فإنَّ الصلاة من أعظم معالم الإسلام وشعائره، من حفظها حفظ دينَه، ومن ضيّعها فهو لما سواها أضيَع، هي عمود الدّيانة ورأس الأمانة، يقول النبيُّ (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة). رواه أحمد، وهي أحسن وسائل التربية على العفّة والفضيلة [وأقم الصلاة إنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر].
وكان النبيُّ إذا اشتدَّ به الأمر فَزِعَ إلى الصلاة، وكان ينادي: (أرحنا بها يا بلال). رواه أحمد، ويقول: (وجعلت قرّة عيني في الصلاة). رواه أحمد.
من حافظ عليها كانت له نور وبرهان ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبيَّ بن خلف، بها ترفع الدرجات وتضاعف الحسنات يقول النبيّ (أرأيتم لو أنَّ نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟) قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قالفذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهنَّ الخطايا) متفق عليه.
إنَّ مما يندى له الجبين ما فشا بين كثير من المسلمين من تضييع لهذه الصلاة العظيمة، فمنهم التارك لها بالكلِّية، ومنهم من يصلي بعضاً ويترك البقيّة، يقول الزهري: دخلت على أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ بدمشق وهو يبكي، فقلت له ما يبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئاً مما أدركتُ على عهد رسول الله صص إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضيّعت. أخرجه البخاري.
ومن أكبر الكبائر ترك الصلاة تعمداً وإخراجها عن وقتها تهاوناً وكسلاً، يقول النبيُّ (بين الرجل والكفر ـ أو الشرك ـ ترك الصلاة، فمن تركها فقد كفر). أخرجه مسلم، وغضبُ الله ومقته حالٌّ على تارك الصلاة، يقول النبيّ (من ترك الصلاة لقي الله وهو عليه غضبان). أخرجه البزار، ويقول محذِّراً ومنذِراً: (لا تتركنَّ صلاةً متعمداً، فمن فعل ذلك فقد برئت منه ذمّة الله وذمّةُ رسوله) أخرجه الطبرانيّ، ويقول شقيق بن عبدالله ـ رحمه الله ـ: كان أصحاب رسول الله لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة. أخرجه الترمذي.
ولذا جاءت الأدلّة الشرعيّة الصحيحة الصريحة بوجوب صلاة الجماعة سفراً وحضراً، منها:
1. قول الله ـ جلَّ وعلا ـ [وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك]، فلو لم تكن الجماعة واجبة لرخص سبحانه بتركها في ساحة القتال وشدّة النزال، ولم يَجُزْ الإخلال بواجبات الصلاة من أجل إقامة الجماعة.
2. [وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين]، فـ (مع) مقتضية للجمعيّة والمعيّة.
3. جاء رجل أعمى فقال يا رسول الله، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأله أن يرخص له أن يصلي في بيته، فرخّص له، فلما ولى دعاه فقال له: تسمع النداء في الصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب. رواه مسلم، فالنبيّ لم يرخص للأعمى الذي لم يجد قائداً، فغيره أولى.
4. حديث ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله (من سمع فلم يمنعه من اتباعه عذر لم تقبل منه الصلاة التي صلى) قالوا وما العذر؟ قال: الخوف أو المرض. أخرجه أبو داود.
5. اشتدّ غضبه صص على المتخلفين عن جماعة المسلمين، فقال: (لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً يصلي بالناس، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرّق عليهم بيوتهم بالنار) أخرجه الطبراني، فقد همّ النبيّ بالحرق، والحرق عقوبة عظيمة لا يكون إلا على أمر من فرائض الدين.
6. يقول ابن مسعود : من سرّه أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهنّ، فإن الله شرع لنبيكم سُنن الهدى، وإنهن من سُنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلّف في بيته لتركتم سُنّة نبيّكم، ولو تركتم سُنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتُنا وما يتخلّف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يُوتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. أخرجه مسلم.
7. ويقول أبو هريرة : لأن تمتلئ أذنا ابن آدم رصاصاً مُذاباً خيرٌ من أن يسمع النداء ولا يجيب. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف.
والدلائل على وجوبها جماعة في المساجد أكثر من أن تحصى، فراجع للتوسع رسالة ابن القيّم (الجماعة).
أقول هذا الكلام والمتخلفون في زماننا هذا عن صلاةِ الجماعة في المساجد كثير، يسمعون النداء فلا يجيبون، ولو كانوا يجدون في المساجد كسباً دنيوياً ولو حقيراً دنيّاً؛ لرأيتهم مصلين، يقول النبيّ (والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدُهُم أنّه يجد عَرْقاً سميناً ـ أي: العظم عليه شيء من اللحم ـ أو مِرْماتينِ ـ أي: ما بين ظلفيّ الشاة من اللحم ـ حسنتينِ لشهد العِشاء) متفق عليه.
وأخيراً: فإن الواجب تفقّد هؤلاء المتخلفين، وأطرهم على الجماعة أطراً وقصرهم عليها قصراً، فعن أُبيّ بن كعب ـ رضي الله عنه ـ قال: صلى بنا رسول الله يوماً الصبح فقال: (أشاهد فلان؟) قلنا: نعم، ولم يحضر الصلاة، ثم قال: (أشاهد فلان؟) قلنا: نعم، ولم يحضر الصلاة، فقال رسول الله (إنّ أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو تعلمون ما فيهما من الرغائب لأتيتموهما ولو حبواً) أخرجه أبو داود.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبيّنا محمد.
وكان النبيُّ إذا اشتدَّ به الأمر فَزِعَ إلى الصلاة، وكان ينادي: (أرحنا بها يا بلال). رواه أحمد، ويقول: (وجعلت قرّة عيني في الصلاة). رواه أحمد.
من حافظ عليها كانت له نور وبرهان ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبيَّ بن خلف، بها ترفع الدرجات وتضاعف الحسنات يقول النبيّ (أرأيتم لو أنَّ نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟) قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قالفذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهنَّ الخطايا) متفق عليه.
إنَّ مما يندى له الجبين ما فشا بين كثير من المسلمين من تضييع لهذه الصلاة العظيمة، فمنهم التارك لها بالكلِّية، ومنهم من يصلي بعضاً ويترك البقيّة، يقول الزهري: دخلت على أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ بدمشق وهو يبكي، فقلت له ما يبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئاً مما أدركتُ على عهد رسول الله صص إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضيّعت. أخرجه البخاري.
ومن أكبر الكبائر ترك الصلاة تعمداً وإخراجها عن وقتها تهاوناً وكسلاً، يقول النبيُّ (بين الرجل والكفر ـ أو الشرك ـ ترك الصلاة، فمن تركها فقد كفر). أخرجه مسلم، وغضبُ الله ومقته حالٌّ على تارك الصلاة، يقول النبيّ (من ترك الصلاة لقي الله وهو عليه غضبان). أخرجه البزار، ويقول محذِّراً ومنذِراً: (لا تتركنَّ صلاةً متعمداً، فمن فعل ذلك فقد برئت منه ذمّة الله وذمّةُ رسوله) أخرجه الطبرانيّ، ويقول شقيق بن عبدالله ـ رحمه الله ـ: كان أصحاب رسول الله لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة. أخرجه الترمذي.
ولذا جاءت الأدلّة الشرعيّة الصحيحة الصريحة بوجوب صلاة الجماعة سفراً وحضراً، منها:
1. قول الله ـ جلَّ وعلا ـ [وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك]، فلو لم تكن الجماعة واجبة لرخص سبحانه بتركها في ساحة القتال وشدّة النزال، ولم يَجُزْ الإخلال بواجبات الصلاة من أجل إقامة الجماعة.
2. [وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين]، فـ (مع) مقتضية للجمعيّة والمعيّة.
3. جاء رجل أعمى فقال يا رسول الله، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأله أن يرخص له أن يصلي في بيته، فرخّص له، فلما ولى دعاه فقال له: تسمع النداء في الصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب. رواه مسلم، فالنبيّ لم يرخص للأعمى الذي لم يجد قائداً، فغيره أولى.
4. حديث ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله (من سمع فلم يمنعه من اتباعه عذر لم تقبل منه الصلاة التي صلى) قالوا وما العذر؟ قال: الخوف أو المرض. أخرجه أبو داود.
5. اشتدّ غضبه صص على المتخلفين عن جماعة المسلمين، فقال: (لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً يصلي بالناس، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرّق عليهم بيوتهم بالنار) أخرجه الطبراني، فقد همّ النبيّ بالحرق، والحرق عقوبة عظيمة لا يكون إلا على أمر من فرائض الدين.
6. يقول ابن مسعود : من سرّه أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهنّ، فإن الله شرع لنبيكم سُنن الهدى، وإنهن من سُنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلّف في بيته لتركتم سُنّة نبيّكم، ولو تركتم سُنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتُنا وما يتخلّف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يُوتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. أخرجه مسلم.
7. ويقول أبو هريرة : لأن تمتلئ أذنا ابن آدم رصاصاً مُذاباً خيرٌ من أن يسمع النداء ولا يجيب. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف.
والدلائل على وجوبها جماعة في المساجد أكثر من أن تحصى، فراجع للتوسع رسالة ابن القيّم (الجماعة).
أقول هذا الكلام والمتخلفون في زماننا هذا عن صلاةِ الجماعة في المساجد كثير، يسمعون النداء فلا يجيبون، ولو كانوا يجدون في المساجد كسباً دنيوياً ولو حقيراً دنيّاً؛ لرأيتهم مصلين، يقول النبيّ (والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدُهُم أنّه يجد عَرْقاً سميناً ـ أي: العظم عليه شيء من اللحم ـ أو مِرْماتينِ ـ أي: ما بين ظلفيّ الشاة من اللحم ـ حسنتينِ لشهد العِشاء) متفق عليه.
وأخيراً: فإن الواجب تفقّد هؤلاء المتخلفين، وأطرهم على الجماعة أطراً وقصرهم عليها قصراً، فعن أُبيّ بن كعب ـ رضي الله عنه ـ قال: صلى بنا رسول الله يوماً الصبح فقال: (أشاهد فلان؟) قلنا: نعم، ولم يحضر الصلاة، ثم قال: (أشاهد فلان؟) قلنا: نعم، ولم يحضر الصلاة، فقال رسول الله (إنّ أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو تعلمون ما فيهما من الرغائب لأتيتموهما ولو حبواً) أخرجه أبو داود.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبيّنا محمد.