخل مرماها 51 هدفا.
المغرب
سيمني المنتخب المغربي النفس بمحو خيبة الأمل التي أصابت اللاعبين والمسؤولين والشعب المغربي بعد الفشل في تخطي الدور الأول للنسخة الخامسة والعشرين في مصر عام 2006 عندما خرج خالي الوفاض دون ان يسجل أي هدف في أسوأ مشاركة له في النهائيات القارية حيث خسر أمام ساحل العاج صفر-1 في المباراة الافتتاحية وتعادل سلبا مع مصر المضيفة وليبيا، وهو الذي كان حقق انجازا مدويا في النسخة الرابعة والعشرين في تونس عام 2004 عندما بلغ المباراة النهائية وخسرها بصعوبة أمام أصحاب الأرض 1-2 علما بأنه كان قاب قوسين أو أدنى من إحراز لقبه القاري الثاني بعد الأول عام 1976.
ودخلت الكرة المغربية في دوامة بفشلها أيضا في التأهل إلى المونديال وعمد الاتحاد المحلي إلى التخلي عن مدربه بادو الزاكي صاحب انجاز 2004 وعين مواطنه محمد فاخر.
لكن الأخير تم الاستغناء عن خدماته رغم قيادته "اسود الأطلس" إلى نهائيات غانا وتمت الاستعانة بالمدرب القديم الجديد الفرنسي هنري ميشال على اعتبار أنه يملك خبرة واسعة في القارة السمراء خصوصا مع المنتخب المغربي الذي قاده إلى نهائيات عامي 1998 في بوركينا فاسو و2000 في نيجيريا، وأخرها مع منتخب ساحل العاج بقيادته إلى المباراة النهائية للنسخة الأخيرة في مصر.
وقاد هنري ميشال المنتخب المغربي في الفترة من 1995 إلى 2000 وتحديدا في 53 مباراة لم يخسر سوى 3 فقط، ونجح الفريق في تسلق المراتب في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا) حيث احتل المركز العاشر.
ووضع ميشال بصماته بسرعة على تشكيلة المنتخب المغربي من خلال المباريات الدولية الودية التي خاضها بإشرافه وكانت أولها أمام غانا وهو إذا خسرها صفر-2 فان ذلك لا يعكس مجرياتها إذ كان الأسود أصحاب الأفضلية طيلة المباراة وتحديدا في الشوط الأول ولولا التبديلات التي أجراها في الشوط الثاني لكانت النتيجة مختلفة تماما.
وظهرت لمسات هنري ميشال جليا في المباراة الودية ضد منتخب بلاده فرنسا والتي انتهت بالتعادل 2-2 حيث قدم المنتخب المغربي عرضا رائعا ووقف ندا أمام المنتخب الفرنسي الذي كان يستعد لتصفيات بطولة كأس أوروبا، ثم فاز المغرب على ناميبيا 2-صفر، وعلى السنغال 3-صفر ثم على زامبيا 2-صفر.
وشدد هنري ميشال على التركيز على المباراة الأولى أمام ناميبيا"، وقال "أفضل التركيز على المباراة الأولى أمام ناميبيا في 21 الحالي وبعد ذلك في المباراة الثانية أمام غينيا في 24 منه وضمنا التأهل إلى الدور الثاني" في إشارة منه إلى أنه يأمل في حسم تأهله قبل مواجهة أصحاب الأرض في الجولة الثالثة الأخيرة.
وتابع "أنا واثق من قدرة لاعبي المنتخب المغربي على تحقيق مشوار جيد في النهائيات، مشيرا إلى أنه يفضل "التركيز على كل مباراة وتفادي إعطاء تكهنات بمستقبل المنتخب في العرس القاري".
وأضاف "أنا سعيد بالعودة إلى الإشراف على المنتخب المغربي، إنه فريق كبير ويملك لاعبين كبار وسأحاول ان أعيد أمجاد اسود الأطلس ووضعهم على الطريق الصحيح للذهاب بعيدا في مختلف المسابقات القارية والعالمية".
ويخوض المغرب نهائيات غانا تقريبا بالتشكيلة التي أبلت البلاء الحسن في تونس 2004، وهي تضم لاعبين شباب يضربون بقوة في أوروبا في مقدمتهم المهاجم مروان الشماخ هداف بوردو الفرنسي ويوسف حجي ومنصف زرقة وميكايل بصير (نانسي الفرنسي) وعبد السلام وادو (فالنسيان الفرنسي) وطارق السكيتيوي (بورتو البرتغالي) ويوسف سفري (ساوثمبتون الانكليزي) إلى جانب القائد طلال القرقوري (قطر القطري) وهشام ابو شروان (الترجي التونسي) وسفيان العلودي (العين الإماراتي) وبوشعيب المباركي (غرينوبل الفرنسي).
ويبقى مهاجم أندرلخت البلجيكي مبارك بوصوفة أبرز الغائبين عن تشكيلة المنتخب المغربي وذلك لعدم استعادته مستواه بسبب الإصابة التي تعرض لها، كما يغيب لاعب وسط إسبانيول برشلونة الاسباني محمد اليعقوبي (موحا) بسبب عدم لعبه أساسيا في تشكيلة فريقه، ومهاجم سبارتا روتردام الهولندي نور الدين البخاري بسبب ابتعاده عن مستواه.
ويشارك المغرب في النهائيات للمرة الثالثة عشرة، حيث خاض فيها من قبل 48 مباراة ففاز في 17 وتعادل في 19 وخسر 12 وسجل 52 هدفا ودخل مرماه 40 هدفا.
وتوج الفريق بطلا عام 1976 وحل وصيفا عام 2004 وثالثا عام 1980 ورابعا عامي 1986 و1988.
غينيا
يسعى المنتخب الغيني إلى تكرار انجازه في النسختين الأخيرتين في تونس 2004 ومصر 2006 بتخطيه الدور الأول.
وكان الدور الأول يشكل دائماً عقدة للغينيين منذ مشاركتهم للمرة الأولى في البطولة عام 1970 ولم ينجحوا في تخطيه سوى 3 مرات من أصل 8 مشاركات وكان ذلك أعوام 1976 عندما حل وصيفا خلف المغرب في بطولة أقيمت بنظام الدوري وكان وقتها المنتخب الغيني بحاجة إلى الفوز لإحراز اللقب، وعام 2004 في تونس عندما خرج من ربع النهائي على يد مالي 1-2، وعام 2006 عندما خرج من الدور ربع النهائي أيضا على يد السنغال 2-3.
وعاشت الكرة الغينية فترتها الذهبية في السبعينيات عندما توج هافيا كوناكري بطلا لمسابقة كأس الأندية البطلة (دوري الأبطال حاليا) ثلاث مرات ونال فريق هورويا كأس الكؤوس الأفريقية (التي أدمجت حاليا مع كأس الاتحاد).
بيد ان المشاركة الغينية في النهائيات القارية كانت متقطعة، فبعدما شاركت للمرة الأولى عام 1970 في السودان، غابت عن دورة 1972 في الكاميرون، ثم عادت عامي 1974 و1976 في مصر وإثيوبيا على التوالي، وفشلت في التأهل إلى دورة 1978 في غانا لتعود عام 1980 في نيجيريا، ثم غطت بعدها في سبات عميق وفشلت في حجز بطاقتها إلى النهائيات 6 مرات متتالية وانتظرت حتى العام 1994 في تونس لتجدد الوئام مع الكأس الأفريقية، لكنها خرجت من الدور الأول.
وغابت غينيا عن دورة 1996 في جنوب أفريقيا، وعادت عام 1998 في بوركينا فاسو وخرجت من الدور الأول، ثم فشلت في التأهل عامي 2000 في غانا ونيجيريا و2002 في مالي، لتعود عام 2004 وتخرج من ربع النهائي بخسارتها أمام مالي 1-2 في الوقت بدل الضائع وتحديدا في الدقيقة الأولى منه بهدف لاعب وسط ليون الفرنسي وقتها وريال مدريد الاسباني حاليا مامادو ديارا.
وأبلى الفريق بلاء حسناً في مصر عندما بلغ الدور ربع النهائي بثلاثة انتصارات متتالية على جنوب أفريقيا 2-صفر وزامبيا 2-1 وتونس 3-صفر، قبل ان يخرج بصعوبة على يد السنغال 2-3.
وكان المنتخب الغيني قوة لا يستهان بها على الصعيد القاري بالنظر إلى النجوم التي كانت تعج بها صفوفه، لكن أجياله السابقة لم تنجح في تحقيق انجاز أفضل من المركز الثاني عام 1976.
وأجرى الإتحاد الغيني تغييرا على الإدارة الفنية للمنتخب بعد النسخة الأخيرة في مصر فاستغنى عن مدربه الفرنسي باتريس نوفو، ولكنه حرص على إبقاء الإطار الفني فرنسيا بتعيين روبير نوزاريه علما بان الفرنسي الأخر ميشال دوسوير قاد المنتخب الغيني في نهائيات أمم أفريقيا عام 2004 في تونس قبل ان يترك مكانه لنوفو.
وأعرب نوزاريه عن ثقته الكبيرة في التشكيلة التي يضمها المنتخب الغيني للذهاب بعيدا في النهائيات، وقال "اثبت غينيا في النسختين الأخيرتين أنها قادرة على تخطي الصعاب وقلب التكهنات رغم ان المتتبعين لا يرشحونها لبلوغ الدور الثاني"، مضيفا "سنحاول مواصلة تحقيق النتائج الايجابية في العرس القاري لتكرار انجاز النسختين الأخيرتين أولا والذهاب بعيدا والوصول إلى المربع الذهبي".
وتعقد غينيا بدورها أمالا كبيرة على نجومها المحترفين في أوروبا أبرزهم نجم خط وسط سانت إتيان باسكال فيندونو، ومهاجمين من الطراز الرفيع هما فوديه مانساريه (تولوز) وإسماعيل بانغورا (دينامو كييف الأوكراني).
ناميبيا
من المنتظر أن تحاول ناميبيا لعب دور الحصان الأسود في المجموعة، وذلك في مشاركتها الثانية في النهائيات القارية بعد الأولى عام 1998 عندما خرجت من الدور الأول.
وكانت المشاركة الأولى لناميبيا في النهائيات القارية مشرفة بالنظر إلى النتائج التي حققتها، فهي خسرت المباراة الأولى بصعوبة أمام ساحل العاج 3-4، ثم انتزعت تعادلا ثمينا من أنغولا 3-3 قبل ان تنهار أمام جنوب أفريقيا 1-4 في الثالثة.
وفي تصفيات نسخة 2008، فجرت ناميبيا مفاجأة من العيار الثقيل بتصدرها المجموعة العاشرة أمام الكونغو الديمقراطية التي بلغت ربع نهائي النسخة الأخيرة وليبيا.
حيث تواجه غانا صاحبة الأرض والإنجازات التاريخية منافسة قوية من المغرب التي تسعى للعودة بقوة إلى المنافسة على العرش الأفريقي ومن غينيا التي تضم بين صفوفها عدة لاعبين قادرين على تقديم مستوى جيد، في الوقت الذي ستحاول فيه غينيا لعب دور الحصان الأسود.
غانا
سيكون المنتخب الغاني مرشحا بقوة لإحراز لقب البطولة حيث يراوده الحنين لمعانقة اللقب القاري الغائب عن خزائنه منذ عام 1982 في ليبيا عندما توج بطلا على حساب منتخب البلد المضيف بركلات الترجيح.
وهو يسعى إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور للظفر به للمرة الخامسة ومعادلة الرقم القياسي المسجل بحوزة المنتخب المصري.
ونال المنتخب الغاني اللقب القاري 4 مرات، وذلك في أعوام 1963 و1965 و1978 و1982، وهو يتقاسم هذا الرقم مع الكاميرون أعوام 1984 و1988 و2000 و2002، فيما نالته مصر أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006.
ويطمح المنتخب الغاني أيضا إلى محو خيبة أمل العرس القاري في مصر قبل عامين عندما خرج من الدور الأول بفوز على السنغال 1-صفر وخسارتين أمام نيجيريا صفر-1 وزيمبابوي 1-2، وتعويض الإخفاقات التي شهدتها الكرة الغانية في السنوات الـ 17 الأخيرة بجيل ذم نجوم أمثال لاعب الوسط عبيدي بيليه الذي اختير أفضل لاعب في القارة الأفريقية ثلاث مرات، والمهاجم الشهير أنطوني ييبوا.
ولم يبتسم الحظ لغانا سنوات 1992 و1994 و1996 على التوالي، حيث خسرت النهائي في الأولى أمام ساحل العاج بركلات الترجيح في مباراة ماراثونية، وخرجت أمام ساحل العاج بالذات في ربع نهائي الثانية، وأمام جنوب أفريقيا في نصف نهائي الثالثة.
وخرجت غانا من الدور الأول في بوركينا فاسو عام 1998 وحلت في المركز الثاني عشر، وهو أسوأ ترتيب لها في النهائيات الأفريقية، ثم فشلت في تخطي الدور ربع النهائي عندما استضافت النهائيات مشاركة مع نيجيريا عام 2000، والأمر ذاته في مالي عام 2002، فيما عجزت عن التأهل إلى النهائيات عام 2004 في تونس بحلولها ثانية في التصفيات خلف رواندا التي فجرت المفاجأة بتأهلها للمرة الأولى في تاريخها إلى نهائيات أمم أفريقيا.
وتعول غانا، الساعية إلى إحراز اللقب الثالث على أرضها بعد عامي 1963 و1978، على خبرة لاعبيها المحترفين في القارة العجوز والذين ابلوا البلاء الحسن في مونديال ألمانيا 2006 عندما حجزوا بطاقتهم إليه للمرة الأولى في تاريخهم، ثم ضربوا بقوة بالتأهل إلى الدور ثمن النهائي للمرة الأولى أيضا عندما خسروا أمام ايطاليا صفر-2 وفازوا على تشيكيا 2-صفر ثم الولايات المتحدة 2-1، قبل ان يسقطوا أمام البرازيلي صفر-3 في الدور الثاني.
وتدخل غانا النهائيات بقيادة نجم ولاعب وسط تشلسي مايكل إيسيان الذي غاب عن نهائيات النسخة الخامسة والعشرين في مصر بسبب الإصابة.
ومن بين الأسلحة الأخرى التي تعقد عليها أملاً كبيراً صانع ألعاب بورتسموث الإنكليزي سولي مونتاري وهداف أودينيزي الإيطالي أسامواه جيان، ومدافع رين الفرنسي جون منساه ومدافع وست هام الانكليزي جون بانتسيل ولاعب وسط إيندهوفن الهولندي اريك أدو ونجم مرسيليا الفرنسي إيوو بيليه ابن عبيدي بيليه.
ويقود الإدارة الفنية للغانيين مدرب متمرس في القارة السمراء هو الفرنسي كلود لوروا الملقب ب"المشعوذ الأبيض" والذي سيخوض النهائيات القارية للمرة الخامسة.
ويسعى لوروا إلى إحراز اللقب القاري الثاني في مسيرته بعد الأول مع الكاميرون عام 1988 في المغرب علما بأنه خسر مع المنتخب ذاته نهائي عام 1986 في القاهرة.
وسبق للوروا، الطامح لأن يصبح المدرب الوحيد الذي يحرز اللقب مرتين ويقترب من الرقم القياسي الموجود بحوزة الغاني تشارلز غيامفي الذي نال اللقب 3 مرات أعوام 1963 و1965 و1978، أن اشرف على تدريب السنغال والكونغو الديموقراطية في النهائيات القارية.
بيد أن المنتخب الغاني يدرك جيدا أن المهمة لن تكون سهلة في النهائيات اقلها في الدور الأول حيث يلعب في المجموعة الأولى إلى جانب المغرب وغينيا وناميبيا، إلا ان الجميع متفائل وقادر على تقديم الأفضل وتخطي الدور الأول على الأقل.
وتشارك غانا في النهائيات للمرة السادسة عشرة وسبق لها ان خاضت 60 مباراة فازت في 32 وتعادلت في 13 وخسرت 15 سجلت 80 هدفا ودخل مرماها 51 هدفا.
المغرب
سيمني المنتخب المغربي النفس بمحو خيبة الأمل التي أصابت اللاعبين والمسؤولين والشعب المغربي بعد الفشل في تخطي الدور الأول للنسخة الخامسة والعشرين في مصر عام 2006 عندما خرج خالي الوفاض دون ان يسجل أي هدف في أسوأ مشاركة له في النهائيات القارية حيث خسر أمام ساحل العاج صفر-1 في المباراة الافتتاحية وتعادل سلبا مع مصر المضيفة وليبيا، وهو الذي كان حقق انجازا مدويا في النسخة الرابعة والعشرين في تونس عام 2004 عندما بلغ المباراة النهائية وخسرها بصعوبة أمام أصحاب الأرض 1-2 علما بأنه كان قاب قوسين أو أدنى من إحراز لقبه القاري الثاني بعد الأول عام 1976.
ودخلت الكرة المغربية في دوامة بفشلها أيضا في التأهل إلى المونديال وعمد الاتحاد المحلي إلى التخلي عن مدربه بادو الزاكي صاحب انجاز 2004 وعين مواطنه محمد فاخر.
لكن الأخير تم الاستغناء عن خدماته رغم قيادته "اسود الأطلس" إلى نهائيات غانا وتمت الاستعانة بالمدرب القديم الجديد الفرنسي هنري ميشال على اعتبار أنه يملك خبرة واسعة في القارة السمراء خصوصا مع المنتخب المغربي الذي قاده إلى نهائيات عامي 1998 في بوركينا فاسو و2000 في نيجيريا، وأخرها مع منتخب ساحل العاج بقيادته إلى المباراة النهائية للنسخة الأخيرة في مصر.
وقاد هنري ميشال المنتخب المغربي في الفترة من 1995 إلى 2000 وتحديدا في 53 مباراة لم يخسر سوى 3 فقط، ونجح الفريق في تسلق المراتب في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا) حيث احتل المركز العاشر.
ووضع ميشال بصماته بسرعة على تشكيلة المنتخب المغربي من خلال المباريات الدولية الودية التي خاضها بإشرافه وكانت أولها أمام غانا وهو إذا خسرها صفر-2 فان ذلك لا يعكس مجرياتها إذ كان الأسود أصحاب الأفضلية طيلة المباراة وتحديدا في الشوط الأول ولولا التبديلات التي أجراها في الشوط الثاني لكانت النتيجة مختلفة تماما.
وظهرت لمسات هنري ميشال جليا في المباراة الودية ضد منتخب بلاده فرنسا والتي انتهت بالتعادل 2-2 حيث قدم المنتخب المغربي عرضا رائعا ووقف ندا أمام المنتخب الفرنسي الذي كان يستعد لتصفيات بطولة كأس أوروبا، ثم فاز المغرب على ناميبيا 2-صفر، وعلى السنغال 3-صفر ثم على زامبيا 2-صفر.
وشدد هنري ميشال على التركيز على المباراة الأولى أمام ناميبيا"، وقال "أفضل التركيز على المباراة الأولى أمام ناميبيا في 21 الحالي وبعد ذلك في المباراة الثانية أمام غينيا في 24 منه وضمنا التأهل إلى الدور الثاني" في إشارة منه إلى أنه يأمل في حسم تأهله قبل مواجهة أصحاب الأرض في الجولة الثالثة الأخيرة.
وتابع "أنا واثق من قدرة لاعبي المنتخب المغربي على تحقيق مشوار جيد في النهائيات، مشيرا إلى أنه يفضل "التركيز على كل مباراة وتفادي إعطاء تكهنات بمستقبل المنتخب في العرس القاري".
وأضاف "أنا سعيد بالعودة إلى الإشراف على المنتخب المغربي، إنه فريق كبير ويملك لاعبين كبار وسأحاول ان أعيد أمجاد اسود الأطلس ووضعهم على الطريق الصحيح للذهاب بعيدا في مختلف المسابقات القارية والعالمية".
ويخوض المغرب نهائيات غانا تقريبا بالتشكيلة التي أبلت البلاء الحسن في تونس 2004، وهي تضم لاعبين شباب يضربون بقوة في أوروبا في مقدمتهم المهاجم مروان الشماخ هداف بوردو الفرنسي ويوسف حجي ومنصف زرقة وميكايل بصير (نانسي الفرنسي) وعبد السلام وادو (فالنسيان الفرنسي) وطارق السكيتيوي (بورتو البرتغالي) ويوسف سفري (ساوثمبتون الانكليزي) إلى جانب القائد طلال القرقوري (قطر القطري) وهشام ابو شروان (الترجي التونسي) وسفيان العلودي (العين الإماراتي) وبوشعيب المباركي (غرينوبل الفرنسي).
ويبقى مهاجم أندرلخت البلجيكي مبارك بوصوفة أبرز الغائبين عن تشكيلة المنتخب المغربي وذلك لعدم استعادته مستواه بسبب الإصابة التي تعرض لها، كما يغيب لاعب وسط إسبانيول برشلونة الاسباني محمد اليعقوبي (موحا) بسبب عدم لعبه أساسيا في تشكيلة فريقه، ومهاجم سبارتا روتردام الهولندي نور الدين البخاري بسبب ابتعاده عن مستواه.
ويشارك المغرب في النهائيات للمرة الثالثة عشرة، حيث خاض فيها من قبل 48 مباراة ففاز في 17 وتعادل في 19 وخسر 12 وسجل 52 هدفا ودخل مرماه 40 هدفا.
وتوج الفريق بطلا عام 1976 وحل وصيفا عام 2004 وثالثا عام 1980 ورابعا عامي 1986 و1988.
غينيا
يسعى المنتخب الغيني إلى تكرار انجازه في النسختين الأخيرتين في تونس 2004 ومصر 2006 بتخطيه الدور الأول.
وكان الدور الأول يشكل دائماً عقدة للغينيين منذ مشاركتهم للمرة الأولى في البطولة عام 1970 ولم ينجحوا في تخطيه سوى 3 مرات من أصل 8 مشاركات وكان ذلك أعوام 1976 عندما حل وصيفا خلف المغرب في بطولة أقيمت بنظام الدوري وكان وقتها المنتخب الغيني بحاجة إلى الفوز لإحراز اللقب، وعام 2004 في تونس عندما خرج من ربع النهائي على يد مالي 1-2، وعام 2006 عندما خرج من الدور ربع النهائي أيضا على يد السنغال 2-3.
وعاشت الكرة الغينية فترتها الذهبية في السبعينيات عندما توج هافيا كوناكري بطلا لمسابقة كأس الأندية البطلة (دوري الأبطال حاليا) ثلاث مرات ونال فريق هورويا كأس الكؤوس الأفريقية (التي أدمجت حاليا مع كأس الاتحاد).
بيد ان المشاركة الغينية في النهائيات القارية كانت متقطعة، فبعدما شاركت للمرة الأولى عام 1970 في السودان، غابت عن دورة 1972 في الكاميرون، ثم عادت عامي 1974 و1976 في مصر وإثيوبيا على التوالي، وفشلت في التأهل إلى دورة 1978 في غانا لتعود عام 1980 في نيجيريا، ثم غطت بعدها في سبات عميق وفشلت في حجز بطاقتها إلى النهائيات 6 مرات متتالية وانتظرت حتى العام 1994 في تونس لتجدد الوئام مع الكأس الأفريقية، لكنها خرجت من الدور الأول.
وغابت غينيا عن دورة 1996 في جنوب أفريقيا، وعادت عام 1998 في بوركينا فاسو وخرجت من الدور الأول، ثم فشلت في التأهل عامي 2000 في غانا ونيجيريا و2002 في مالي، لتعود عام 2004 وتخرج من ربع النهائي بخسارتها أمام مالي 1-2 في الوقت بدل الضائع وتحديدا في الدقيقة الأولى منه بهدف لاعب وسط ليون الفرنسي وقتها وريال مدريد الاسباني حاليا مامادو ديارا.
وأبلى الفريق بلاء حسناً في مصر عندما بلغ الدور ربع النهائي بثلاثة انتصارات متتالية على جنوب أفريقيا 2-صفر وزامبيا 2-1 وتونس 3-صفر، قبل ان يخرج بصعوبة على يد السنغال 2-3.
وكان المنتخب الغيني قوة لا يستهان بها على الصعيد القاري بالنظر إلى النجوم التي كانت تعج بها صفوفه، لكن أجياله السابقة لم تنجح في تحقيق انجاز أفضل من المركز الثاني عام 1976.
وأجرى الإتحاد الغيني تغييرا على الإدارة الفنية للمنتخب بعد النسخة الأخيرة في مصر فاستغنى عن مدربه الفرنسي باتريس نوفو، ولكنه حرص على إبقاء الإطار الفني فرنسيا بتعيين روبير نوزاريه علما بان الفرنسي الأخر ميشال دوسوير قاد المنتخب الغيني في نهائيات أمم أفريقيا عام 2004 في تونس قبل ان يترك مكانه لنوفو.
وأعرب نوزاريه عن ثقته الكبيرة في التشكيلة التي يضمها المنتخب الغيني للذهاب بعيدا في النهائيات، وقال "اثبت غينيا في النسختين الأخيرتين أنها قادرة على تخطي الصعاب وقلب التكهنات رغم ان المتتبعين لا يرشحونها لبلوغ الدور الثاني"، مضيفا "سنحاول مواصلة تحقيق النتائج الايجابية في العرس القاري لتكرار انجاز النسختين الأخيرتين أولا والذهاب بعيدا والوصول إلى المربع الذهبي".
وتعقد غينيا بدورها أمالا كبيرة على نجومها المحترفين في أوروبا أبرزهم نجم خط وسط سانت إتيان باسكال فيندونو، ومهاجمين من الطراز الرفيع هما فوديه مانساريه (تولوز) وإسماعيل بانغورا (دينامو كييف الأوكراني).
ناميبيا
من المنتظر أن تحاول ناميبيا لعب دور الحصان الأسود في المجموعة، وذلك في مشاركتها الثانية في النهائيات القارية بعد الأولى عام 1998 عندما خرجت من الدور الأول.
وكانت المشاركة الأولى لناميبيا في النهائيات القارية مشرفة بالنظر إلى النتائج التي حققتها، فهي خسرت المباراة الأولى بصعوبة أمام ساحل العاج 3-4، ثم انتزعت تعادلا ثمينا من أنغولا 3-3 قبل ان تنهار أمام جنوب أفريقيا 1-4 في الثالثة.
وفي تصفيات نسخة 2008، فجرت ناميبيا مفاجأة من العيار الثقيل بتصدرها المجموعة العاشرة أمام الكونغو الديمقراطية التي بلغت ربع نهائي النسخة الأخيرة وليبيا.