*****نور الاسلام*****

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    العلماء الربانيون سفن النجاة وأمان العباد

    ayoub-islam
    ayoub-islam
    صاحب منتدى نور الاسلام
    صاحب منتدى نور الاسلام


    ذكر عدد الرسائل : 694
    البلد : المغرب
    الوظيفة : التجارة
    المزاج : مشغول
    اسم الدولة : العلماء الربانيون سفن النجاة وأمان العباد Female49
    تاريخ التسجيل : 19/08/2007

    العلماء الربانيون سفن النجاة وأمان العباد Empty العلماء الربانيون سفن النجاة وأمان العباد

    مُساهمة من طرف ayoub-islam الثلاثاء 6 نوفمبر 2007 - 17:49





    بسم الله الرحمن الرحيم
    العلماء الربانيون سفن النجاة وأمان العباد



    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الميامين. أما بعد:

    العلماء الربانيون هم ورثة علم الأنبياء والأئمة عليهم السلام من بعدهم وكذلك هم ولاة أمور المؤمنين الواجبة طاعتهم ما أطاعوا الله تبارك وتعالى، يقول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء:59]. والعلماء الربانيون من خيار خلق الله عَزَّ وَجَلَّ، فالمؤمنون هم خير الناس وخير هؤلاء الخير رسلهم وأنبياؤهم وعلى رأسهم محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ والأئمة من بعده ومن ثم علماؤهم الربانيون، يقول تعالى{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}[الزمر:9]، ويقول{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[المجادلة:11]، وعن ابن عباس رَضِيَ اَللهُ عَنْهُما أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين"(، وعن أبي موسى الأشعري عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال "إن مثل ما بعثني الله به عَزَّ وَجَلَّ من الهدى والعلم كمثل غيثٍ أصاب أرضًا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا ورعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلَّم ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به"، وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ"إن لله أهلين من الناس. قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: هم أهل القرآن أهل الله وخاصته"(

    والعلماء منهم الصالح والطالح، وصلاحهم صلاح الأمة، وفسادهم فسادها، لأنهم القادة والأئمة الموجهون المعلمون المربون الرعاة للأمة بأسرها، فإذا صلحوا وصلحت تربيتهم ورعايتهم للأمة أفرزت الأمة أمراء صالحين وإذا فسدت وفسدت تربيتهم ورعايتهم للأمة أفرزت الأمة أئمة سوء وضلال، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال "صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي وإذا فسدا فسدت أمتي، قيل يا رسول الله ومن هما ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: الفقهاء والامراء"(. ومن هنا يتحتم على العلماء الذين هم أصل السعادة أو الشقاوة الاجتماعية والذاتية وفي الدنيا والآخرة أن يصلحوا من صِلاتهم وعلاقاتهم بالله تعالى ليكونوا علماء صالحين ربانيين لا علماء سوء فاسدين، وكذلك لا بد لهم من أداء الدور الواجب عليهم والمسئولية المنوطة بهم نحو أمتهم من تعليمها وتربيتها ورعايتها وتوجيهها إلى صلاحها واستقامتها على أمر الله تعالى، وكذلك لا بد للأمة من اعتماد أولئك العلماء الصالحين أئمة للهدى ومراجع يرجعون إليهم في أمور الدين والدنيا معًا، وإعطائهم ولاءهم الخالص والانقياد لأمرهم في طاعة الله حق الانقياد، وأما إذا حادت الأمة عن طريقها الواجب عليه السير فيه، أو حاد العلماء عن طريقهم الواجب عليهم سلوكه فسيفرزون قادة وأمراء يعيثون في الأرض فسادًا ويفسدونهم ويفسدون بهم، عن ثوبان قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ"إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين"(. فكيف لو اختارت الأمة فاسدين كاذبين جهلة ممن تعالموا وتقمصوا قمص العلماء يعلمونها ويوجهونها ويرعونها أو رضيت بهم ؟ فالمصيبة أكبر والكارثة أعم وأشمل والخسران متحقق والضلال نتيجة ما اكتسبوا، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقِ عالمًا اتخذ الناس رءوسًا جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا"(.

    وإن هذا هو حال الناس اليوم فاختاروا لأنفسهم رءوسًا جهالاً ضلوا وأضلوهم الطريق فتسلط عليهم برغبتهم وإرادتهم واختيارهم أئمة وقادة ورؤساء لا يعرفون الله ولا يخافونه ولا يرقبون فيهم إلاًّ ولا ذمة بل ويسخرونهم وقودًا للحرب ضد الإسلام والمسلمين ولتسعر بهم نيران الجحيم. وللخلاص لابد من العودة إلى الصراط المستقيم لا مناص أي إلى الاستمساك بالعلماء الصالحين الربانيين والإعراض عن علماء السوء والجهلة المتعالمين المحادعين المقبلين إلى الدنيا المعرضين عن الآخرة، يقول تعالى{وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}[النور:52]. والله المستعان وهو يهدي السبيل. وكتبه أخوكم أمير جماعة المسلمين الشيخ/محمود عبد العزيز جودة في يوم الأربعاء السابع من شهر رمضان المبارك لعام1428هـ الموافق الثامن عشر من شهر سبتمبر لعام 2007م.





    ([1]) رواه البخاري(فتح) ج1ص162 ومسلم ج5ص28 رقم2645 وابن ماجة رقم220 وأحمد ج1ص306 والدارمي ج1ص74 والحاكم ج3ص128 والطبراني في الكبير ج10ص284.


    ([2]) رواه البخاري(فتح) ج1ص175 ومسلم واللفظ له(شرح النووي) ج15ص45-46 والبغوي في شرح السنة ج1ص287-288 والمنذري في الترغيب ج1ص99 وأحمد ج4ص399.


    ([3]) رواه ابن ماجة ج1ص78 وقال الهيثمي في مجمع الزوائد إسناده صحيح.


    ([4]) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء وابن عبد البر في الاستذكار ج1ص65،246، والزبيدي في إتحاف السادة المتقين ج1ص78 والتبريزي في مشكاة المصابيح 205 وانظر كنز العمال رقم 14708،


    ([5]) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة والدارمي وأحمد وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. سنن الترمذي ج4ص504.


    ([6]) رواه البخاري(فتح) ج1ص194ومسلم والترمذي ج5ص31. [color:5142=#993300:5142]


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 6 مايو 2024 - 23:21