*****نور الاسلام*****

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

  • قسم طلاب العلم
    • حديث المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر خمسين شهيدا / شرح ال

      anass
      anass
      عضو نشيط
      عضو نشيط


      ذكر عدد الرسائل : 75
      العمر : 34
      البلد : مغاربة تالموت
      اسم الدولة : حديث المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر خمسين شهيدا / شرح ال Female63
      تاريخ التسجيل : 29/10/2007

      حديث المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر خمسين شهيدا / شرح ال Empty حديث المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر خمسين شهيدا / شرح ال

      مُساهمة من طرف anass الثلاثاء 8 يناير 2008 - 19:46



      وقال - -صلى الله عليه وسلم- -: (المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر خمسين شهيدا ).
      رواه الطبراني في الأوسط، وأبو نعيم في الحلية، وضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وكذا في تخريجه للمشكاة.

      ________________________________________


      وهذا الحديث: )المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر خمسين شهيدا (في الرواية المشهورة: " له أجر خمسين ". بدون تقييده بـ "شهيدا". والحديث له شواهد، والأقرب أنه ثابت. والعلامة ابن القيم - -رحمه الله- - أثبته في "الكافية الشافية" وقال: إن المتمسك بالسنة عند فساد الأمة، له أجر خمسين.

      وجاء في بعضها )قالوا: يا رسول الله منا أو منهم؟ قال: منكم (وفي لفظ: )القابض على دينه كالقابض على الجمر، والمتمسك بسنتي له أجر خمسين، قالوا: يا رسول الله منا أو منهم؟ قال: منكم؛ تجدون على الخير عونا، ولا يجدون على الخير عونا (.

      ولا يدل هذا على أن المتمسك بالسنة أفضل من الصحابة! بل المراد: له أجر خمسين في هذه الناحية، وفي هذا الجانب، وفي هذه الخصلة، وهى: التمسك بالسنة، والعض عليها، مع كثرة الفساد ممن حوله، ولا يجد على الخير أعوانا يعينونه؛ فلأجل ذلك صار له أجر خمسين. لكن ليس معنى ذلك أنه أفضل من الصحابة، لا.

      الصحابة لهم مزايا متعددة: مزية الصحبة، لا يلحقهم فيها مَنْ بعدَهم إلى يوم القيامة، مزية الجهاد في سبيل الله، مع رسول الله - -صلى الله عليه وسلم- -، مزية تبليغ الشريعة وتبليغ الدين. الصحابة لا يلحقهم من بعدهم.

      والقاعدة: أن المزية الخاصة، أو الفضيلة الخاصة لا تقضي على الفضائل العامة -قاعدة- هذه فضيلة خاصة، الفضيلة الخاصة لا تقضي على الفضائل العامة. فالذي يتمسك بالسنة عند فساد الأمة في آخر الزمان، له أجر خمسين من الصحابة، في هذا الجانب، في هذه المزية، وهذه الفضيلة الخاصة، وهو له أجر التمسك بالسنة، له أجر خمسين.
      لكن الصحابة أفضل منه، مزية الصحبة لا يمكن أن يساويهم، ولا أن يلحق بهم، مزية الجهاد في سبيل الله. فالمزية الخاصة لا تقضي على المزايا العامة، والفضيلة الخاصة لا تقضي على الفضائل العامة.

      ومن ذلك أيضا ما جاء في الحديث الصحيح أن أول من يُكسى يوم القيامة إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - الناس يحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلا، قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: )وأول من يُكسى إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - (هذه مزية خاصة لإبراهيم - عليه الصلاة والسلام -.

      ولكن نبينا - عليه الصلاة والسلام - وهو حفيده، أفضل من جده إبراهيم، وهو يليه في المرتبة؛ ولهذا يتأخر عن الشفاعة يوم القيامة، ونبينا - -صلى الله عليه وسلم- -يتقدم في الشفاعة. فمزية الشفاعة العظمى -التي يغبطه فيها الأولون والآخرون- لنبينا محمد - -صلى الله عليه وسلم- - وإبراهيم له هذه المزية الخاصة، وهي أنه أول من يُكسى يوم القيامة.

      وكذلك من المزايا الخاصة لموسى - عليه الصلاة والسلام - ما جاء في الحديث أن النبي - -صلى الله عليه وسلم- - قال: )إن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش (وفي لفظ: )فإذا موسى باطش بقائمة من قوائم العرش( ) فلا أدري، أفاق قبلي أم جُوزي بالصعقة يوم الطور (.

      فهذه منقبة ومزية لموسى - عليه السلام - وهو أنه إما أن يكون صعق، أو لم يصعق. فإن كان لم يصعق فهذه مزية له؛ لأنه صعق + وإن كان صعق وأفاق قبل النبي - -صلى الله عليه وسلم- - فهي مزية، لكنها مزية خاصة، ونبينا - -صلى الله عليه وسلم- - له مزايا أخرى كثيرة.

      فالمقصود: أن هذا الحديث لا بأس بسنده، وله شواهد، وصححه العلامة ابن القيم - -رحمه الله- - في "الكافية الشافية" وغيره، ولكن ليس معناه أن المتمسك بالسنة أفضل من الصحابة، إنما معناه -كما سبق- أنه مزية خاصة للمتمسك بالسنة.

      وجاء في اللفظ الآخر وجه ذلك، قال: )تجدون على الخير عونا، ولا يجدون على الخير عونا (فالمتمسك بالسنة في آخر الزمان لا يجد عونا، والصحابة يجدون عونا؛ فلهذا صار له أجر الخمسين، وصارت له هذه المزية الخاصة.
      وفيه الحث على التمسك بالسنة، ولزومها عند ظهور البدع والمنكرات، وفيه التحذير من البدع. وهذا وجه إتيان المصنف - -رحمه الله- - بهذا الأثر؛ ليحذر من البدع. فإن المتمسك بالسنة بعيد عن البدع، كالجهمية والمعتزلة والخوارج والرافضة، كل هؤلاء لم يتمسكوا بالسنة، فالواجب التمسك بالسنة، والحذر من البدع والمحدثات في الدين. نعم.

      ************************************************** ****************************


      "الشرح و الإبانة (الإبانة الصغرى) شرح الشيخ الراجحي حفظه الله تعالى

        الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 28 مارس 2024 - 4:18